فى ظل أزمة الإسكان التى تعانى منها شرائح كثيرة من المجتمع المصرى ، خاصةً مع إرتفاع أسعار العقارات والأراضى مؤخراً بعد تعويم الجنيه وإرتفاع سعر الدولار وما تبعه من إرتفاع تكاليف مواد البناء وأجور العمال والنقل وإجراءات الترخيص وغيرها ، وما يواجهه الشباب المقبل على الزواج من صعوبة فى الحصول على شقة يبدأ بها حياته الزوجية ، قامت "الهلال اليوم" برحلة البحث عن شقة كما يقوم بها أى شاب مُقبل على الزواج فى القاهرة ورصدت بورصة أسعار الشقق سواء شقق الإسكان الإجتماعى التى تطرحها الدولة أو الشقق التمليك على إختلاف مساحاتها وأماكنها سواء بالمناطق الراقية أوالشعبية ، كما رصدنا أسعار شقق الإيجار القديم والجديد.
شقق الإسكان : شروط صعبة وإيجار مرتفع وجودة منخفضة
بدأت الرحلة بالبحث عن شقق الإسكان الإجتماعى لأن الإعتقاد السائد بين الناس أنها مدعمة من الحكومة وأقل تكلفة وأمنة من النصب ، وبدأنا بمتابعة إعلانات وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية وبنك الإسكان والتعمير لنجد شروط التقديم على إعلانات الشقق التى تطرحها الوزارة كل فترة هى : شراء كراسة الشروط بمبلغ 150 جنيه ، وإحضار مفردات المرتب والتى يُشترط ألا تزيد عن 4 آلاف جنيه للأعزب و5 آلاف للأسرة وإحضار صور البطاقات الشخصية والتأمينات وشهادات الميلاد وإيصالات المرافق وقسيمة الزواج .
ويتم سداد مقدم قدره 15 ألف جنيه ويتم استكماله ليصبح 25% كحد أدنى و50 % كحد أقصى على أقساط كل 3 شهور حيث تبلغ قيمة كل قسط 10 آلاف جنيه بواقع 3.333 جنيه كل شهر ، ويُشترط أن يكون المتقدم لديه إثبات محل إقامة بالمحافظة والأولوية للمتزوج ويعول والمرأة الأرملة وتعول والمطلقة وتعول وأخيراً الأعزب ! .
والواقع يشير الى أن الشاب الأعزب الذي يبحث عن شقة تكون عشاً للزوجية يأتى فى المرتبة الأخيرة فى أولويات الحكومة ، كما أنه مضطرا أن يدفع كل شهر 3.333 جنيه ومقدم 15 ألف جنيه ويتم زيادته الى 25% ، كل ذلك والحكومة نفسها هى من حددت الحد الأدنى للأجور 1200 جنيه والذى فى الغالب لا يزيد عنه الشباب فى متوسط دخولهم سواء يعملون بالقطاع الحكومى أو الخاص ، وبالتالى فإن الشاب لا يمكنه التقدم لشقق الإسكان لإرتفاع تكلفتها الشهرية وكونه ليس له أولوية فى التسليم .
- "الهلال اليوم " شكاوى عدد ممن تسلموا شقق الإسكان الإجتماعى فى مدينة بدر وأكتوبر والعبور والعاشر من رمضان وممن يسكنون فى مشروع ابنى بيتك عبر صفحاتهم والمجموعات التى أنشأوها على مواقع التواصل الإجتماعى كي تكون صوتاً لهم ، حيث عبروا عن معاناتهم فى تدنى جودة التشطيبات بالوحدات السكنية سواء فى النقاشة أو السباكة أو الكهرباء نتيجة قيام بعض شركات المقاولات المنفذة للمشروعات بإستخدام خامات رديئة وأقل جودة ، بالإضافة الى كثرة الشكاوى عن غياب وضعف الخدمات الصحية والتعليمية والنقل والمواصلات والمرافق من المياه والكهرباء والبوتجاز وغياب الأمن وإنتشار بلطجة البدو والجريمة وقلة الأسواق والسلع ، خاصة وأنها مناطق متواجدة بالصحراء وتم استصلاحها مؤخراً وليست مأهولة بالسكان بالشكل الكافى .
