الجمعة 27 سبتمبر 2024

سياسية تونسية تكشف عن الأحزاب الإخوانية المطلوبة للمحاكمة بتهمة التمويل الأجنبى

الدكتور حذامي محجوب

عرب وعالم28-7-2021 | 21:22

محمود أبو بكر

قالت الكاتبة والمحللة السياسية وأستاذ الفلسفة السياسية الدكتور حذامي محجوب رئيس تحرير موقع "عرب 21" إنه بناء على تقرير محكمة المحاسبات الذي صدر في تونس لسنة 2020 والذي رصد اختلالات بخصوص الحسابية المالية للمرشحين، وشرعية الموارد ومجالات إنفاقها وعدم الإفصاح عن مصادر التمويل واستعمال مال مشبوه غير مصرح به في الحملات الانتخابية، وعدم احترام أحكام مرسوم الأحزاب قرر الرئيس قيس سعيد تحويل الملفات الى القضاء للبت في هذه التجاوزات.

وأوضحت حذامي محجوب أن عملية الرقابة التي أجرتها محكمة المحاسبات خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية التونسية لسنة 2019، كشفت عن "جملة من الإخلالات الخطيرة" التي ارتكبها المرشحون وخاصة حركة النهضة الاخوانية وحليفها حزب قلب تونس وجمعية " عيش تونسي".

ولفتت أستاذ السياسة إلى أن هذا يعني أن الموارد لم تكن "مضمونة"، وشابتها عدة مخاطر لتمويلات مشبوهة تجسدّت بقبول تبرعات من ذوات معنوية وجمعيات، وأن الخاصية الكبيرة لانتخابات 2019 هي اللجوء إلى التعاقد مع الخارج، واستعمال شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة "الفايسبوك"، وما أنجر عن ذلك من استعمال الإشهار السياسي وتأثيره على الحملة الانتخابية وعلى إرادة الناخب.

وأشارت إلى أن العديد من الشخصيات التي شاركت في الانتخابات الرئاسية ارتكبت تجاوزات خطيرة من ذلك المرشح حاتم بولبيار، القريب من حركة النهضة الاخوانية، قدم لمحكمة المحاسبات حساباً بصفر موارد وصفر نفقات، والحال أنه نظم تظاهرات وأنشطة خلال حملته الانتخابية وصرح في الإعلام بأن نفقاته قد تجاوزت المليار مليم،كما ان الحسابات المالية للمرشحين لم تكن مشفوعة بقائمة للتظاهرات ومنهم من لم يصرح بالعديد من التظاهرات وكلفتها.

وتابعت الدكتور حذامي محجوب قائلة: "إن المرشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس الذي يرجع له الفضل في ايصال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الى رئاسة البرلمان بفضل تصويت كتلته له ، قد أبرم عقداً مع مؤسسة أجنبية بقيمة 2.85 مليون دينار، وتم التأكد من تحويل 427.5 ألف دينار منها إلى حساب بالخارج غير مصرح به لدى البنك المركزي لزوجته، تم الإنفاق منه على الحملة الانتخابية".

وأضافت المحللة السياسية بأن حركة النهضة الاخوانية قد قامت بإبرام عقود مع شركة للدعاية والضغط بدأ العمل بها منذ سنة 2014، وإبرام عقد تكميلي إلى كانون الأول/ديسمبر 2019، وتم دفع مبلغ قيمته أكثر من 187 ألف دولارككلفة خدمات تم تنفيذها، كما أن المرشحة للانتخابات الرئاسية والتشريعية عن ائتلاف "عيش تونسي"، الفة التراس التجأت إلى إبرام عقد مع شركة أميركية "أمريكا تو أفريكا كونسالتينغ" من أيار/مايو إلى تشرين الأول/أكتوبر 2019، بمبلغ 15 ألف دولار أميركي شهرياً.

واختتمت أستاذ الفلسفة السياسية بأنه من المعلوم أن هذا التعاقد يمس بكل مبادئ الحملة، الانتخابية وخاصة بمبدأ تكافؤ الفرص، وأن هذه العقود هدفها الدعاية وكسب التأييد، وبالنظر إلى ما يشوب هذه العقود من شبهات حول تمويل أجنبي، فقد عهد الرئيس قيس سعيد إلى الهيئات القضائية استكمال التحقيق في هذه الوقائع، وترتيب الآثار القانونية المتعلقة بها إلى جانب الشبهات في التمويلات الأجنبية.