أعطت مصر نفوذًا سياسيًا واسعًا في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، وداخل حركة عدم الانحياز ككل؛ وكانت القاهرة وما زالت مركزًا للثقافة العربية والتجارة، ومعاهدها ومؤسساتها الدينية والفكرية جعلتاها مركزًا للتطور الثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية والعالم الإسلامي ككل.
وتضرب العلاقات المصرية اللبنانية بجذورها في عمق التاريخ وتتسم دائما بالتوافق التام، فمصر الدولة العربية الأولى التي اعترفت باستقلال لبنان، وشكلت القاهرة مركزًا للتفاوض على استقلال لبنان، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صباح اليوم الإربعاء، العماد جوزيف عون قائد الجيش اللبنانى، في إطار المباحثات مع وزير الدفاع والإنتاج الحربي، و الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي.
وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان ومصلحته الوطنية، حيث ثمن الدور الأساسي الذي يقوم به الجيش اللبناني الوطني للحفاظ على الاستقرار والتوازن في لبنان، وذلك في إطار ما تمثله الجيوش الوطنية كعمود فقري ضامن لتماسك واستقرار الدول، وتستعرض " دار الهلال" عن اهمية اللقاء والدور التي تقدمة مصر؛ وتأكيد الرئيس السيسي علي الجيوش الوطنية انها اساس الدوله واستقراراها.
علاقات أخوية بين البلدين
علّق الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، علي لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مع جوزيف عون قائد الجيش اللبنانى، قائلًا: إن العلاقات الاخوية بين مصر ولبنان وإهتمامها بالتطورات في ضوء مايحدث في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد "بدر الدين" في تصريحات خاصة إلى دار الهلال، أن لبنان يواجه عدم الاستقرار، مشيرًا إلى أن مصر تهتم بالتطوات التي تحدث في المنطقة، ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد علي ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها وحمايتها من الإنهيار ومن بينها الجيش الوطني الذي له اهمية كبيرة، مؤكدًا أن الرئيس يهتم بعملية التوحد، مشيرًا إلى أن لبنان لها عدد كبير من الطوائف وأن الجيش اللبناني عامل توحد رغب ان هناك يوجد في الشعب اللبناني اختلافات مذهبيه وعقائدية.
وأكد أن لقاء الرئيس السيسي مع قائد الجيش اللبناني كان في ضوء لقاء أخوي وخصوصًا أن مصر قدمت مساعدات كثيرة إلى لبنان منها لقاحات كورونا ومساعدات طبية أخرى.
وأضاف أن الشعب اللبناني وحكومته ينظروا إلي مصر ورئيسها نظرة تقدير وإحترام وخصوصًا ما أبدته مصر من مساعدات وحلول من المشاكل السياسية التي تعاني منها لبنان، لافتًا إلى ان هناك أهمية كبيرة بالنسبة للمشورة بين لبنان ومصر، مؤكدًا أن هناك أطراف إقليمية تُمثل تحديات إلى لبنان منها من ايران وغيرها والذي أعاق تحديدًا في تشكيل الحكومة اللبنانية.
يُمثّل دُرة التاج فى دعم الدولة المصرية إلى لبنان
قال الدكتور أيمن سمير، المتخصص في العلاقات الدولية، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مع العماد جوزيف عون قائد الجيش اللبنانى، إن اللقاء يأتي في اطار الدعم المصري الكامل للشعب اللبناني نحو الاستقرار وعودة الدولة اللبنانية إلى دورها الطبيعي في المحيط العربي والبحر الأبيض المتوسط .
وأكد "سمير" في تصريحات خاصة إلى بوابة دار الهلال، أن مصر أعلنت بشكل واضح وصريح أنها تقف بجانب الشعب اللبناني بعد انفجار مرفأ بيروت، منوهًا أن الجيش المصري أرسل مساعدات كبيرة إلى الجيش اللبناني خلال الشهر المنصرم.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تنظر إلى الجيش اللبناني باعتباره حجر الزاوية في المعادلة اللبنانية، مؤكدًا أن دعم الجيش اللبناني هو دعم لاستقرار لبنان وللشعب اللبناني أيضَا.
ولفت إلى أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية في العالم وتحديدًا في المنطقة العربية معروف عنها أنها تستهدف لاسقاط المؤسسات في العالم العربي في مقدمتها إسقاط الجيوش، مؤكدًا أن إسقاط الجيوش العربية هي المقدمة لإسقاط الدول، مؤكدًا أننا رأينا ذلك بوضوح في ليبيا وكذلك المحاولة حدثت في سوريا وايضًا في العراق وغيرها، مشيرًا إلى أن الأحتلال الامريكي في العراق قد أتخذ أول قرار في عام 2003 كان هو حل الجيش العراقي والمخابرات العراقية.
وأضاف أن الدولة المصرية تعمل في الوقت الحالي علي دعم كل الجيوش العربية من أجل هدف دعم الإستقرار في العالم العربي، وفي هذا الاطار بدعم مصر الجيش اللبناني وأعتقد أن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لقائد الجيش اللبناني هو يُمثل دُرة التاج في دعم الدولة المصرية بكل مؤسساتها وعلي رأسها الرئيس المصري للجيش اللبناني من أجل أستقرار لبنان وشعبها.
وأكد أن مصر تعتقد أن لبنان تستحق أن تكون في مكان أفضل كما أن الشعب اللبناني يستحق أيضًا أن يكون أفضل لأنه شعب راقي ولديه إمكانيات كبيرة ولا يستحق ما تمر به لبنان الأن من ظروف إقتصادية صعبة من بينها انقطاع الكهرباء و المياهُ وتوقف لافران الخُبز وغيرها، وبالتالي مصر تدعم الجيش اللبناني على كافة المستويات سواء من خلال إرسال المساعدات أو من أرسال الدعم السياسي الكامل الذي مثله اليوم إستقبال الرئيس عبد الفتاح لقائد الجيش اللبناني.