شقق التمليك : حلم بعيد المنال
بعد متابعة شروط وأسعار وحدات الإسكان الإجتماعى ومعاناة مَن تسلموا هذه الوحدات من قبل فشلت المحاولة للحصول على شقة بها ، إنتقلنا للتعرف على بورصة الأسعار للشقق التمليك من خلال التواصل مع السماسرة تلفونياً فى كل منطقة بالقاهرة ، والتى تبين أنها حلم بعيد المنال على شاب يعمل فى القطاع الخاص أو الحكومى ويتقاضى الحد الأدنى للأجور ، حيث بلغ متوسط سعر المتر - مع مراعاة الإختلاف فى كون الشقة بشارع رئيسي أم جانبى وموقعها بالأدوار العلوية أم السفلية ووجود أسانسير بالعمارة من عدمه - كالآتى : فى مدينة 6 أكتوبر بلغ متوسط سعر المتر 4 آلاف جنيه ، وفى القاهرة الجديدة والتجمع بلغ متوسط سعر المتر 7 آلاف ، وفى مدينة الشيخ زايد بلغ متوسط سعر المتر 6 آلاف جنيه ، وفى مصر الجديدة بلغ متوسط سعر المتر 6 آلاف ، وفى مدينة نصر بلغ متوسط سعر المتر 5آلاف.
أما المعادي فيبلغ متوسط سعر المتر بها 5 آلاف ، والشروق وهيلبوبلس سعر المتر بهما 4.500 آلاف ، ومدينة العبور سعر المتر بها 3.500 ، فى حين يصل سعر المتر بمدينة الرحاب ومدينتى 9 آلاف ، وحى فيصل سعر المتربه ألفين جنيه ، أما الزمالك فيصل سعر المتر بها 14 ألف والمهندسين 6 الاف والدقى 7.500 والهرم 2.500 وحى الجيزة 2.400 والمقطم 4.500 وحلوان 2.300 وعين شمس 2.200 .
ويبلغ متوسط سعر المتر بمدينة بدر 2.200 آلاف ، ومدينة العاشر من رمضان يصل المتر بها 2.500 ، أما جاردن سيتى فيصل المتر بها 9.300 آلاف ، في حين يصل متوسط سعر المتر بوسط البلد 4000 آلاف ، وحدائق القبة 4000 آلاف ، وحدائق الهرم 3000 آلاف ، وشبرا 4.600 آلاف ، والعجوزة 6 آلاف ، والمنيل 8آلاف ، والعباسية 4.700 آلاف ، ومدينة 15 مايو آلاف .
لجأنا الى متابعة أسعار شقق التمليك بالمناطق الشعبية كالشرابية والدرب الأحمر والمرج وعزبة النخل والمطرية وبولاق الدكرور وأبو قتادة وأطراف فيصل كالملكة وغيرها ، ليصل متوسط سعر المتر بها الى ألف جنيه وقد ينخفض ليصل 900 جنيه حسب الشارع وتواجد الشقة بالدور العلوى أم لا ووجود أسانسير بالعمارة من عدمه وكونها بشوارع جانبية أم شوارع رئيسية ، لكن المفأجاة كانت فى وجود عمارات سكنية منخفضة الأسعار حيث يقل سعر المتر بها عن ألف جنيه ، وبعد مقابلة السماسرة تبين أن العقارات مخالفة ولا يمكنك تركيب عدادت المرافق بها بشكل طبيعى وإنما تقم بتركيبها كمخالف ودفع فواتير كهرباء ومياه مرتفعة كل شهر ، أو يقوم الحى بتوزيع قيمة المخالفة للعقار على الوحدات السكنية بعدما يفشل فى تغريم مالك العقار ويصعب عليه الوصول له ، ولذا يقم بتقسيطها على السكان شهرياً مضافة الى فواتير المياه والكهرباء.
شقق الايجار القديم : ملاذ آمن لكنه متوفر بصعوبة
بعدما فشلت محاولت الحصول على شقة تمليك كانت شقق الإيجار القديم هى الملاذ الأخير والحل الوسط كونه منخفض السعر ويحقق استقرار للسكان ، الإ أنه نادراً ما تجده الآن وغير منتشر فى كل المناطق بالقاهرة ، ويقوم على فكرة دفع مقدم يبدأ من 30 ألف وقد يصل الى 50 ألف جنيه حسب جودة التشطيب ودفع إيجار شهرى لا يتخطى 600 جنيه وتحصل من خلاله على شقة لمدة 59 عام .
شقق الايجار الجديد : لا يحقق استقرار ومرتفع القيمة
ورغم إرتفاع القيمة الإيجارية التى تبدأ متوسطها من 500 جنيه حتى 2000 جنيه وكونه لا يحقق استقرار للسكان حيث يتعرضون للطرد وفقاً لرغبة المالك الذى يحدد مدة العقد والتى تبدأ من 3 شهور حتى عامين ، الإ أنه الحل الأخير للشباب المقبل على الزواج فى بداية حياته ولا يملك المال الكافى لشراء شقة تمليك .