الخميس 16 مايو 2024

محمد شرف.. «المعلم مشمش» الذي أضحكنا وأبكانا

محمد شرف

فن27-7-2021 | 10:43

محمد أبو زيد

موهبة غير عادية، يمتلك كاريزما وحضورا طاغيا، ويعرف كيف يصنع الضحكة، كوميديان استثنائي لا يعنيه تجسيد دور "السنيد"، يسرق الكاميرا التي أحبت وجهه الأسمر في كل مشهد يظهر به ولو أمامه "عتاولة" الكوميديا، يجعلك تضع يدك على قلبك من فرط الضحك وهو يجسد دور "بيومي الحرامي" في "زكي شان" الذي يحاول حسني حسني إقناعه بسرقة الفيلا والعودة لمهنته السابقة ليرد "ما ينفعش ياعم سالم طالما دخلت عالم المخدرات لازم أقعد فيه مش أقل من سنة وبعدين أحول".

بينما يجعلك تتأثر إلي حد البكاء وهو الشاب العاطل ضعيف النظر الذي تخطى عمره الأربعين في "أسف على الإزعاج" عندما جلس بجوار البطل يبرر له سبب جلوسه الدائم على المقهى "تركب قطر الشغل يا دوب تعملك قرشين تلاقي قطر العمر اتقلب بيك"، وفي "ظرف طارق" يجبرك أن تحفظ كل إفيهاته التي كان يرددها في مشاهده القليلة "أنا مش تبع حد أنا رئيس جمهورية نفسي" و"أنا إنسان كائن يعيش ويتعايش"، هو المعلم "مشمش" صاحب صالون مشمش الثقافي في"جعلتني مجرما" و"سامبو" في "أرابيسك"، والشاب المغترب بأوكرانيا في "الرهينة"، وصاحب كل الأدوار هو الذي أضحكنا وأبكانا الفنان محمد شرف.

ولد محمد شرف في 19 فبراير 1963 بالإسكندرية، لم يكن التعليم يشغله كان يؤمن بأن الممثل لا يعنيه الحصول على "الشهادات" طالما يمتلك الموهبة، كان حلم التمثيل يداعب خياله كلما غدا أو راح، وما إن حصل على شهادة المعهد الفني التجاري في منتصف الثمانينيات، حتى حزم حقائبه حالما وسافر إلي القاهرة تلك المدينة التي تحتكر الفن والشهرة.

بدأ "شرف" رحلته من على خشبة المسرح، وقدم عشرات المسرحيات، ولكن منحته الحياة نظرة رضا ولمع نجمه في التليفزيون عندما قدم دور "سامبو" في مسلسل "أرابيسك" منتصف التسعينيات مع صلاح السعدني، والكاتب أسامة أنور عكاشة، وكان بطاقة تعارف مع الجمهور.

 فتحت له السينما ذراعيها عندما شارك في بطولة جماعية ضمت العديد من الوجوه الشبابية في فيلم "فيلم ثقافي" للمخرج محمد أمين، وجاءت فرصته الأكبر في فيلم"حرامية في تايلاند" مع كريم عبد العزيز، كان "شرف" حاضرا في معظم أفلام نجوم الصف الأول فقدم مع محمد هنيدي "بلية ودماغه العالية، عسكر في المعسكر".

 ومع أحمد حلمي قدم عدة أفلام "زكي شان، جعلتني مجرما، ظرف طارق، آسف على الازعاج، إكس لارج"، ومع أحمد عز "الرهينة" ومازالت تتداول إفيهاته في "كوميكس" على مواقع التواصل أبرزها "عماد مأكدلي" و" افتح ياعم أنا عمدة"، لم ينساه صديق العمر والمسرح أحمد آدم وقدم معه العديد من الأدوار منها دور "نعناعة" صديق البطل المقرب في "صباحو كدب" وأطلق فيه أشهر افيهاته "ده مش لينا ده تاكسي لازق فينا".

لم يغيب "شرف" عن ذهن الكبار وقدم مع نور الشريف فيلمي "دم الغزال، عفاريت الأسفلت"، وفي المسرح قدم مع أحمد آدم عدد من المسرحيات أبرزها "عيال تجنن، حودة كرامة".

لم ينس "شرف" نصيبه من التليفزيون وقدم العديد من المسلسلات لعل أشهرها "أرابيسك، ريا وسكينة، للعدالة وجوه كثيرة"، عشرات من الأعمال التليفزيونية والسينمائية والمسرحية شارك فيها محمد شرف وترك خلفه بصمة في كل عمل.

كانت الحياة قاسية عليه ولم تترك يهنأ بنجاحه الذي حصده بعد سنوات من الشقاء، إذ داهمه المرض وعانى من ضعف شديد في عضلة القلب، وأجريت له جراحة بالقلب، ورحل عن دنيانا في 27 يوليو 2018 عن عمر ناهز 55 عامًا، إثر نوبة قلبية، ولكنه ترك خلفه ضحكات ودعوات بالملايين.