تظاهر مئات المحتجين في العاصمة التونسية وعدة مدن أخرى الأحد مطالبين الحكومة بالتنحي وبحل البرلمان مع اتساع رقعة جائحة فيروس كورونا التي زادت من المصاعب الاقتصادية.
وقد أعلنت وزارة الصحة التونسية يوم السبت عن تسجيل 317 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ48 الماضية بفيروس كورونا، بينها 261 في الساعات الـ24 الماضية.
وقالت الوزارة في بيان علي صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إن 56 وفاة تم تسجيلها خلال يوم الخميس الماضي، و 261 حالة وفاة يوم السبت وهي أكبر حصيلة يومية منذ بدء تفشي الوباء.
وارتفعت حصيلة الإصابات اليومية بواقع 5624 إصابة جديدة، وبحسب الأرقام الرسمية تماثل للشفاء 3732 شخصا خلال اليوم الماضي.
وارتفع إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في تونس منذ بداية تفشي الوباء هناك إلى 563930 إصابة، منها 457597 حالة شفاء، فيما توفي 18369 شخصا حتى الآن.
ويقول عضو اللجنة العلمية لمواجهة كورونا، الدكتور أمان الله المسعدي، في تصريحات لوكالة رويترز أن تونس تمر بمرحلة رهيبه من تفشي فيروس كورونا في عدد التحاليل الإيجابية مرتفع للغاية، وعدد الوفيات يتجاوز أحيانا مئة حالة يوميا، أقسام الإنعاش اقتربت من الامتلاء.
في حين دعت اللجنة العلمية، الحكومة إلى تشديد الإجراءات، في مواجهة الوضع المتردي ومن بين تلك الإجراءات، زيادة ساعات حظر التجول الليلي، وفرض إغلاق شامل في بعض الولايات، التي تشهد انتشارا أسرع للوباء.
وفي هذا سياق ما مرت به تونس في أيام عيد الاضحى فقد استقبلت تونس عيد الأضحى وسط وضع صحي متأزم للغاية، بسبب انتشار غير مسبوق للعدوى بفيروس كورونا في البلاد، إذ وصلت النتائج الإيجابية إلى نسبة 30 بالمئة من إجمالي الفحوص اليومية.
وتتميز الموجة الجديدة من فيروس كورونا في تونس بانتشار واسع للسلالات المتحورة، البريطانية "ألفا" والهندية "دلتا" في معظم المحافظات، مسببة ارتفاعا في معدل الوفيات الذي تجاوز الـ100 يوميا.
ويرجح خبراء بلوغ الوفيات سقف 300 حالة يوميا مع نهاية شهر يوليو الجاري.
ووفق هذه التصريحات من حالات الوفيات والإصابات قام رئيس الوزراء هشام المشيشي بإقالة وزير الصحة فوزي مهدي، متهما الأخير باتخاذ قرارات "شعبوية إجرامية.
وجاء ذلك بعدما شهدت مراكز التلقيح في تونس التي انطلقت يوم عيد الأضحى لمن تتجاوز أعمارهم الـ18 سنة، تجمعا لآلاف المواطنين، مما تسبب في حالة من الفوضى والمشاحنات، خاصة مع غياب التنظيم.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد الوفيات في هذه الأيام في تونس هو الأعلى في إفريقيا وبين الدول العربية.
وكانت وزارة الصحة التونسية قد أعلنت منذ أكثر من أسبوع انهيار منظومتها الصحية، وأطلقت رئاسة الجمهورية نداءات الاستغاثة للمجتمع الدولي، فهبوا لنجدتها دول عربية وأوروبية عبر توفير جرعات من اللقاحات المضادة للفيروس والتجهيزات والمستلزمات الطبية.
ولا تزال المستشفيات في تونس تعاني نقصا في الاكسجين، كما يطلق المواطنون عبر شبكات التواصل الاجتماعي نداءاتهم بحثا عن أجهزة التنفس، بينما قالت الحكومة إنها تسعى لضمان توفير الأكسجين للمستشفيات على المديين القصير والمتوسط، عبر زيادة الإنتاج الوطني وأيضا من خلال توريد كميات إضافية من الدول الصديقة.
ومن جهة أخرى، حذر المختص في علم الأوبئة الدكتور محمد الشاهد من تضاعف نسبة استهلاك تونس للأكسجين 4 مرات أكثر من قبل في الأسابيع الأخيرة بسبب موجة انتشار العدوى العنيفة التي فاقت قدرات المنظومة الصحية المرهقة والفقيرة.