الخميس 23 مايو 2024

7 الاف سنة عمر العلاقة بين المصريين و طبق الفول

20-5-2017 | 17:01

7 الاف سنة عمر العلاقة بين المصريين و طبق الفول

حنان أحمد

بدون منازع يحتل طبق الفول عرش موائد وجبات الافطار،في البيوت المصرية ،فقد تصيب الحيرة ربات المنازل و هي تفكر في اعداد وجبة الغذاء او العشاء و لكنها لا تجد عناء في اعداد وجبه الافطار الصباحي و كذلك السحور في شهر رمضان و لكن هل للفول تاريخ علي موائد المصريين أم انه من الوجبات الدخيله علي المجتمع المصري ؟

 

الفول أكلة مصرية منذ 7آلاف عام ...والفراعنة أطلقوا عليه "متمس"

عالمة مصريات:الفراعنة من أوائل البشر الذين أكلوا الفول

حنان أحمد

خبراء التاريخ و الانثربولوجي و كتب التاريخ تؤكد أن أكلة الفول عمرها 7 الاف فهي أكلة المصريين منذ العصور الفرعونية .

وصنع الفراعنة الفول "المدمس" من خلال طمره فى تراب الفرن الساخن وكانوا يطلقوا عليه "الفول المتمس" ثم تطورت الكلمة حتى وصلت لنا الآن بمسمى "الفول المدمس"

 

 

وكان الفول فى عهد الفراعنة من أهم المأكولات لدرجة أنهم ،كانوا يقدمونها هدايا أيضًا لملوكهم وآلهتهم حيث وجد على جدران بعض المقابر رسومات لزكائب الفول وهى تقدم للإله آمون "إلاه الشمس فى العهد امنحوتوب الأول والثانى والثالث " .

كما علم الفراعنة أيضًا أكلة "البصارة" وكانوا يطلقون عليها إسم "بيصورو" ،وكانت من الأكلات الرئيسية التى يستغنون بها أحيانًا عن تناول اللحوم فى حالة صعوبة الصيد.

ثم تطور الأمر وأصبح طبق الفول هو الطبق الرئيسى فى فطار كافة فئات الشعب المصري ،وطوروا من الأمر واستخدموا الفول أيضًا فى صناعة الطعمية ،وأصبح ساندوتش الفول والطعمية هو الأكلة الصباحية لـ80% من المصريين ،نظرًا لزيادة قيمته الغذائية وتفنن المصريين فى صناعة طبق الفول وخصصوا له عربيات لتناول الفطار عليها فى الشوارع ،وشخص يلف فى شوارع مصر بما تسمى "قدرة الفول،ويعتمد المصريون أيضًا على طبق الفول فى وجبة السحور نظرًا لمساعدته فى ملء المعدة وعدم إحساس الصائم بالجوع طوال اليوم ولذلك أطلق عليه المصريين "مسمار البطن " .

و هو ما تؤكده الدكتور سامية الميرغنى أستاذ الأنثروبيولجى وعلم المصريات أن الفول أكله مصرية موجودة منذ عهد الفراعنة .

وأكدت أن المصرين قاموا بطهيه بطريقه مشابههة للطريقة الحالية كما أنهم كانوا يضعونه فى حفر عميقه حتى يساهم ذلك فى سرعة نضوجه .

وأوضحت أن نبات الفول نبات مصري قديم عرفت به مصر ،وذكر ذلك فى القرآن الكريم عندما اشتكى اليهود من تناول طعام واحد فقال لهم اهبطوا مصر وذلك فى قوله تعالى :" وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ " وهذا يدلل على أن الفول من النباتات التى اشتهرت بها مصر .

