الأحد 30 يونيو 2024

الحاضر الغائب

19-5-2017 | 15:05

كتبت : نجلاء أبوزيد

تشكو الكثير من الأمهات من انشغال الأب وضعف علاقة الأبناء به وتعاملهم معه كضيف وخوفهن على مستقبل العلاقة بينهما.

ويسألن كيف يجعلن الأبناء يتحدثون مع الأب, وكيف يجعلن الأب مهتما بحياة الأبناء, حملنا هذه التساؤلات لدكتور أحمد جمال شفيق أستاذ علم نفس الطفل فقال: العلاقة بين الأب وأبنائه من الأمور المهمة جدا في بناء شخصية الأبناء, وفتور هذه العلاقة وتركزها في تلبية الاحتياجات المادية فقط للأبناء يحدث خلالا نفسيا واضحا في التكوين النفسي للأبناء, حيث يرتبطون بالأم ويعتبرون الأب ضيفا لا يتحدثون أمامه عن أية مشكلات دراسية أو في علاقتهم بأصدقائهم, حتى وإن وجد الوقت وجلس ليتحدث معهم ويسألهم عن أحوالهم يردون ردودا مقتضبة مثل "الحمد لله كله كويس", ويكون الصمت هو أساس الحوار, وهذا يسبب مشاكل كثيرة على المدى القصير ثم الطويل خاصة بالنسبة للأبناء الذكور, حيث يفتقدون النصح والإرشاد غير المباشر والذي يمكن تقديمه للأبناء خلال الأحاديث اليومية, وهنا الشكوى لا تكفى لكن على الأم أن تحاول خلق الظروف التي تتيح الفرصة للحديث, وإن كان الأب مشغولا فعليها دوما أن تشركه في حياتهم حتى وهو في عمله, فمثلا تخبرهم أنه يتصل ليسأل عن المذاكرة والدرس وما حدث, وأنها تخبره بكل شيء عندما يعود, وأن تجعله يوم الأجازة يتحدث عن أمور معروفة في البيت ليشعر الأبناء أنه متابع لأخبارهم, وعلى كل أب الاهتمام بدوره في التربية حتى لا يشعر بالندم في المستقبل عندما لا يجد لنفسه مكانا وسط أبنائه, وأيا كانت انشغالاته من أجل توفير لقمة العيش عليه متابعة الأخبار من الأم والاطمئنان بشكل مباشر على الأبناء عبر الهاتف وفى كل وقت فراغ يشاركهم في أموره ليقدرون انشغاله, فدقائق في اليوم تصنع ساعات على مدار الأسبوع وتخلق ودا واهتماما وأبوة حقيقية.