الإثنين 29 ابريل 2024

ثورة الثالث والعشرين من يوليو في ذكراها

مقالات24-7-2021 | 20:51

بعد مرور تسع وستين عاما على ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952 والتي حررت مصر من الاحتلال البريطاني واستعادت الإرادة الوطنية بمبادئها الست التي أرست لأول جمهورية مستقلة في تاريخ مصر الحديث.

تأتى الذكرى هذا العام مع تطور مهم أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أقل من أسبوع، يتمثل في تدشينه للجمهورية الثانية في حياة المصريين، فإذا كانت ثورة يوليو 1952 حررت الإرادة الوطنية من الاحتلال الخارجي والداخلى، فإن ثورة الثلاثين من يونيو 2013 والتي تحتفل مصر بذكراها الثامنة اليوم مثلت امتدادا تاريخيا لإصرار المصريين على امتلاك ارادتهم الحرة بل ورفضهم القاطع لفرض املاءات خارجية على قراراتهم المصيرية، فحينما شعر المصريون بأن ارادتهم الحرة قد حاولت الجماعة الإرهابية سلبها خلال عام حكمها (2012-2013)، انتفض الشعب المصرى ليؤكد للعالم بأسره أن مصر لن تقبل ذلك، بل قدمت نموذجا جديدا لتحرير المنطقة العربية من الفكر الاخوانى الارهابى، وأنها كما حررت شعوبا فى جوارها الجغرافى عربيا وإفريقيا، ألهبت شعوبا أخرى اتفقت معها في الرؤية والإرادة ضد المستعمر في مختلف دول العالم الثالث سواء في أمريكا اللاتينية او آسيا الجنوبية حيث انتفضت هذه الشعوب ملتحمة بالثورة المصرية ونجاحها وانجازاتها، وهو ما تحقق أيضا بعد ثورة الثلاثين من يونيو في افشال المشروع الاخوانى المدعوم من الاستخبارات العالمية. 


والحقيقة أن ما حققته مصر منذ ثورة الثالث والعشرين من يوليو على المستويين الداخلى والخارجى يظل نموذجا ملهما للإرادة الوطنية تستعيده حينما تواجه أزمات أو تتعرض لتهديدات أو تخوض تحديات جسام، إذ يؤكد التاريخ بأحداثه الممتدة الدور الوطنى الذى يقوم به الجيش المصرى كونه درع الوطن في كل مراحل تطوره، فكما كانت ثورة 1952 ثورة جيش وشعب، فكانت ثورة 30 يونيو 2013 ثورة شعب وجيش، وهو ما يؤكد على افشال كافة محاولات الجماعات الإرهابية المدعومة خارجيا في الإيقاع بين الشعب والجيش، إذ يعلم الشعب المصرى بكافة تكويناته وانتماءاته أن الجيش هو الدرع الواقى وهو الحصن الحصين لحماية الدولة والحفاظ على مقدراتها والذود عن حدودها وحقوقها وسيادتها في مواجهة كافة المخططات التي تحاك للدولة المصرية، ولعل الحديث المتكرر للرئيس عبد الفتاح السيسى عن مسئوليته ومسئولية الجيش والشرطة في هذا الخصوص يؤكد على ذلك التلاحم القوى بينهم، مع أهمية الاخذ في الاعتبار أن التشابه بين الثورتين (تلاحم الشعب والجيش) يظل نموذجا ملهما لبناء الدول وتقدمها. 


نهاية القول إن الاحتفال بمرور سبعة عقود على ثورة الثالث والعشرين من يونيو لا يعنى فقط ذكرى النضال الوطنى ضد المستعمر الأجنبى وإنما يعنى أيضا ذكرى خوض معركة البناء والتحدى التي صنعها المواطن المصرى، وهى المعركة التي يخوضها اليوم على الأرض المصرية فيما تشيده الدولة من إنشاءات وما تبنيه من مدن وما تقيمه من مشروعات وما تحققه من إنجازات داخليا وخارجيا.  

 

Dr.Randa
Dr.Radwa