شهدت أيام عيد الأضحى المبارك، عدة جرائم من أبشع جرائم العنف الأسرى، كان أبرزها طعن زوجة لزوجها المحاسب بسكين في صدره؛ بعد شجارعلى زيادة المصروفات لمستلزمات العيد، رغم قصة حب جمعتهما أثمرت عن الزواج وإنجاب طفلين، والجريمة الثانية؛ نفذها طبيب أسنان، ضد زوجته الطبية بـ11 طعنة بسبب الخلافات الزوجية، وفرهاربا تاركا الزوجة مضرجة في دمائها وثلاثة أبناء للمجهول.
المثير للتساؤل في الحادثة الأولى؛ أن الزوجين كانا يتمعتان بقدر من الحب المتبادل والاحترام حسب رواية الجيران والمقربين منهم، وهوما كشفته تدوينات الفيس بوك للزوج عندما كتب لها "أنتي أعظم انتصارتي وأجمل اختياراتي" قبل شهر من حادثة القتل، وهو ما يكشف أننا أمام حالة مستعصية من العنف الأسري؛ حتي الحب الذي جمع الزوجين لما يكن رادعا لمنع جريمة القتل.
أسباب جرائم العنف الأسري
ورصد خبيران نفسيان أسباب زيادة جرائم القتل و العنف داخل الأسرة، حيث أكد الدكتور وليد هندي الاستشاري النفسي، أن هناك مجموعة من العوامل النفسية التي تسبب العنف الأسري منها؛ الإحباط، والضغط النفسي، وعدم إشباع الحاجة للانتماء للأسرة، واعتلال المزاج، وانخفاض جودة الحياة نتيجة ظروف الحظر؛ التي حرمت الناس من المساندة الإجتماعية، والتنفيس الإجتماعي.
وأوضح الاستشاري النفسي، أن جميع الجرائم الأسرية يقوم بها شخص يعاني من اضطرابات في الشخصية، غالبا يكون شخص عدواني؛ يقدم العنف علي أي مهارات أخرى، أوأن يكون شخصية سادية تشعر بلذة في تعذيب الآخرين، أو من الشخصيات المعقدة، حيث كان ينكل به في الصغر، بالإضافة إلي دور العوامل البيئية في زيادة جرائم العنف الأسري مثل؛ الزحام ، وأرتفاع درجة الحرارة، و العشوائيات، أوالظروف الإقتصادية الضاغطة مثل؛ الفقر،والبطالة.
وسائل الإعلام متهم بجرائم العنف الأسري
وأضاف "هندي" أن هناك أسباب مستحدثة لها دور في زيادة العنف داخل الأسرة منها؛ تعاطي 21,5 مليون المخدرات، وما يسببه تعاطي المخدرات من غيبوبة ،وضبابية نفسية، وردود أفعال تتسم بالعنف، بالإضافة إلي دور وسائل الإعلام، وما تقدمه من مشاهد تحض علي العنف؛ مما يجعل المشاهد؛ يقوم بالمحاكاة و التقليد دون أي معاناة ، فضلا عن دور وسائل التباعد الإجتماعي و اقصد "التواصل الإجتماعي" وما سببته من تباعد بين أفراد الأسرة الواحدة ،وتفسخ وترهل في العلاقات الأسرية، نتيجة التباعد الإجتماعي، فكل فرد في الأسرة منشغل بهاتفه، ويتعامل مع أسرته كغريب.
أما الدكتور ماجد أرنست، استشاري أول الطب النفسي والمخ والأعصاب، فأوضح أن جرائم القتل التي وقعت في الأيام الأولى لعيد الأضحي المبارك، تمثل نوعا من عدم التحكم في التصرفات من شخص شديد الانفعال، وهذا غالبا يكون بسبب قصور في الشخصية، حيث يكون شخصية غير ناضجة، أو شخصية سريعة الإنفعال، فضلا عن وجود مواقف سابقة ، و لكن في موقف القتل وصلت الأمور إلي ذروتها.
وعن أسباب عدم التحكم في التصرفات، قال "أرنست" إنها تعود إلى التربية، والجينات، وأحيانا تكون مكتسبة من البيئة التي حولنا، منبها أن الشخص الذي يتعرض لمشاكل متتالية نتيجة لعدم التحكم في تصرفاته؛ يحتاج إلي علاج وجلسات نفسية؛ لتعديل السلوك والتحكم في الانفعالات قبل أن يرتكب جرائم كما حدث.