الأحد 19 مايو 2024

فاينانشيال تايمز: ارتفاع إصابات كورونا عالمياً خلق أرضًا خصبة لمتحورات أخطر عن الفيروس

كورونا

عرب وعالم30-7-2021 | 20:01

دار الهلال

اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن الموجة الثالثة لجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" خلقت أرضا خصبة لمتغيرات جديدة يُحتمل أن تكون أكثر عدوى ومقاومة، وذلك نقلا عن علماء أوبئة من دول كثيرة.

وحذر العلماء -حسبما ذكرت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني- من دخول العالم مرحلة جديدة وخطيرة من الوباء، بعدما خلقت الموجة الثالثة للفيروس أرضًا خصبة لتكاثر أنواع جديدة أكثر عدوى ومقاومة للقاحات.

وتصاعد انتشار "كوفيد-19" في جميع أنحاء العالم خلال الفترة الماضية، حيث أبلغت منظمة الصحة العالمية عن زيادة الإصابات الجديدة بنسبة 8 في المائة والوفيات بنسبة 21 في المائة في أسبوع واحد فقط، بما توازى مع ظروف العام الماضي أثناء ذروة تفشى الموجة الأولى والتي نتجت عنها

أربع متغيرات شديدة العدوى.

ويقول علماء الفيروسات والأوبئة إن فيروس كورونا المستجد أو "سارس-كوف-2"، المُسبِّب لمرض "كوفيد-19، ربما يكون قد تطور بالفعل إلى متحورات أكثر شراسة لكنها تتهرب حتى الآن من الرصد لأنها لم تُصِب عددًا كافيًا من الأشخاص.

وقال نيك لومان، أستاذ علم الميكروبات بجامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة: "لقد فوجئنا أكثر من مرة بتطور المتحورات، على الرغم من أنه ربما لم يكن علينا المعاناة من ذلك لأن الفيروس انتقل مؤخرًا إلى البشر وما زال يتكيف مع مضيفيه الجدد، لذا، فإن هذا الفيروس أشعرنا بمدى تواضعنا

وعجزنا حتى أن أحداً ربما لا يمكنه التوقع بثقة عما سيحمله المستقبل للبشرية".

من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع إن الإصابات العالمية قفزت إلى متوسط 540 ألف حالة يوميًا، ومتوسط ​​ما يقرب من 70 ألف حالة وفاة أسبوعية، مدفوعة بمتحور "دلتا" الأسرع قابلية للانتقال.

وبالإضافة إلى الانتشار في البلدان ذات معدلات التطعيم المنخفضة، وجدت دراسة أجراها معهد النمسا للعلوم والتكنولوجيا، نُشرت في صباح اليوم الجمعة في مجلة ساينتيفيك ريبورتس العلمية، أن خطر توطيد السلالات المقاومة للقاحات كان أعلى عندما يكون أكثر من 60 في المائة من السكان قد

تلقوا التطعيمات بما دفع الحكومات لرفع الإجراءات التقييدية بما في ذلك ارتداء الأقنعة.

وأضافت الدراسة: "إن انتشار سلالة مقاومة للقاحات في ذلك الوقت قد يؤدي إلى جولات متسلسلة من تطور هذه السلالات، حيث يسهم تطوير اللقاح باللحاق بالسلالات الجديدة في سباق التسلح التطوري".

وتمت تسمية "المتحورات المثيرة للقلق" لمنظمة الصحة العالمية، وهي أخطر فئاتها، بالأحرف اليونانية /ألفا وبيتا وجاما ودلتا/ وجميعها ظهرت في النصف الثاني من عام 2020، على الرغم من أن انتشار المتحورات الأكثر قابلية للانتشار على نطاق أوسع استغرق بعض الوقت، كما تشمل فئة

"المتحورات المهمة" التالية- المشتبه في كونها أكثر قابلية للانتقال أو مقاومة للقاح /إيتا، وإيوتا، وكابا، ولامدا/.

ويقول العلماء، في هذا الصدد، إن تطورات أخرى للفيروس أمر لا مفر منه بسبب الطريقة التي يمكن بها تغيير الشفرة الجينية، ورغم أن معظم الطفرات محايدة، لكن في بعض الأحيان يزيد إحداها من "لياقة" الفيروس، مما يمكّنه من إصابة الخلايا البشرية بسهولة أكبر.

وفي ختام تقريرها، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ما زاد من حيرة العلماء أيضا أن قابلية متحور دلتا على الانتقال ازدادت لضعف المعدل الذي تم تسجيله لأول مرة في إنجلترا، التي كانت في حد ذاتها أكثر عدوى واستقطابا للمتحور بنسبة 40 في المائة مقارنة بالمتحورات السابقة للفيروس

التي تم اكتشافها لأول مرة في الصين.