الثلاثاء 18 يونيو 2024

خبيرة صحة نفسية تؤكد: المرأة ليست «خطافة رجالة»

18-5-2017 | 18:01

انتشرت ظاهرة الزواج الثاني، في مصر، بدرجة دفعت النساء، إلى رفع أصواتهن ورفض هذا الزواج، وبرغم تعدد الأسباب التي تدفع الرجل إلى القدوم على هذه الخطوة، فإن الجميع يتهم المرأة، أو الزوجة الثانية، فهل حقًا هي «خطافة رجالة»؟، وكيف تعيش تلك الزوجة مع نصف رجل، لذلك توجه «الهلال اليوم»، للدكتورة زينب مهدي، استشاري الصحة النفسية في جامعة عين شمس، لرصد كواليس الزواج الثاني، وأكدت الدكتورة زينب مهدي، أن الزواج من امرأة أخرى، لابد أن يكون له مبررات".

وأضافت الدكتورة في حديثها لـ «الهلال اليوم»: "معنى أن الله سبحانه وتعالى، عندما ذكر في كتابه الزواج من أكثر من امرأة، كان لعدة شروط، حيث أنه من حق الرجل، "مثني وثلاث ورباع"، ولكن الله أيضًا ذكر في نفس الآية الكريمة أنه في حين لم يستطع الرجل أن يعدل بين زوجاته، فالأفضل أن يتزوج واحدة، ولو ألزم الأمر أن يتزوج من أخرى، فلابد أن يكون لزواجه سبب، إما زوجته مريضة أوعقيمة، ولكن لو لم يجد فيها أي عيوب، فلابد ألا يجرح كرامتها بهذا الشكل"

وأشارت استشاري الصحة النفسية، إلى أن كثير من النساء تتساءل، لماذا يقوم الرجل بمثل هذه الخطوة؟".

وتابعت زينب مهدي: "الرجل العربي أوالشرقي سريع الملل، بمعني أنه عندما يختار الله زوجته ويختبرها في مرض ما، فنادرًا ما نجد رجلًا يتحملها في مرضها، والعكس عندما يحدث تصبر الزوجة على مرض زوجها، ونادرًا ما نجد امرأة تطلب الطلاق من زوجها عندما يمرض".

وأضافت : "إيضًا الرجل الشرقي عاشق للمال، بمعنى أن المال في يد الرجل الشرقي هو نقمة أكثر منه نعمة، لأنه إذا أحب أي إمرأة، يتجه إليها بدون تفكير ويقول أنه يريد أن يعيش معها في الحلال عن طريق الزواج".

وأوضحت: "ومن هنا نجد أن المال الوفير هو سبب من أسباب ذهاب الرجل إلي زوجة أخرى، ويعتبر محفزًا لزواج الرجل من امرأة وأكثر، مثلما جسدت لنا الدراما المصرية من قبل في مسلسلاتها، لأن تلك الحالات هي حالات واقعية للأسف".

كما نوهت زينب، عن أن هناك أسباب أخرى تدفع الرجل الزواج بامرأة ثانية، وهي في حالة نادرة، أن يكون الرجل ذو قدرة الجنسية خارقة، بمعنى أنه لا يكفيه وجود زوجة واحدة في حياته، لذلك يحتاج إلي أخرى حتى لا يذهب إلي الطريق المحرم، لذلك الزواج هو الحل في تلك الحالة".

كما قدمت زينب مهدي، للزوجات، بعض الطرق لحفاظ الزوجة على زوجها من امرأة أخرى، كالآتي:

-الرجل الأصيل سلاح لزوجته، بمعنى أن التربية عليها عامل كبير، في ذلك، فلابد من البداية، أن المرأة تختار رجل على خلق حتي لا يفكر في مثل ذلك الشيء .

-المال الوفير: الزوجة لابد من أن تؤمن مستقبلها وأولادها، لأن الرجل للأسف نادرًا ما يتم كشف الوجه الحقيقي له، ووجدت حالات كانت تكذب على زوجاتها بعشرات السنوات، لذلك، على الزوجة أن تؤمن مستقبلها هي وأولادها، حتى إذا حدث ذلك، وتزوج الرجل من امرأة أخرى للأسف، تتمكن الزوجة من إيجاد المال الذي تستطيع من خلاله أن تنفق على نفسها وعلى أولادها.

- الحل النهائي والأكيد، أن المرأة لابد أن تعمل حتى تجد لها مصدرًا تنفق منه، لأن الرجل هو من يعول الأسرة، وعندما يتزوج، تتحول نفقاته إلى الزوجة الثانية، ووُجِد كثير من الرجال، كتبوا كل ما يملكون للزوجة الثانية، وأصبحت الأولى لا تملك شيئًا من ثروة زوجها، لذلك عمل المرأة هو حمايتها الوحيدة من غدر الرجل وإعماله.

