حصلت بوابة "الهلال اليوم" على فيديو وعدد من الصور توضح أعمال حفائر تستهدف تدمير "تل أبو مندور" الأثري الذي يقع جنوب مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، وذلك علي الرغم من أنه يخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمواد المعدلة له.
الفيديو والصور تظهر قيام بعض الكراكات واللوادر بإزالة رمال التل الأثري وتحميلها علي سيارات التي تقوم بدورها بنقلها لمكان أخر.
وفي هذا السياق، كشفت عدد من النشطاء الأثريين المعنيين بالحفاظ على التراث المصري الحضاري، أنه بعد توقف دام لأكثر من 10 سنوات أن أعمال الحفر تتم أسفل منطقة "تل أبي مندور" من الجهة الشرقية لإقامة طريق يمر أسفل المنطقة، التي يقع بين التل الأثري وبين مسجد أبي مندور الأثري، وأوضحوا أنه يتم نقل الرمال الخاصة بالمنطقة الأثرية لردم المستنقعات، وذلك بمباركة من المسؤولين التنفيذيين والشعبيين برشيد "مجلس المدينة".
ووجه النشطاء رسالة إلى كل من الدكتور خالد العناني وزير الأثار، وجميع المهتمين بالحفاظ علي الأثار المصرية من التدمير، يحثوهم فيها على إنقاذ هذا التل من التدمير، وجاء فيها: "إلى الدكتور خالد العناني وزير الأثار" إنها الجريمة الكاملة التي رتبوا لها أوراقهم وجمعوها ليضيفوا على عملهم الصبغة الشرعية، لليوم الثالث على التوالي ومواصلة الليل بالنهار.. يدمرون الحصن البيزنطي برشيد ليسقطوا مسجد أبي مندور الذي يحكي عن كنوز التل والشاهد الوحيد علي المنطقة".
"يا سادة هنا في رشيد تُقدم القرابين للكبار وتُنصب موائد الجزارة للتاريخ لتتم أكبر مذبحة للأثار في مدينة هي الثانية في أثارها الإسلامية والقبطية بعد القاهرة درة محافظة البحيرة "رشيد".
"يا سادة هنا تُنتهك الأعراف وتُرتكب المذابح للتل الأثري فمن سيحاسب علي تدمير تاريخ المنطقة بهذا الشكل؟".
"كلمة أخيرة لمن يريد أن يسمع: "رغم كل ذلك يتم الحفر ليل نهار حتي يصبح الموضوع أمرا واقعا"، فهل أصبحت سياسة الأمر الواقع في مصر أمرا حتميا؟.
يذكر أن "تل أبومندور الأثري" تبلغ مساحته 52 فدانا، وهو عبارة عن مجموعة من التلال الرملية، وأشار كثير من الرحالة والمؤرخين إلى أنها كانت مسكونة وعامرة في العصور الفرعوني والبطلمى والروماني، وكانت هذه المنطقة سوقا رائجة في العصر الفرعوني وكانت تصنع بها العجلات الحربية، وبدأ اندثار المدينة بعد بناء الإسكندرية 331 ق.م، وذلك بسبب تحول التجارة عنها، وسمي تل أبو مندور" كوم الأفراح " لانتصار أهالي رشيد على الإنجليز عام 1807 م، وأقام الأهالي الأفراح في هذه المنطقة، وأن الإنجليز كانوا قد استخدموا التل لضرب المدينة بالمدافع.
وتم العثور فيه علي حصن من العصر البيزنطى يرجع لحقبة الغزو الفارسي لمصر، وأيضا تم استخراج أثار ثابتة وتحف أثرية ما بين "ذهب – عاج – فخار – رخام – جرانيت – برونز"، فيه إلا أن أعمال الحفر والتنقيب داخله توقفت ففي 2010.
ورغم أن هذه المنطقة خاضعة لقانون حماية الأثار إلا أنها تتعرض لعمليات استيلاء من قبل مافيا الأراضي، كما تتعرض لعمليات تنقيب من قبل مافيا الأثار تحت سمع وبصر المسئولين.