 

------------------------------

 

 

 

 

"الفول المصري " ملوش في الاورجانيك

 

حنان أحمد
 

بعد انتشار استخدام المبيدات و الاسمده الكيماوية في الزراعه و التي يكون بعضها مسرطن حال استخدامه باستمرار فقد ،أصبح " الطعام الاورجانيك" هو الملاذ الامن من المبيدات و الاسمده المشكوك فيها ، ولما كان الفول من الوجبات الاساسية و اليومية ايضا علي موائد المصريين فقد حاولت الهلال اليوم استكشاف ما اذا كان الفول الاورجانك يتم تداوله في مصر من عدمه

فالزراعة الأورجانيك هى الأطعمة المنتجة بأساليب لا تتضمن مدخلات صناعية مستحدثة غير طبيعية ،من مبيدات حشرية صناعية وسماد كيماوي .

جولة واسعه علي كبار السلاسل و السوبر ماركت و المولات في مناطق مختلفة فلم تسفر عن وجود اي ثر للفول الاورجانك في مصر

و هو ما يؤكده الدكتور أحمد الخطيب ،أستاذ السياسة الزراعية وتقييم المشروعات بمركز البحوث الزراعيةو الذي قال " للهلال اليوم " لا يوجد فول "أورجانيك "فى مصر نظرًا لزيادة تكلفته وعدم وجود سوق حقيقى له فى مصر .

وأكد أن الزراعة الأورجانيك موجودة فى مصر على استحياء ،وبكميات بسيطة وغالبًا ما تكون تعاقدية مع بعض الفنادق والشركات الخاصة ،لأن من يقبل عليها فئة معينة فى المجتمع المصرى ليست بالكثيرة .

وأوضح أنه فى حالة زراعة الفول الأورجانيك سيتعدى تكلفة انتاجية كيلو الفول الـ25جنيه وسيكون عرضه فى السوق بعد اضافة هوامش ربح الموزعين و تكلفة النقل و التخزين تتجاوز ال 60 جنيه وهنا لن يقبل على شراؤه أحد .

وأضاف أن من يشترى المنتجات الأورجانيك هم فئةالاغنياء و هم ولا يعتمدون عليه فى وجبة الفطار أو السحور كما يفعل عامة الشعب المصري وأوضح قائلًا" من يأكل المارونج لاسية معدته ما تستحملش الفول ويجيله تلبك معوى فلماذا يشتريه أورجانيك" .

وأكد أن هناك زراعة أورجانيك فى مصر فى بعض الحاصلات مثل الطماطم والبقدونس والخيار وبعض الفواكه وعادة ما تكون زراعات خاصة باتفاقات مع بعض المولات والفنادق موضحًا أن هذه الزراعات محدودة لأن مستهلكها فى مصر محدود جدًا .

 

------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

المصريون يأكلون ب 4.6 مليار جنيه فول سنويا

 

كتبت: أنديانا خالد

 

"الفول" وجبة رئيسية للمصرين و لا يقتصر وجودها علي موائد المصريين في وجبة الافطار فقط بل يمكن استخدامها باشكال و طرق مختلفة في الوجبات الثلاثة و لذا فان معدل استهلاكها مرتفع حيث أكدت الاحصاءات المختلفة أن المصريين يستهلكون نحو 500 الف طن فول سنويا بنحو 4.6 مليار جنيه و هو ما يؤكده الدكتور حامد عبدالدايم المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة و الذي قال أن "المصريين يستهلكون 480 ألف طن فول سنويا، نستورد منه 290 ألف طن من الخارج".باجمالي 125 مليون دولار سنويا اي بنحو 2.3 مليار جنيه فيما يبلغ قيمة الاستهلاك المحلي نو 2.3 مليار جنيه ايضا ليصل اجمالي قيمة ما يستهلكه المصريون من فول سنويا نحو 4.6 مليار جنيه

 

و حول اتجاه مصر للاستيراد في الوقت الذي كانت تحقق فيه اكتفاءا ذاتيا من الفول عام 1992 قال عبد الدايم إن هناك استحالة تحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الزراعية، لزيادة عدد السكان بصفة دورية كل عام 2 مليون ونصف".

وأضاف في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، أن "مصر قامت بزراعة هذا العام 125 ألف فدان فول، بطاقة إجمالية 187 ألف طن"، مؤكدا أنه "خلال العام القادم سيتم زيادة زراعة محصول الفول إلى 175 ألف فدان".

