الخميس 2 مايو 2024

فريد شوقي.. "أبو البنات" الذي صنع نجوميته "الأسطى حسن"

فريد شوقي

فن30-7-2021 | 15:59

محمد أبو زيد

ملامح يعرف كيف يطوعها لصالحه، جمع في السينما بين خفة الظل وأداء الشر، مزيج بين الطيبة المتناهية والشر المطلق، يجيد تقمص شخصياته، تجده الشرير عتيد الإجرام زعيم العصابة أو أحد أفرادها، أو الأب الطيب المغلوب على أمره، والصعيدي الساذج، والمجرم ضحية المجتمع، والفتوة الذي ينتصر للغلابة في أفلامه، هو أحد أهم الفنانين في السينما المصرية، هو ملك الترسو، ووحش الشاشة، الفنان فريد شوقي.

 

 

 ولد فريد محمد شوقي عبده في حي السيدة زينب بالقاهرة في 30 يوليو 1920، عمل والده مفتشاً بمصلحة الأملاك الأميرية بوزارة المالية، حصل على الابتدائية من مدرسة الناصرية، أضحى والده صديقاً للكاتب المؤلف المسرحي عبدالجواد محمد سكرتير فرقة رمسيس، وكان يصطحب معه نجله "فريد" لمشاهدة مسرحيات الفرقة ما جعله يتعلق بالفن ويحب السينما، وعندما التحق بالفنون التطبيقية، انضم لفرقة مسرحية مخرجها عزيز عيد، وعمل كومبارس في عدة فرق منها "الريحاني، وعلي الكسار، ويوسف وهبي".

 

 

 ما إن حصل على دبلوم مدرسة الفنون التطبيقية عمل موظفاً في مصلحة الأملاك الأميرية مع والده ولكنه قدم استقالته وتفرغ للفن، وبدأ مشواره الفني منتصف الاربعينات في أدوار الكومبارس والثانوية في أفلام أنور وجدي أبرزها "ريا وسكينة، غزل البنات، أمير الأنتقام".

 تعتبر إنطلاقته الحقيقية في فيلم "الأسطى حسن" 1952 مع هدى سلطان، بينما كان على موعد مع الشهرة عندما كتب قصة فيلم "جعلوني مجرمًا" 1954 وجسد دور "سلطان" ووقف بطلا مع يحيى شاهين، وهدى سلطان.

 

فترة الخمسينيات توالت أعماله وقدم العديد من الأفلام أبرزها "صراع فى الوادي" في دور "رياض" الشرير الارستقراطي، و"رصيف نمرة خمسة" مع محمود المليجي الذي كون معه ثنائيا في عدة أفلام ودائما ما يدور بينهم صراع ينتهى بالضرب وتحطيم كراسي "القهوة".

 

 قام بتأليف فيلم "الفتوة"، وقدم واحد من أهم أدواره الصعيدي "هريدي عمران" صاحب الطموح الذي يدخل في صراع مع "المعلم أبو زيد" زكي رستم، ويقع في حب "حسنية" تحية كاريوكا.

توالت أعماله بلا توقف منها "سواق نص الليل، سلطان، باب الحديد" وغيرها، وفي فترة الستينيات قدم عدد كبير من الأفلام أبرزها "بداية ونهاية، وإسلاماه، عنتر بن شداد، صاحب الجلالة، أمير الدهاء، رابعة العدوية، بطل للنهاية، هارب من الأيام، الطريد" وقدم دور "أمشير" في "30 يوم في السجن".

 

 

فترة السبعينات قدم عدد من الأفلام أبرزها " العنيد، كلمة شرف، العنيد، أبو ربيع، الأبطال، وبالوالدين إحسانا، أفواه وأرانب، البؤساء"، وتألق في "الكرنك" في دور "دياب"، بينما وصلت ذروة تألقه في"السقا مات" عن قصة الأديب يوسف، وإخراج صلاح أبو سيف، وجسد شخصية "شحاتة أفندي"، الذي يسير خلف الجنازات.

 

قدم مع المخرج يوسف شاهين دور"شاكر بيه" في "اسكندرية ليه"، وفي فترة الثمانينات قدم عدة أفلام أبرزها "الغول، يارب ولد، فتوة الناس الغلابة، خرج ولم يعد، الليلة الموعودة، قضية عم أحمد، عفوا أيها القانون، سعد اليتيم، الكف، إعدام ميت، آه يا بلد آه، المتمرد".

 

مطلع التسعينيات قدم للسينما على استحياء عدة أفلام أبرزها"شاويش نص الليل، آه وآه من شربات، الطيب والشرس والجميلة، الغاضبون"، وتألق في مسلسل "البخيل وأنا" وقدم عدد من الشباب وفتح لهم باب النجومية منهم محمد هنيدي ووائل نور، ومسرحية "شارع محمد علي"مع شريهان.

تزوج فريد شوقي 5 زيجات الأولى وهو في سن 18 عامًا من سيدة وانفصل عنها، وكانت الزيجة الثانية من السيدة زينب عبد الهادي، وانجب منها ابنته "منى"، وتزوج من الفنانة هدى سلطان وانجب منها "ناهد ومها"، وكانت آخر زيجاته من سهير ترك وانجب منها "رانيا وعبير"، كان أبا حنونا يعشق بناته ويعتز بلقب "أبو البنات".

 

له 14 فيلماً ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية أبرزها فيلم "باب الحديد"، وحصل على أكثر من 92 جائزة أبرزها وسام الفنون.

 

 

بعد مشوار فني حافل استطاع من خلاله فريد شوقي أن يكتب أسمه بحروف من نور في السينما المصرية، رحل عن عالمنا في 27 يوليو 1998 عن عمر ناهز 78 عاما، وكانت جنازته مهيبة خرجت من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، رحل و لكنه ترك خلفه أفلاما شاهدة على موهبته.

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa