فادي نشأت:
موسم الأعياد موسم مربح جدًا بالنسبة للمسرحيين
أعكف على كتابة نص مسرحي جديد"اجتماع عاجل مفاجئ"
أجهز لمشروع "المختبر الرقمي المسرحي"
يتأثر أبو الفنون "المسرح" ككل الأنشطة الفنية والثقافية بالأحداث والمناسبات المحلية والإقليمية والدولية والعالمية، وعلى رأسها عيد الأضحى المبارك، ويواصل المسرحيون تقديم عروض عيد الأضحى المبارك ويستقبلون الجماهير في مختلف المسارح المصرية في مختلف المحافظات المصرية بالعديد من المؤسسات التي تقدم المسرح للجمهور.
والتقت بوابة دار الهلال مع الناقد والمؤلف المسرحي "فادي نشأت" لتتعرف منه على أهم ملامح وسمات المسرح المصري بالفترة الأخيرة، وعروض المسرح المتميزة بعيد الأضحى المبارك.
وإليكم نص الحوار..
حدثنا عن حجم الجمهور الذي يذهب إلى المسارح في أيام الإجازات والعطلات الرسمية؟
في البداية أود أن أهنئ المصريين جميعًا بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله على هذه البلد وشعبها بكل الخير والبركة والسلام، ومن الملاحظ أنه دائمًا في موسم الأعياد يحاول المسرحيون أن يجعلوا من المسرح وجهة لاستقبال الجمهور الذي يود قضاء عطلته مع أسرته في فعل شئ مختلف وجديد بالنسبة له، لذا فدائمًا ما يكون جمهور المسرح في الأعياد على وجه الخصوص هو من الجمهور غير المعتاد على المسرح، وهنا من الممكن أن يصبح موسم الأعياد موسم مربح جدا بالنسبة للمسرحيين على غرار السينما على سبيل المثال ولكن مع الأسف دائما ما ينقص الكثير من المسرحيين الفكر التسويقي المختلف.
بصفتك ناقد مسرحي.. ومن خلال متابعتك للحركة المسرحية المصرية في الفترة الأخيرة.. ما هي أهم مشكلات المسرح المصري؟
نحن نشهد في الإجازات الكثير من الجمهور العام الذي يقبل على مسار جمعي على غرار السينما على سبيل المثال، ولكن مع الأسف دائما ما ينقص الكثير من المسرحيين الفكر التسويقي المختلف.
وهنا تظهر بشكل خاص واحدة من أهم المشاكل التي يواجهها واقعنا المسرحي اليوم، والتي من الممكن أن يتم تلخيصها في جملة واحدة، وهي "لماذا ننتج مسرح؟" للأسف دائمًا ما يكون المسرح في ذهن العديد من ممارسينه هو خطوة أولى لشيء أهم بالنسبة لهم وهو السينما أو الدراما التلفزيونية، فنجد أن الممثلين المسرحيين –ليس الجميع بالطبع- ينظرون إلى المسرح كفاترينة للعرض لكي يستطيعوا من خلاله أن يسوقوا أنفسهم كممثليين حتى ينالوا أدوار أخرى في وسائل الميديا المختلفة، وبالطبع هذا ليس بالشيء السلبي ولكن تكمن مشكلته دائمًا في أن الممثل المسرحي الذي ينظر إلى المسرح كخطوة أولى فقط أو كبداية السلم لا يستطيع أن يعطي للمسرح الكثير، فدائمًا ما يتملكه إحساس عدم الرضا وأنه دائما ينتظر شئ أفضل.
وعلى مستوى الإخراج المسرحي هناك بعض المخرجين الذين لا يكون لديهم رؤيا معينة للنص المسرحي المراد إخراجه ولكن يرغبون فقط في وضع اسمهم على بوستر العرض رغبة منهم في أن يكون متواجد على ساحة المخرجين دون النظر إلى المستوى الفني أو المردود والأثر الفعلي لعمله الإبداعي، وهذا ما لاحظته بشكل خاص حين كنت مناقشًا في لجان اختيار مشاريع العروض المسرحية الخاصة بالعام الحالي التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة في إقليم شرق الدلتا، لذلك فتحولت العملية الإبداعية المسرحية إلى نوع من العمل الروتيني الذي يأتي بالمال فقط على منتجه وهو أيضًا ليس بالكثير، وربما ذلك يرجع بشكل كبير إلى عدم ضخ نصوص جديدة لكتاب مصريين ذو مستوى جيد حتى يستطيع المخرجون أن يجدوا أفكارًا وقضايا تمثل ما يشغل المجتمع المصري الآن على وجه الخصوص فيتجرد المسرح من أهم مميزاته وهو التعبير عن واقعه ومجتمعه.
هل نشهد تطورًا في أداء الجهات المنتجة للمسرح الخاصة والحكومية؟
من جانب الجهات الإنتاجية أرى أن انتشار فكرة الورش المسرحية بشكل عام هو مؤشر جيِّد جدًا للخروج من حالة الفقر الإبداعي الذي نعيش فيه حاليًا، ولكن يجب أن تكون تلك الورش حقيقية، وأقصد بذلك أن يتم وضع خطط ومناهج محددة تصب في صالح العمل الإبداعي ككل وليس فقط ورش لإعداد الممثل، فيجب أن تشمل تلك الورش على مناهج متعددة تخص الدراما وكيفية التفكير وتنمية الوعي العام والذائقة الفنية لدى المتدربين، لتقوم بمهمتها الحقيقية في خلق وعي فني معاصر، مما ينعكس بالطبع على المنتج الفني النهائي وتقوم بخلق جيل مسرحي يفكر بشكل مغاير ومتطور عن الأجيال السابقة يحمل سمات ومشاكل عصره.
ما الجديد في رحلتك كمؤلف وباحث مع المسرح؟
حاليًا على المستوى الفني الخاص أعكف على كتابة نص مسرحي جديد تحت عنوان "اجتماع عاجل مفاجئ" أرجو أن ينال استحسان الجمهور، وأحاول فيه أن أجد أجوبة لعدة أسئلة فلسفية دائمًا ما تجوب بذهننا جميعا حول ما هي غاية حياتنا وكيف نختار الاختيار الصائب وهل حقا هناك اختيار صائب أم لا؟
وعلى المستوى المهني أحاول أن أجهز لمشروع "المختبر الرقمي المسرحي" والذي أحاول من خلاله نشر ثقافة المسرح الرقمي وأدواته وخصائصه حتى تكون في حيث التنفيذ للجميع لكي نستطيع أن ننتقل من واقعنا المسرحي الغير رقمي المتهالك لنلحق بركب المسرح الرقمي المتطور والغالب في العالم أجمع.