تستطيع «هبة» التي لم تتم العشرين من عمرها أن تذبح الخروف وتسلخه بكل سهولة ويسر وأن تستكمل عملية التقطيع واستخدام كل أحجام السكين من أصغر سكين للساطور وكأنها تعزف سيمفونية بسيطة اعتادت عليها.
عندما يأتي الزبون إلى محل الجزارة الذي يملكه والدها، لا يتخيل أن «هبة» صاحبة الملامح البريئة هي من ستُنفذ عملية الذبح بجميع مراحلها، وبالطبع يعاونها بعض العاملين بالمحل للسيطرة على الحيوان المراد ذبحه، ولكن الجميع يشهد لها بكفاءتها في هذا العمل الصعب الذي لا يتقنه كثير من الرجال.
وتقول «هبة» في لقاءها مع بوابة «دار الهلال» إن نشأتها في محل جزارة مشهور بالإسكندرية، يملكه والدها المعروف بالجزار «ولاءالدين» ويأتي إليه الزبائن من كل حدب وصوب نظرًا لكفاءته وسرعته في إنجاز عمله، جعلها تتعلم المهنة وأسرارها منذ صغرها إلى أن أصبحت تُمارسها بسهولة.
وتُعد منطقة باكوس من أشهر المناطق الشعبية بمدينة الإسكندرية ومن أكثرها إزدحامًا وتستقبل مواطني الإسكندرية من شرقها لغربها لاحتواءها على جميع الإحتياجات التي قد يطلبها أي مواطن وخاصًة قبل المناسبات والأعياد.
لذلك اكتسبت هبة شهرة واسعة لندرة البنات التي تعمل في هذا المجال وأيضاً نظرًا لصعوبة العمل وعدم ملاءمته للكائنات اللطيفة الناعمة التي قد تُجرح خلال عملها بمطبخ المنزل، ولكن «هبة» أثبتت أن البنات تستطعن النجاح في مختلف المجالات حتى التي تحتاج منهن إلى قوة عضلية، وأضحدن فكرة «للرجال فقط».
وجدير بالذكر أن مدينة الإسكندرية بها فتيات وسيدات تعملن في مجالات نجحن فيها وأثبتن كفاءة واشتهرن بها أيضًا، وعرضت بوابة دار الهلال من قبل حكاية «دنيا» التي تعمل في مجال ميكانيكا السيارات واكتسبت شهرة واسعة إلى أن أصبحت مُدربة بالأكاديمية، وأيضاً كرمَ محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف خلال إحدى جولاته الميدانية بميدان محطة مصر «سائقة» حاصلة على مؤهل عالي وتسعى للكسب الحلال.. وغيرهن كثيرات من صاحبات التحدي والإصرار.