علمًا من أعلام الإذاعة المصرية، قدم كافة أنواع البرامج خلال فترة عمله بالإذاعة المصرية خاصة برامج المنوعات، إلى أن وصل لمنصب مدير عام المنوعات في إذاعة صوت العرب، وكانت له علاقات وطيدة بكبار نجوم زمن الفن الجميل مثل الموسيقار بليغ حمدي، وكان قريبًا من عدد من المشاهير منهم الفنان حسن حسني الذي كان زميلًا له بالمدرسة؛ إنه الإذاعي كامل البيطار.

سبب استعارة اسم والده
استعار اسم والده كامل البيطار ليكون اسمًا للشهرة، بعد أن أخبره مدير إذاعة صوت العرب باختيار كامل البيطار ليكون اسمًا إذاعيًا، واسمه الحقيقي محمد كامل البيطار،  وهو ابن منطقة الحلمية الجديدة وكان قريبًا من منطقة السيدة زينب، والتي كانت صاحبة الأثر الكبير في تنشئته.

نشأة البيطار
نشأة البيطار لم تكن مثل غيره من أبناء جيله، حيث ولد لأب كان نموذجًا للشرف والشخصية على حد تعبيره في أحد لقاءاته، كما كانت والدته مثالًا لربة المنزل، وتخرج في كلية الآداب قسم صحافة في جامعة القاهرة، وأثناء دراسته كتب في جريدة المساء وكان يرأس تحريرها آنذاك خالد محيى الدين، وبدأ التدريب بالإذاعة المصرية، وقبل مرور عام وقبيل شهر رمضان عرض عليه أحمد سعيد، مدير صوت العرب فكرته "مسحراتي اليوم"، وطلب منه تسجيل 30 حلقة منها في كافة أرجاء العالم الإسلامي.

رسائله الإذاعية من السويس أثناء حرب أكتوبر 1973
قدم الإذاعي كامل البيطار، العديد من البرامج عبر أثير إذاعة صوت العربية، منها "ليالي الشرق، والرياضة العربية في أسبوع"، ونقل رسائل إذاعية من السويس خلال حرب أكتوبر 1973.

تصريح كامل البيطار عن الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة
كان للبيطار، تصريحًا إعلاميًا بشأن الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة، قال فيه "إنه لم يستمع إليها منذ قرابة 30 عامًا لأنها لا تقدم أي جديد، بحسب تعبيره، وأن الله حباه بالأفكار المبتكرة خلال فترة عمله بالإذاعة حتى إنه في إحدى الفترات كانت 90% من برامج صوت العرب كانت من أفكاره".

 وأضاف الإذاعي، أن بعض الإذاعيين، انتشرت أسمائهم من خلال برامج آخرين، برغم كونهم لم يقدموا فكرة واحدة طوال 35 عامًا، ومع ذلك حصلوا على العديد من المناصب، مشيرًا إلى عدم وجود مواهب حالية بقدر الإذاعيات الكبيرات، أمثال "إيناس جوهر، وسناء منصور".

اكتشاف "البيطار" لعبد الرحمن الأبنودي في برنامج "مع العمال العرب"
كان الراحل سببًا، في اكتشاف الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، من خلال برنامج "مع العمال العرب"، حسبما كشف في حوار سابق مع مجلة الإذاعة والتليفزيون، مؤكدا أن إذاعة صوت العرب كانت مقرًا للمشاهير من نجوم الفن والسياسة والأدب.

وعندما كان يقدم البرنامج الذي زار فيه 99 % من المصانع بعد حدوث النهضة الصناعية في عهد الرئيس الراحل عبدالناصر، قام بتقديم الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وأشعاره أثناء بناء السد العالي، وكتب عنده حينها عدة قصائد ثم طبعها في كتاب بعنوان "عماليات".

كامل البيطار وعبد الحليم حافظ
تاريخ طويل من الإبداع واللقاءات والصداقة جمعت البيطار مع كثير من النجوم، كان على رأسهم علاقته بالعندليب، الذي وصفه بـ"الصديق الحقيقي"، وقال عن عبدالحليم في لقاء تلفزيوني "عبد الحليم حافظ أقدر أقول إنه كان صديقا حقيقيا، إنسان كويس أوي.. ومن أروع الحاجات اللي منسهلوش في فترة نكسة 67، كان يوميا في مكتبنا في منوعات صوت العرب.. كان بيجي يعرف آخر الأخبار علشان يبقى عنده استعداد يعمل أغاني.. بدليل أنه عمل 3 أغاني في يوم واحد، وكان منها أغنية عدى النهار".

وجدير بالذكر، أن الإذاعي كامل البيطار، أجرى واحدًا من اللقاءات النادرة مع العندليب، والتي لا تزال يتم الحديث عنها حتى هذه اللحظة.

مشكلته الوضوح والصراحة
أشار الراحل في لقاء سابق، إلى أن مشكلته الرئيسية في حياته كونه "رجل واضح وصريح"، كما أنه لم يستمع للراديو منذ 30 عامًا، خاصة بعد خروجه على سن معاش، وذلك لأنه لا يوجد في الراديو أي جديد.

برامج كامل البيطار
أكد البيطار، أنه نجح في تقديم برنامجه "ما يطلبه العمال" طيلة تسعة سنوات، وكان يُذاع في تمام الواحدة ظهرًا ولمدة نصف ساعة، إلا أنه وبعد نجاح برنامجه داخليًا تم طرح برنامج آخر له "مع العمال العرب"، وهو الذي أصبح علامة من علامات صوت العرب، مبديًا استيائه مما يحدث على بعض قنوات التلفاز من بعض الإعلاميين، واصفا أن ما يجري على بعض شاشات التلفاز، قائلًا "ردح بيحدث في التلفزيون".

أخطاء وقع فيها كامل البيطار قبل وفاته
قدم الإذاعي كامل البيطار، طوال مسيرته العديد من البرامج، والتي جمعته مع كثير من النجوم، وبرغم ذلك، وقع في عدة أخطاء خلال مسيرته، حسبما تحدث عنها قبل وفاته، في لقاء تلفزيوني سابق، قائلً:ا "مثلا في مرة بدأت كلام وقولت جملة أخي العربي متحبنيش بالشكل دا.. ونسيت تماما أكمل الجملة وأقول إن دي أغنية لفايزة أحمد.. ولكن مطلعتش إني أبدا سقطت.. لولا المهندس حس بالإحراج راح مطلع الغنوة"، متابعًا "وفي مرة تانية.. مثلا كنت المفروض أقول في برقية لوكالة اليونايتد برس.. ولكن قولت الجملة ونسيت كلمة برس.. وسقطت معرفتش أقولها إطلاقا".

وأوضح الراحل وقتذاك، أن هذه الأخطاء وقع فيها على الرغم من أن مشاركة أي شخص في الإذاعة في هذا التوقيت كان صعبًا، مضيفًا: "احنا لما دخلنا كان فيه 2268 واحد بيمتحنوا.. وبنمتحن عربي وترجمة إنجليزي وفرنساوي.. وبعدين تخش في الامتحان الشفوي.. أنا شخصيا قعدت ساعتين وعشر دقايق"، مردفًا: "زائد قراءة في الكتب اللي قدامك سواء عربي أو إنجليزي أو فرنساوي.. وفي الآخر إحنا 3 بس اللي نجحنا من 2268 شخصا".

وتوفي اليوم الخميس، الإذاعي الكبير كامل البيطار "محمد كامل البيطار"، الذي يعد أحد أعلام الإذاعة المصرية، إثر تعرضه لوعكة صحية قبل أيام نُقل على إثرها إلى المستشفى.