الثلاثاء 21 مايو 2024

شيماء فرح: رواية دندش من ملفات قضايا الآداب.. وعلى البنت أن تتشبث بدينها (خاص)

الكاتبة الروائية شيماء فرح

ثقافة27-7-2021 | 22:17

بيمن خليل

شيماء فرح، كاتبة وروائية وإعلامية مصرية، تكتب في الجوانب الاجتماعية وأثارت في رواياتها قضايا البنت المغتصبة في المجتمعات المصرية، وكان آخرهم رواية "دندش" التي لاقت إقبالًا كبيرًا في معرض الكتاب هذا العام2021، ونفدت طبعتها الأولى في أول أسبوع بالمعرض، وأثارت جدلًا كبيرًا لما تتضمنه من قضايا مهمة من ملفات الآداب للبنات في مصر، فهي رواية جريئة ستكون على أكثر من جزء وكان أولهم "دندش".

قالت الكاتبة شيماء فرح أن رواية دندش هي ثالث عمل لي، وأول عمل كان "مازال القلب حيًّا، في معرض الكتاب في العام الماضي 2020، والعمل الثاني كان "مكالمة خاطئة" عن دار لوتس للنشر والتوزيع، وكانت تدور حول زواج القاصرات، وانبهارهم بالرجل الكبير سنًّا، وأيضًا رجل الأعمال المقتدر ماديًّا ولكنه كبير عمرًا.

وأوضحت شيماء فرح، في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال، أن رواية دندش هي الجزء الأول من ضمن سلسلة "نساء خاسرات" والفكرة أتت لي من خلال صديقة كانت أخصائية اجتماعية تعمل في مؤسسة لرعاية الفتيات القاصرات تحت السن، والمحكوم عليهن في قضايا بغاء، والتي تتبع ملفات قضايا الآداب، وكانت صديقتي تلك تحضر رسالة ماجستير في هذا الأمر، وبالتالي درست هذه الحالات، وحكت لي قصة هؤلاء البنات، ومن المفترض أنهم خمسة، وكنت أعد للخمس أجزاء، ولكن بعد رواية دندش قررت أني لن أستعين بهذه المعلومات التي أخذتها من صديقتي نظرًا لنشوب خلاف بيني وبينها، برغم أني على علم بكافة الحكايات وتفاصيلها.

وأعلنت "فرح" في تصريحاتها "للهلال" عن ما بعد رواية دندش، إني أعمل على تكملة الأجزاء الأخرى عن ملفات الآداب أيضًا وأستكمل المسيرة، والرواية القادمة في صلب هذه الملفات، وبطلة العمل هي بنت ذات قصة حقيقية ستكون بطل العمل القادم وقد طلبت مني أني أكتب عنها وعن قضيتها وقصتها بعدما قرأت دندش.. وبالطبع سيكون العمل في إطار أسماء وهمية للشخصيات حفاظًا على خصوصية هذه البنت.

وأضافت أن رواية دندش توضح مدى الظلم الذي لحق بالفتاة الصغيرة، وكأن الغمامة على عينيها، وهكذا حتى يوضح غلاف الرواية نرى بنت تضع غمامة على عينيها، وهذه الغمامة تدل وترمز لصغر سنها، فقد كان عمر بطلة رواية دندش 13 سنة فقط.

وأشارت الكاتبة شيماء فرح أن رواية دندش تدور حول فتاة تبلغ من العمر 13 سنة، تعرضت للاغتصاب، من خلال أحد أقاربها، ولأنه يتسم بالتدين والأخلاق أمام الناس لم يصدقها أحد وهنا بدأت المتاعب والبشاعة والغلاف الأسود الذي حاوط حياة الفتاة، فقد حملت منه، وتدور أحداث الرواية تباعًا عن مسار هذه الفتاة في الحياة وكيف عانت وماذا صار بها، وعن كل شيء نتيجة هذه الجريمة لفتاة بريئة، فهنا يقودنا هل الفتاة ستلجأ إلى الأعمال المنافية للآداب وغيرها؟ ستتعرفوا على هذا في الرواية.

واستطردت الكاتبة أنا لم أُسجن داخل إطار الكتابات النسائية فقط، ولكن في أعمال أخرى سنجد تنوع، فيوجد عمل لي قريبًا، يدين الأم، ويدين عدم إحساسها بابنتها، ولأن الفكرة دائمًا ما تهبط عليَّ وتأتيني بوحيها، ففكرة الاغتصاب قبل أن أقرر أن أكتب عنها، قد سمعت عنها في قضية أتت قبلها، عن البنت التي اغتصبوها في الميكروباص، فعندما جلست مع زوجي نناقش هذا الموضوع، وأثارنا التساؤلات عن هذه البنت، كيف ستعيش وتتعامل مع المجتمع؟ وهنا بدأت أقرأ عن الموضوع وأطلع على القوانين الخاصة به، واكتشفت أنها قوانين ليست جيدة، وتحتاج إلى تعديل وتغيير إن أمكن، ففي روايتي "مازال القلب حيًّا" كنت أطالب فيها بتعديل القانون، وأنه ليس حلاً للبنت التي تغتصب وتأخذ ورقة من الطبيب الشرعي يؤكد أنها تعرضت للاغتصاب، فكيف ستواجه هذه البنت المجتمع، وكيف ستتعايش معه، وكيف ستتزوج وماذا عن أهل زوجها فيما بعد وإن قبلوا بالزواج؟ فالبديل لهذا القانون عندي هو أن المغتصب يتزوج بالبنت الذي قام باغتصابها، ويتم العقد عليهم، وبعد ذلك يأتي الطلاق بينهما، فأهون وأكرم عليها أن تعيش مطلقة ولا أن تعيش مغتصبة.

وأشادت شيماء فرح أن روايتها الثالثة دندش قد نفدت الطبعة الأولى منها في أول أسبوع في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام 2021، وفي الأسبوع الثاني بدأت نزول الطبعة الثانية منها، فقد كان الإقبال عليها كبيرًا.

وواصلت بأنها تتوقع أن سلسلة دندش في يوم من الأيام أعتقد أنها ستتحول إلى عمل سينمائي، وروايتي لا تحتوي على أي ألفاظ خارجة أو مشاهد تثير الغرائز.. وذلك برغم جراءتها، ومن أهم ثلاث نقاط  ناقشتها الرواية: 1- أن الأخت لا يجب أن تتخلى عن أختها مهما إن كان، لأن الذي بين الرجل والمرأة ورقة، ولكن الدم لا يعوض.. 2- ناقشت أيضًا الوجه الآخر "لمدعي" الأخلاق والتدين، والفئة المدعية تسيء للإسلام.. 3- وناقشت أيضًا النهاية الصعبة، ودندش لم تكن نهايتها سهلة.

واختتمت الكاتبة الروائية شيماء فرح أن على البنت أن تتشبت بدينها أولاً، وتهرب من أي عادات وتقاليد بالية، ولأن المرأة بضعفها ودموعها تستطيع أن تهزم الدنيا، وإن كيدهن عظيم.