وجهت عملاق التكنولوجيا العالمية، شركة مايكروسوفت اتهاما صريحا للصين، باستخدام قراصنة، لشن هجمات على الشركة بغرض التجسس، وهو ما رآه بعض الخبراء بوادر لاندلاع حرب إلكترونية قد تكون مدمرة.
وقالت الشركة الأمريكية، إن القراصنة ينتمون إلى مجموعة تحظى بدعم الحكومة الصينية، وتمثل "جهة فاعلة تتمتع بمهارات عالية ومتطورة"، مضيفة في تدوينة على أحد الحسابات الرسمية التابعة لها، إن حملة القرصنة الإلكترونية الصينية، استغلت أربع ثغرات لم تكن معروفة من قبل، في إصدارات مختلفة من البرمجيات، مما سمح للتنين الصيني بالتسلل عن بعد، إلى صناديق البريد الإلكتروني على خوادم مايكروسوفت.
وتشير التقييمات التي أجريت، إلى أن هذه المجموعة تحظى برعاية الدولة الصينية، لكنها تمارس عملها من خارج الصين، مستندة في استنتاجاتها إلى "مراقبة سلوك الضحايا، والتكتيكات، والإجراءات التي تم اتباعها في الهجوم".
وقالت مايكروسوفت إن مجموعة "هافنيوم"، تستهدف الباحثين المتخصصين في الأمراض المعدية، وشركات المحاماة، ومؤسسات التعليم العالي، ومقاولي الدفاع، فضلا عن استهدافها للسياسات التي تضعها مراكز البحوث والمجموعات غير الحكومية.
وتعد هذه المرة الثامنة، خلال 12 شهرا، التي تتهم فيها مايكروسوفت علانية، مجموعات تابعة لدول قومية، باستهداف المؤسسات ذات الأهمية البالغة للمجتمع المدني.
وقالت مايكروسوفت إنه بالرغم من أن مجموعة "هافنيوم"، تتخذ من الصين مقرا لها، فإنها تدير عملياتها أساسا من خوادم افتراضية خاصة، مؤجرة في الولايات المتحدة.
وبشكل منفصل، قالت مايكروسوفت إنها لاحظت كيف أن مجموعة هافنيوم تتفاعل مع مستخدمي برامج "أوفيس 365".
وأصدرت الشركة تحديثات لبرمجياتها تستهدف معالجة تلك الثغرات.
وقالت مايكروسوفت إن الهجوم لم يكن مرتبطا إطلاقا بالهجوم الذي تعرضت له شركة سولار ويندز التي تزود الوكالات الحكومية الأمريكية بخدمات الإنترنت في أواخر السنة الماضية.
ولكن بالرغم من أن علاقة الكثير من شركات التكنولوجيا الأمريكية بالحكومة الصينية هاجمتها الاضطرابات، فإن مايكروسوفت حافظت على حضورها في البر الصيني منذ عام 1992.
وبخلاف فيسبوك وتويتر، فإن منصة لينكدإن الخاصة بالأعمال لا تزال متاحة في الصين.
كما لا يزال محرك البحث "بينغ" التابع لشركة مايكروسوفت متاحا في الصين، بالرغم من أن شركة بايدو التي تم إنشاؤها في الصين والمتخصصة في التكنولوجيا تهيمن على سوق البحث على الإنترنت في الصين.
وتدير مايكروسوفت أيضا مركزا لبحوث الذكاء الاصطناعي في الصين.