وجدت فى دفتر الأحوال ، من تأملاتى على مدار شهر بدأ مع أول نوفمبر 2014 :
الدنيا تجمع الأضداد كما تجمع الأشباه ؛ ولا ينقطع فيها التناحر بين الخير والشر ، وبين الأخيار والأشرار ..
ومثلما لا تكف الدنيا عن إنتاج المحبات وتقوية الأواصر والعلاقات والصلات ؛ فإنها لا تكف أيضا عن إفراز العداوات والكراهات والمحن والحروب والصراعات والمخاطر ..
ومن هذه الدوائر المهولة تنشأ وتتجدد وتستمر مخاوف الناس ؛ ويولد الشك الذى يأخذ الآدمى إلى بحور عديدة متنوعة ؛ يلاقى فيها أمواجا وأصدافًا وأشواكًا !
ويعتصر فكره وعقله ليخرج من هوة الشك والارتياب إلى شُطئان الطمأنينة والثقة والأمان .. أمان النفس والعقيدة والموقف والسلوك !
> > >
دون وزارة ثقافة ، ودون مجلس أعلى للثقافة ، ودون نفعجية من هذا أو تلك ، ودون جوائز ، ودون إقطاعيات ..
حفلت مصر بقامات عالية جداً فى الفكر والأدب والثقافة
منهم على سبيل المثال لا الحصر: العقاد ؛ طه حسين ، توفيق الحكيم ؛ أحمد لطفى السيد ؛ يحيى حقى، زكى نجيب محمود ، نجيب محفوظ ؛ سلامة موسى ، أحمد شوقى ؛ حافظ إبراهيم ، أحمد أمين ؛ وغيرهم ..
لا أدرى سبب الثورة على اختيار الدكتور إسماعيل سراج الدين ، سواء للمجلس الأعلى للثقافة ، أو كمستشار ثقافى لرئيس الوزراء ..
مع أن اختيارات المجلس الأعلى للثقافة شملت أدنى منه بكثير ، بل من لا علاقة لهم بالثقافة ولا نشاط لهم فيها ، وكذلك الجوائز .. ولم يعترض أو يثر أحد !!!
>>>
أقول لكم حتى لا ننسى ، وحتى لا تضيع مصر!!
لم يسقط مبارك وحكمه وبلا عودة لقتل متظاهر أو متظاهرين،
فلم يكن ذلك سبب خروج الشعب فى 25 يناير ؛ ولا كان هو الأساس لتخليه كارهًا عن منصبه !!!
وإنما سقط للفساد وغياب العدالة الاجتماعية، وهدم معانى الديمقراطية والدولة الدستورية القانونية، وتجريف الكفاءات المصرية ، وتعقيم الحياة السياسية وسد شرايين التغيير ، وفرض مشروع توريث نجله ، وتزوير الانتخابات النيابية وبصورة فجة مستفزة وجائرة ، وتحويل الحياة الحزبية إلى ديكور خادع ، وتوسيد الأمور لغير أهلها وإقصاء ذوى الرأى والكفاءة والوطنية ، وتغليق أبواب التغيير بالاحتيال وبالقمع إذا لزم الأمر.
لذلك سقط مبارك ونظامه ، ولذلك من المحال أن يعود ، ومن الخبل الظن بأنه يمكن أن يعود ، ولن يعود !!!
> > >
أقول لكم :
المعركة التى تجرى الآن فى مصر ؛ ليست معركة بين حق وباطل ؛ ولا هى من أجل حق أو باطل ..
وإنما هى معركة بين أهواء ، وصاحب الهوى مغرض ، والغرض فى ذاته مرض ..
ولذلك بات السجال بين مرضى وأمراض..
لست عليهم أخشى ، وإنما أخشى على الأصحاء ، وأخشى معهم على مصر ..
مصر التى باتت منكوبة ببعض بنيها يأخذونها إلى الضياع
دون أن تتحرك فيهم شعرة !
> > >
التسبيب والتبرير !
يوجب القانون كتابة أسباب للأحكام ؛ لذلك يلتزم القاضى بكتابة هذه الأسباب تسبيبًا لحكمه.
ولكن هناك فارقاً يدركه العارفون بين التسبيب والتبرير ؛ فلا يلتزم القاضى إلاَّ بالتسبيب لا بالتبرير .
وليس محمودًا أن ينشغل القاضى بتبرير حكمه..
ففضلاً عما فى ذلك من تزيّد غير مطلوب ؛ فإنه قد يؤدى إلى مزالق وبلبلة !
لا يشفع فيها ضغوط الرأى العام أو الانشغال بالتبرير له !
وتكون الأحكام بمأمن وكذلك القضاة
إذا التزمت بالتسبيب لا بالتبرير
هكذا علّمنا القانون والتقاليد القضائية وخبرة السنين وحنكة المعرفة والحياة !
> > >
ما أحوجنا أن نعيد الجمال إلى بلادنا ، لتغتسل عيوننا وقلوبنا وأرواحنا ، كل صباح وكل مساء ..
فقد اعتدنا القبح ، ولم نعد قادرين على رؤية الجمال ..
عميت عيوننا ، وقست قلوبنا ، وخوت أرواحنا ، وجفت ينابيع الرحمة فى مهجنا !!
ما أحوجنا أن نعيد الجمال الذى كان إلى بلادنا!
كتب : رجائى عطية