 

الافات و نقص الاسمده تهاجم محصول الفول

 

 

و من جانبه قال الدكتور قاسم زكي، أستاذ الوراثة بكلية الزراعة، جامعة المنيا ، إن مصر كانت تحقق الإكتفاء الذاتي قبل عام 1992، إلا أنه حدث زيادة الفجوة نتيجة عدة أسباب، و أهم محصولين استراتيجيين في شتاء المحروسة على مساحة الأرض، و هما القمح و البرسيم.

وأضاف في ورقة بحثيه بجامعة المنيا، أن محصول الفول واجه التحدي الأكبر وهو انتشار حشيشة الهالوك، التي قضت على مزارع الفول في كثير من قرى مصر، ليأتي العام 1992م و التي أصيب فيها الفول بفيروس تبرقش الفول البلدي، ولم ينتج عنه محصول في غالبية محافظات الوجه القبلي وخاصة مصر الوسطى.

وتابع " أن بعد إصابة المحاصيل بهذا الفيرس عزف المزارعون عن زراعته، لتكتمل المأساة بعدم توافر الأسمدة المعدنية، مشيرا إلى أن المزارعون القريبون من المناطق الحضرية لجأوا إلى بيع الفول كمحصول أخضر.

 

وأشار إلى أن الدولة قامت بالإتجاه إلى زيادة الواردات من الفول الجاف، حيث زادت الكميات المستوردة من حوالي 314 ألف طن بقيمة تقدر بحوالي 93.9 مليون دولار عام 2004م إلى حوالي 459.3 ألف طن بقيمة تقدر بحوالي 117.7 مليون دولار عام 2006م، وذلك لسد الفجوة الغذائية مما كان له أثره على زيادة العجز في الميزان التجاري.

 

بعد انخفاض الانتاج الفول الصيني و الاسترالي يكتسح

 

وأوضح الدكتور قاسم زكي، عضو اللجنة القومية لتقييم مبادرات النهوض بالمحاصيل البقولية

 

أصبحت مصر تستورد الفول من الصين و أيضاً من أستراليا و إنجلترا و فرنسا و روسيا رغم قلة جودته عن الفول المصري.لسد احتياجات المصريين .

 

 

حقائق زراعة الفول المصري

 

تناقصت مساحة زراعة الفول خلال الخمسة عشر عاماً الماضية (2001 – 2015) بنسبة 70% و معدل الاكتفاء الذاتي تراجع من 99% إلى 30% فقط.

فكانت مساحة الفول الزراعية 322 ألف فدان في موسم 2001/2002م (و الإنتاج 405 ألف طن)، ثم أخذت في الانخفاض حتى وصلت إلى أدناها في موسم 2011/2012م (98 ألف فدان فقط)، لتصعد قليلا في موسم 2014/2015م الماضي و الموسم الذي سبقة.

 

 

 

 

 

 

و فيما يتعلق باسعار الفول الذي يعاني من نقص في الانتاج المحلي و عدم الكفاية الذاتية من المزروع منه قال الباشا ادريس، رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة التجارية، أن هناك استقرار في اسعار الفول خلال الفترة الحالية، مؤكدا أن الفول يتراوح سعره من 9 جنيهات حتى 12 جنيه حسب جودته.

وأضاف في تصريحات خاصة، أن ليس هناك أي نيه لزيادة أسعار الفول خلال شهر رمضان، مؤكدا أنه لا يوجد عجز في المعروض منه حاليا .

---------------------------------------------------------------------------------------

 

 

"عربيات الفول" الصمود في وجه التعويم

 

 

كتب – أحمد طارق:

 

 

 

"إن خلص الفول أنا مش مسؤول.. واللي أنت عاوزتدفعه"، هذه هي العبارات التي تلازم الحاج عبدالله خميس، صاحب إحدي عربات بيع الأكلة الشعبية الأولى لملايين المصرين، وهي عربة الفول القابعة بمنطقة الدلتا بحي شرق شبرا الخمية، حيث يسعى لجلب زبائنه من خلال الكلمة الحلوة، والأهم هو" حلاوة" الفول،

 

وعند دفع الحساب، فإذا بنا نفاجىء بأن السعر المطلوب هو 2.5 جنيه، نظير الحصول على طبق فول و2 رغيف عيش، وطبق سلطة صغير، ومن هنا كان الباب لفتح الحديث مع الحاج عبدالله، ومن ثم أن يفتح قلبه، ليتحدث عن حياته مع عربة الفول في الماضي والحاضر.

