الأربعاء 5 يونيو 2024

بالفيديو.. «Evey Thing Every Thing» عندما تصبح الأمومة سجنًا صغيرًا

18-5-2017 | 17:24

 

تدخلنا المخرجة إلى حياة الفتاة المراهقة مادلين (أماندا ستنبرج)، وتستعرض لنا بمجموعة لقطات المنزل الذي يعزلها عن العالم الخارجي بحوائطه الزجاجية، ويكشف لنا حياتها الوحيد، وتأخذنا مرة ثانية إلى مخيلة مادلين، التي تحلم بخروجها من المنزل وذهابها إلى المحيط واستمتاعها بالسباحة، ولكن مادلين المسكينة تستيقظ فوق سريرها لتعود إلى حياتها المنعزلة.

 

أصبح الخروج للعالم الخارجي يمثل لمادلين، مجرد حلم يصعب تحقيق، ثم نكتشف بعد ذلك أن الفتاة البائسة أصيبت بمرض يمنعها من مغادرة المنزل أو مقابلة أي شخص حتى لا تُصاب ببكتريا، وتموت على الفور نظرًا لضعف مناعتها، وأبقاها المرض حبيسة الأسوار الزجاجية لمدة 17 سنة، مثلما أخبرتها والدتها باولينا (أنيكا نوني روز).

 

 يحدث التغير المحوري في حياة مادلين بظهور أولي (نيك روبينسون)، ويتعرفان على بعضهما البعض في مشهد أبرزته المخرجة ستيلا ماجي بكل براعة، استخدمت فيها (Fly Camera)، فتظهر مادلين، واقفة خلف السور الزجاجي، بينما يراها أولي لأول مرة وتتلاقى أعينهما، وتظهر الكاميرا كل منهما وكائنه طائر أو روحه تسبح لتعلن لنا المخرجة ميلاد قصة حب.

 

وكأن أولي ملاك أرسل إليها لينقذها من وحدتها، يصطدم أولي مع أم مادلين، عندما قرر أن يحضر كعكة بصحبة شقيته، ويذهب بها إلى منزل مادلين، ولكن الأم تستقبله أمام الباب، وترفض دخوله حماية لطفلتها، وتخبره بأن ابنتها غير موجودة في المنزل.

 

يعثر أولي ومادلين على طريقة تواصل تتيح لهم التحدث باستخدام أحد مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت وتخبره بطبيعة مرضها وتفاصيله، من هنا تكتشف كارلا (آنا دي لاجورا) ممرضة مادلين، هذه العلاقة فترتب لهما لقاءً خلسة، وبالفعل ترتب هذا اللقاء ولكن مع شرط عدم اقترابهما من بعض أو التلامس.  

 

تظهر المخرجة ببراعة كم المعاناة التي تعانيها مادلين، في أحد المشاهد عندما تخبر أولي بأن حلمها الوحيد أن تذهب إلى المحيط على الرغم من وجوده على بعد 5 كيلومترات من منزلها، ولم تشاهده من قبل.

 

ترتب مادلين مع أولي لقاء آخر خلسة، وبالفعل تدخله إلى منزلها في غياب الممرضة وأمها التي انشغلت في عملها، يتبادلان خطوط الحديث سويًا ثم تغامر مادلين بحياتها وتسرق قبلة من أميرها الصغير أولي، لتشعر لأول مرة المشاعر التي حرمت منه طيلة حياتها.

 

منذ بداية الفيلم والمشاهد قد يستنتج أن العقبة الوحيدة أمام هذه العلاقة ربما تكون أكثر من مرض مادلين نفسه، وحتى هذه اللحظة لم يواجها أية مشاكل، حتى يأتي مشهد تسطع شمس علاقتهما وتكتشفها، عندما يتشاجر أولي مع والده مدمن الكحول، فتفتح ويقوم والده بضربه، كل ذلك يحدث ومادلين تراقب الأحداث من خلف الزجاج فتغامر بحياتها مرة ثانية في سبيل أن تطمئن على حبيبها الأول، فتفتح أبواب المنزل وتعرض نفسها للجو المفتوح، بينما أمها تشاهد هذا في ذهول، وتنهرها على فعل ذلك وتخبرها تضحي بحياتك في سبيل شخص غريب فتستطرد الأم أنه لم يصبح غريبا.

 

تتقبل الأم علاقتهما في البداية، وتخبرها مالدين بالكثير عنه، حتى تشاهده مادلين بصحبة فتاة أخرى، ومن هنا تكتشف مادلين الحقيقة المرة أنه لن يبقى معها، سيجد فتاة أخرى يستطيع أن يخرج معها، وتتوقف عن الحديث معه، ويحاول التواصل معها أكثر من مرة، ويخبرها أن ليس على علاقة بها ويعودان للحديث مرة ثانية.

 

يصل الصراع الدرامي إلى ذروته عندما تكتشف الأم دخول أولي إلى المنزل ومقابلته ابنته، وتعرف أن الذي سهل كل هذا هو الممرضة، فتطردها وتمنع ابنتها من استخدام الإنترنت، وبعد أيام تحضر الأم ممرضة أكثر صرامة تملي عليها الأوامر كضابط في جيش.

 

تختار مادلين الموت على أن تعيش مثل الموتى، فتقرر أن تهرب بعيدًا بصحبة أولي، ولكنها ستحقق أحلامها وستذهب إلى المحيط وتشاهد كل ما حرمت منه، وبالفعل تغادر المنزل ويذهبان سويًا إلى شواطئ الهواوي، وتقضي أولى أسعد أوقاتها مع حبيبها الذي أعترف لها بحبه، وفي الجانب الآخر من العالم ينفطر قلب والدتها وتبحث عنها كالمجنونة.

 

بينما ننتظر أن تممرض وتعلن المخرجة بمشهد حزين وفاتها ونهاية قصة الحب، ومع مرور الليالي ولم تصب مادلين بأي مرض، حتى تسقط أما أولي فجأة، فمن هنا نتنبأ بأن مناعتها لن تصمد كثيرًا وقريبًا سيعلن وفاتها وسيلام الفتى على موتها، ينقلها أولي إلى أقرب مستشفى وتتعافى.

 

تقرر مادلين قطع علاقتها بأولي، بعد أن أيقنت أنها ستظل حبيسة هذا المنزل  بأسواره الزجاجية،يستمر أولي في إرسال الكثير من الرسائل الإلكترونية ودون إجابة من مادلين حتى يخبرها في النهاية أنه سيترك المدينة ويغادر هو وأسرته هاربين من جحيم والده.

 

 تتواصل مادلين مع دكتورتها الأولى فتخبرها أنها ليست مصابة بهذا المرض النادر، ينزل الخبر عليها كالصاعقة، بعد أن اكتشفت أنها كانت ضحية والدتها التي حاولت أن تحميها بعيدًا عن العالم المحيط بعد أن فقد زوجها وابنها الصغير في حادث سيارة فتهرب مادلين إلى مربيتها كارلا بعد ان تخبر والدتها أنها عرفت الحقيقة.

 

تنهار والدة كارلا، وتصبح وحيدة للغاية بعد أن فقدت ابنتها هي الأخرى، ولكن بعد فترة تعود مادلين، وتسافر وتشاهد كل ما فاتها وتلتقي بأولي وتعيش حياتها بصورة طبيعية كالآخرين.