الجمعة 17 مايو 2024

خبير شؤون الجماعات الإرهابية: النُخب التونسية لم تخدع بالإخوان كما حدث مع نظيرتها المصرية (خاص)

ثروت الخرباوي

أخبار26-7-2021 | 20:22

محمد عاشور

رد ثروت الخرباوي، المفكر السياسي والخبير في شؤون الجماعات الإرهابية على سؤال "هل تونس قادرة على القضاء على جماعة الإخوان الإرهابية كما فعلت مصر؟"، قائلً: "إن جماعة الإخوان استطاعت خداع النخب المصرية لفترة من الزمن، ولكنهم لم يستطيعوا ذلك مع نخب تونس".

وقال المفكر السياسي والخبير في شؤون الجماعات الإرهابية في حديثه إلى بوابة دار الهلال، إن عموم الشعب التونسي كسر في ظل وجود جماعة الإخوان الإرهابية، وحزب النهضة الإخوني، كما حدث تردي في الحالة الاقتصادية، والحالة الصحية بشكل كبير، مشيرًَا إلى أن إلياس الفخفاخ، رئيس الوزراء التونسي الأسبق، كان يدير الأمور بشكل رائع نظرًا لكونه رجل اقتصاد، لكنه لم يكن على هوى الإخوان لعدة أسباب.

وأضاف "الخرباوي"، أن من هذه الأسباب أن الفخفاخ كان حاملًا للجنسية الفرنسية، بجانب أنه مسيحي الديانة، لذلك تم سحب الثقة منه العام الماضي، وهو الأمر الذي تسبب في إحداث مشكلة كبيرة بتونس يوليو الماضي نتيجة سحب الثقة من الفخفاخ وستة من الوزراء الإخوان وقتها، لافتا إلى محاولة الرئيس التونسي لتعيين هشام المشيشي رئيسًل للوزراء لكنه لم يستطع سد الفجوة والسقوط الاقتصادي، وبالتالي لم يستطع مواجهة وباء كورونا.

وتابع: "إضافة إلى سيطرة الإخوان لعدد من الملفات وارتكابهم العديد من المفاسد، ناهيك عن عدد التجاوزات داخل البرلمان الذي يسيطر الإخوام بأكثرية، منها التعدي بالضرب من قبل البرلمانيون الإخوان والمساندين لهم على النائبة عبير موسى، مؤكدًا أن كل هذه الأمور تُرجمت في غضب الشعب التونسي، الذي خرج يهتف يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح، للدلالة عن أنه إرهابي".

وأوضح "الخرباوي"، أنه في ذلك الوقت كان على الرئيس التونسي قيس سعيد قبول الغضب السائد من شعبه، الذ يتعرض لهجوم من جماة الإخوان خاصة أثناء حملته الانتخابية والانتخابات من قبل الإخوان من خلال الدعوى لعدم انتخابه، ولكنه الآن "كشر عن أنيابه" على حد قوله، ليظهر مدى قوته، وأنه يبحث في المقام الأول عن مصلحة الشعب التونسي، لذلك كانت قراراته مفأجاة للإخوان ولم يتوقعوها، بتقييد البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وإقالة الوزارة، وتعيين شخصه كنائب عام، وإقالة وزير الدفاع حتى لا يدخل في حالة حرج من مواجهة الإخوان في الشارع.

وأكد أن كل هذه القرارات تدل على أنها قرارات مدروسة، معبرة عن فهم الرئيس التونسي، ومؤكدة عن أنها بمثابة نهاية حكم الإخوان في تونس، وبالتالي القضاء عليهم.