 

وعن سعر طبق الفول، وعن هل كان سعره أقل من هذا الرقم ، سالف الذكر قبل تعويم الجنيه، فرد الحاج عبدالله صاحب الـ 60 عامًا، بأن سعر طبق الفول ثابت بـ 2.5 منذ سنة ونصف ولم يرفعه، معللًا عدم رفع سعر طبق الفول بـ"الناس تعبانه برداو.. وأنا مش عاوز حد يمشي من عندي لاني غليت عليه السعر"، متابعًا: الغلاء قلل الرزق والبركة.

 

وعن عمله وتأثره من الغلاء، قال " هو مين يا ابني في مصر متأثرش بالغلاء.. وانت عاوز تعرف أن اتضريت أد إيه؟..أنا هقولك"، واسترسل في الحديث والشرح، بأنه كان منذ عام " يطبخ" 5 لـ 7 علب فول ، والعلبة عبارة عن متوسط 5كيلو من الفول، وينزل بـ"قدرتين"، وينتقل بهم إلى عربته، والتى يبع من خلالها الفول مدعومًا بترخيص من الحي، حيث يمكث بالمكان منذ اكثر 35 عامًا.

 

وعاد مجددًا للكشف عن الفجوة فيما بين الطلب منذ عام وحاليًا، حيث كشف عن أنه " يطبخ" علبتين ونصف العلبة، حيث انخفض الطلب على الفول بنسبة " التلتين" على حد قوله، كما أبدى حزنه بعد طول الابتسامة التي لم تفارقه، كونه كان يبيع" قدرتين"، ويخرج من منزله عقب صلاة الفجر والقدرتين مستويتان" وأخر تمام" ويأتي بهم من منزله من خلال "توكتوك"، لان منزله يبعد كيلو متر عن مكان العربة، ومع حلول الساعة الـ 9 صباحًا، يجبر من الله، كما يقول، ويبدأ بعد التاسعة في الإعتذار لمن لم يتمكن من الحصول على طبق فول.

 

 

بينما الآن، فيستمر الحاج عبدالله حتى الـ 12 ظهرًا ، قائلا:” أنا ورزقي يا أما أخلص والحمد لله.. يا أما أخد الباقي وأروح واجيبوا بكره"، ومع مواصله حديثه تطرق إلى الارتفاع الجنوني لسعر كيلو الفول، فالفول المستورد بعد أن كان سعره 3جنيه، الآن أصبح بـ 7 جنيه، وعن الفول البلدي، فسعره ارتفع من بعد ما كان بـ 7 و8 جنيه ، فالآن سعر الكيلو يبدأ من 12جنيه وأنت طالع ومحدش بيعرف يجيبوا.

 

" الهلال اليوم" طرحت تساؤل على الحاج عبدالله، فكيف تعيش في ظل استمرارك في بيع طبق الفول بدون زيادة، فمن الطبيعي أن ترفع سعر " الطبق" مثل غيرك، إلا أنه رد بأن " الناس تعبانه.. ومن غير ما ارفع اللي كان بياخد 4 شقق..دلوقتي بياخد 2.. وناس كتير بطلت تيجي".

 

كما أشار إلى أنه بعد عمل 35 سنة في بيع الفول، امتلك منزل من 4 أدوار بمساحة 70 مترًا بشبرا، مكون من الدور الارضي له ولأولاده وزوجته، والأدوار الثلاثة الأخرى لابناءه الثلاثة الذكور للزواج والسكن بها برفقته، منوهًا بأنه لديه 5أبناء موزعين 2 بنات و3 أولاد، منهم بنت وولد متزوجين، و3 أحدهم خريج تجارة بدون وعمل، و2 في المراحل التعليمية.