الزوجة الثانية «خطافة رجالة»

وأضافت الدكتورة، زينب مهدي: "أما بخصوص نظرة المجتمع للزوجة الثانية، هل هي «خطافة رجالة» ؟، صحيح يوجد نسبة كبيرة من السيدات توافق أن تتزوج من رجل متزوج، لنتقذ نفسها من لقب مريض، ألا وهو لقب العانس، ولكن هذا ليس حلًا، لأن المرأة كيان منفصل تمامًا عن الرجل، وليس الرجل هو من يعطيها قيمة، بل قيمتها فيها، فهي إنسانة لها الحرية في أن تعيش عزباء، أو متزوجة، أو مطلقة، طالما لم تفعل شيئًا يغضب الله".

وأشارت إلى أن المرأة أو الزوجة الثانية، ليست «خطافة رجالة»، بل الرجل هو «خطاف نساء»، وأنه ليس من حق أي انسان، أن يهين الزوجة الثانية، على واصفًا إياها بهذا اللفظ، وهو مرفوض تمامًا، لأن الرجل في مجتمعنا هو من يقبل على الزواج من الفتاة، وليس العكس، ومن هنا، فالرجل هو المسيطر الأول في هذا الموضوع، وهو من يرغب في الزواج من امرأة وثانية وثالثة.

وبالنسبة إلى حياة الزوجة الثانية، أكدت زينب مهدي: "إذا ارتضت أن تكون امرأة أوزوجة ثانية، لها نصف أيام الأسبوع، ونصف مشاعر زوجها، فهي في هذا الأمر لها حريتها الكاملة في ذلك، لأنها بعد مرور وقت من زواجها، تشعر بأنها تعيش بنصف رجل، وهذا لا يرضي أحدًا، ومن هنا نقول إنها صاحبة القرار إذا الرجل صارحها بأنه متزوج، لأن هناك حالات أخرى أكثر قسوة، وهي أن الرجل يكذب على الفتاة أو الزوجة الثانية ويقول إنه ليس متزوجًا، ويفاجئ الطرفين بأنه قد تزوج، سواء وقعت المفاجأة كالصاعقة على الزوجة الأولى أو الثانية".

كما أكدت مهدي: "ليس من حق الزوجة الثانية أن تحكم على الرجل بأن يطلق زوجته الأولى، تلك النقطة هامة جدًا ولابد من مناقشتها"

وبالنسبة لتقلب القلوب، تقول زينب مهدي: "أي أن رجل قابل امرأة يومًا ما، وأحبها على زوجته ماذا يفعل في هذه الحالة؟"

وتوصي استشاري الصحة النفسية : "أولًا عليه أن يتناقش مع زوجته في الأمور التي يريد أن تفعلها له دون دخول طرف ثالث، وفي حالة رفض الزوجة الأولى ما يريده الزوج، أوعصيانها التام له، وأراد أن يتزوج فيحق له، ولكن في الحقيقة حالات كثيرة من النساء تشعر بالظلم لأن زوجها، لم يتعاون معها ولم يخبرها، بما يسبب له ضيقة من حياته معها، وهذا ظلم للزوجة الأولى"

وأضافت مهدي:"في النهاية، لابد أن أشير إلى نقطة عدم التسرع في الزواج بشكل عام، قبل التفكير في عدة أشياء، وهي الحب تجاه الطرف الآخر ودرجة توافقه، حتى لا يحدث الملل الزوجي بدرجة كبيرة في منتصف طريق الزواج، وتكون الحياة إما أن يطلق الرجل زوجته، أو أن يتزوج عليها امرأة اخر،ى وغالبا لا يستطيع الرجل أن يعدل بين الزوجتين، لأن العدل مسؤولية الخالق، ألا وهو الله عز وجل، ولا يستطيع الإنسان أن يعدل كما ذكر الله في كتابه، لأن العدل ليس في المال والعلاقة الجنسية فقط، بل في المشاعر والأحاسيس أيضًا، وهذا أمر نادر حدوثه، لأن العدل حتى في المشاعر، والعدل المعنوي، أهم بكثير من العدل المادي".

ووصفت زينب مهدي، في نهاية حديثها، الفتاة التي تذهب إلي رجل متزوج حتي تهرب من نظرة المجتمع، بأنها مخطئة في حق نفسها، لأنها تريد ما يسمي بـ «ظل رجل ولا ظل حيطة»

وأكدت مهدي أن الدخول في معركة الزوجة الثانية، ليس بأمر هين، وطالبت بأن تتذكر المرأة جيدًا أنه طالما لدى الرجل مبدأ الزواج بأكثر من امرأة، فوارد أن يتزوج من ثالثة ورابعة.