 

وتابع: أنه من الأرياف ومن" العيب" تسكين أحد غريب بالمنزل" بس الحاجة .. صعبة"، وهي التي دفعته لتأجير الشقتين الأخرتين بالمنزل، معللًا ذلك بأن الولد الأول " لسه مش لاقي شغل.. والثاني لسه بيدرس.. أهي الشقتين يتأجروا يجيبوا فلوس تساعدنا في الأيام الصعبة ديه".

 

"الهلال اليوم" انتقلت لعربة أخرى بحي أخر، وهو حي المطرية للحديث أشرف بارز أو أبويوسف كما يحب أن يناديه زبائنه، حيث كانت البداية بسؤواله عن مستوقد الفول الذي يجلب منه هو وغيره من عربات الفول " قدرة" الفول بعد تسويتها، حيث رد بأنه الآن لم يعد أحد يذهب إلى المستوقدات بسبب غلاء الأسعار بها، فضلًا عن إغلاق الكثير منها بسبب البيئة، مما دفع الجميع إلى " طبخ" الفول بطريقته الخاصة بمنزله أو من خلال استئجار محل لتسوية الفول به.

 

أبويوسف أكد أن غلاء الفول دفعه لرفع سعر طلب الفول من 3.5 لـ 5 جنيه، قائلا:” هعمل إيه.. الغلا عليا وعلى الناس..ومش بإيدي حاجة"، وعن توقعاته لشهر رمضان فأوضح أنه من الآن بدأ في التهجيز لشهر رمضان بنصف الكمية التي كان يعدها العام الماضي، حيث كان يبيع قدرتين في رمضان الماضي، بينما في رمضان المقبل, وما هي إلا أيام تفصلنا عن الشهر الكريم، فسيكتفي بـ "قدرة " واحدة، " هبيع قدرة واحدة من بعد العشاء لحد الفجر .. وربنا يرزقنا ويكون في عون الناس".

-------------------------------------------

 

مستوقدات الفول طعم انتهى زمانه

كتبت : نهى سليم .

 

 

في كل مكان تتجول " قدر الفول" في الشوارع علي عربيات الفول الثابته في الحواري و الازقة و حتي الاحياء الراقية يلازمها جرس مدوي و صوت جهوري" فووول " و لكن من اتت تلك " القدور" التي لطالما ملأت بطون المصريين اغنياء و فقراء ، كلمة السر تكمن في المستوقد ، الهلال اليوم اخترقت احد أهم المستوقدات القديمة لترصد واقع المستوقدات " بيت الفول المصري" هل مازالت تعمل بكامل طاقتها ، و ما هي اجمالي طاقتها الانتاجية في الطهي و كيف يتم الطهي ، الجولة جاءت في الاساس للتعرف علي اسرار قدرة الفول التي لا تفارق اطباقها البيوت المصرية.

 

 

 

 

ففي الجمالية بشارع امير الجيوش واحد من اقدم شوارع القاهرة ويضم بين جنباته واحد من اقدم مستودعات الفول مستودع "مرجوش " او كما يطلق علية اهل المنطقة مستودع الحاجه ام جمعة " الكائن داخل حارة المستودع

اكدت الحاجة ام جمعة ان المستودع كان من اهم مستودعات البلد حتى ان مخرجي السينما كانوا بيصوروا افلامهم هنا عندنا اتصور هنا فيلم سوق المتعة وجوه المستودع كان محمود عبد العزيز بيحمى نار المستوقد ويفرشها كما تم تصوير فيلم اى اى لليلى علوى

 

 

"المستوقدات عصرها انتهي " هكذا قالت ام جمعه بحسرة بالغة مؤكده ان استخدامهم لمخلفات مصانع الورق و الاحذية لتسوية الفول دفعت شئون البيئة تحظر عمل المستوقدات كما ان انتشار الغاز الطبيعي و انابيب الغاز جعلت اصحاب المطاعم و عربيات الفول الاستستهال و تسوية الفول علي نيران الغاز بدلا من تسويتها علي نيران هادئة لمدد بلغت 18 ساعة

وحول تاريخ مستوقد الفول تقول ام جمعة "قدرة الفول بتتعرف هى خارجه من اى مستوقد من رابطتها " التكميرة " زى البصمة تمام وشكل الهباب عليه واشارت الى ان الجماليه كانت تضم اكثر من 7 مستوقدات 3 منهم كانوا فى قلب حارة الصاغة وفى السيدة زينب والدرب الاحمر .

 

 

واشارت الى ان الكثيرين يظنون ان المستوقد كا ن يشتغل على الزبالة مستدركة" المستوقد بيشتغل على مخلفات مصانع الاحذية وكان زمان اصحاب المحلات هم اللى بيجيبوا زبالتهم لغاية المستوقد دلوقتى المحليات بيجمعوا الزبالة ويرموها وعلشان البيئة اتقفل المستوقد اللى كنا بناكل منه ذهب وكان فاتح بيوت ولا 20 عائلة انا اليوم همه قدرتين وبيسويهم على فرن بوتجاز "بوتجاز شريط " نسترزق بس ونجيب اكل يوم بيوم" .

 

واكد ايمن أحد العاملين في مستوقد أم جمعة " ان المستوقد كان زمان بشتغل 24 ساعه من الساعة الربعة صباحا بياعين الفول بيقفوا طابور ويحضروا قدرة الفور فاضية ويستلموا الاستبن مليان وان الفرن كان بيتوعب 50 قدرة بيتم "كمرها " بعد تكميمها

وعن علاقة المستوقدات بالحمامات البلدى قال ايمن " كنا بنحرق الزبالة ونستنى لما تكون رماد وبعدين نغطى بيها القدور المرصوصة لحد الصبح وبناخد السخونة اللى طالعه منهم فى حاجه اسمها بيت الدسوت عشان نعمل البخار للحمام الملاسق حمام " الحاج زينهم " .
واشار الى ان الحكومة ألغت المستوقدات بسبب المحافظة على البيئة وحولته لجاز، لان حرق بالزبالة بيضر البيئة، بالاضافى الى انتشار محلات الفول اللى بتسوى بمعرفتها على بوتاجازات

واضاف الى ان طعم الفول اللى جارج من المستوقد زمان كان لا يعلى عليه والتسوية على باجور الشريط برضوا لها طعم مختلف عن طعم المحلات لانه بيتسوى على نار هادية جدا تسوى الفول على أصوله".

 

"مستوقدات الفول المدمس " تحرق تاريخ الدولة الفاطمية .

 

يذكر كتاب مجموعة الوثائق الفاطمية للدكتور جمال الدين الشيالى استاذ التاريخ الاسلامى بجامعة الاسكندرية ان مستودعات الفول فى العهد الفاطمى استخدمت وثائق "ديوان الانشاء "والذى كان يهتم بحفظ المكاتبات التى تصدر عن الخلفاء والامراء لغيرهم من المسئولين لايقاد المستوقدات لسنوات .

فيوكد ان صلاح الدين الايوبى احرق التراث الفاطمى من وثائق وكتب ومكاتبات حيث يذكر بعض المؤرخون ان مستوقدات الفول المدمس بالقاهرى ظلت سنوات توقد بها اذ كان صلاح الدين الايوبى اعادة بناء دولته وفق المذهب السنى لذا تخلص من كل اوراق ووثائق دولة الفاطميين بالحرق فى المستوقدات .

 

وتذكر كتب التاريخ ان حى "الخرنشف " قبل ان يحرفه المصريين الى "الخرنفش" فى الاصل ينسب الى نوع من المواد المتحجرة كان يستخدم فى بناء البيوت القديمة وكما كان يطلق عليها اصحاب المستوقدات فى العصر الحديث

" الاسروميل " وهى عبارة عن مواد متحجرة كانت تستخدم كفحم كمخلفات من المستوقدات والافران ووكانت تسخدم فى تسخين المياه فى الحمامات القديم ولهذا يشتهر بمستوقداته والحمامات التى ارتبط وجدوها بالمستوقدات