أعلنت الجزائر عن مبادرة لحل الخلاف بين مصر وإلسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الذي أكملت أديس أبابا عملية الملء الثاني له بشكل أحادي، وتأتي المبادرة في إطار إرجاع المفاوضات بين السودان ومصر وإثيوبيا إلى مظلة الاتحاد الأفريقي".
وفي هذا الصدد، أكد دبلوماسيون، أن تحركات الجزائر نابعة من ثقلها في المنطقة ودورها الإقليمي، لافتا أنها حافظت على موقفها طول الأزمة بالحياد الإيجابي، وأن هذا الموقف يساهم في الوقت الراهن بقبولها كوسيط من قبل إثيوبيا، في حين أن مصر والسودان لن يرفضا أي دور إيجابي من أجل الاتفاق على الأطر التي أعلنت عنها أكثر من مرة.
إرادة سياسية لدى إثيوبيا
وفي هذا الصدد، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة ليس جديدا علي الساحة الدولية، حيث تولي عدة مهام للوساطة في بعض الأزمات الدولية.
وأضاف حسن، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن لعمامرة يمتلك العديد من الخبرات والصلات والعلاقات الدولية، لافتا أنه يري قدرته علي القيام بدور فعال في ملف سد النهضة، انطلاقا من قاعدة المصالح المشتركة، بأن الدول الثلاث "مصر و السودان و إثيوبيا"، مؤكدا أن نهر النيل الذي يجمع الدول الثلاث يعد رابط مصالح أكثر من كونه رابط اختلاف.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هذا الملف يحتاج إلي مرونة من جانب إثيوبيا من جهة ومن جانب مصر والسودان من جهة أخري، مشيدا بالمبادرة التي أطلقها وزير خارجية الجزائر بشأن ملف سد النهضة.
وتابع حسن: لعمامرة زار الثلاث الدول، وربما يخرج بمقترحات يقدمها مباشرة للدول الثلاث أو يقدمها للاتحاد الافريقي، وهذا ما ننتظره الفترة المقبلة، مشيرا أن نجاح جهود الدولة الجزائر متمثلة في وزير خارجيتها بملف سد النهضة متوقف علي ما ستظهره إثيوبيا من مرونة وتقبل يعكس اتفاق قانوني ودائم، بالنسبة لفعاليات ملء السد خاصة في فترات الجفاف والجفاف الممتد والاتفاق علي آلية لفض الخلافات بين الدول الثلاث.
الوسيط الأمين
وفي ذات السياق، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقات المصرية الجزائرية قديمة وتاريخية فمصر دفعت و قدمت الكثير من أجل استرجاع الحرية للجزائر للحصول علي الاستقلال، لافتا أن وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة له علاقات مع الكثير من القوى الدبلوماسية الفاعلة في الساحة الأفريقية.
وأضاف بيومي، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الدبلوماسية المصرية والجزائرية تعملان معا في محاولة للتوصل لاتفاق قانوني وملزم بشأن سد النهضة، مؤكدا أن الجزائر تسعى لعودة قوية علي الساحة الأفريقية فبعد زيارة وزير الخارجية لعمامرة إثيوبيا زار كلاً من مصر والسودان.
و تابع مساعد زير الخارجية الأسبق: أنه من حسن الحظ أن اثيوبيا طلبت الوساطة من الجزائر مع القاهرة والخرطوم حول ملف أزمة سد النهضة، واصفا وساطة الجزائر بالوسيط الأمين .
وأشار بيومي، إلي أن زيارة لعمامرة تسعى إلي تعزيز الشراكة على المستوى الاقليمي، بالإضافة إلي رغبته في التوصل حل في ملف سد النهضة، مؤكدا أن لعمامرة يتمتع بخبرة واسعة في الشئون الأفريقية من خلال المدة الطويلة التي قضاها في الاتحاد الأفريقي.
وأكد بيومي، أن تحركات الجزائر نابعة من ثقلها في المنطقة ودورها الإقليمي، لافتا أنها حافظت على موقفها طول الأزمة بالحياد الإيجابي، وأن هذا الموقف يساهم في الوقت الراهن بقبولها كوسيط من قبل إثيوبيا، في حين أن مصر والسودان لن يرفضا أي دور إيجابي من أجل الاتفاق على الأطر التي أعلنت عنها أكثر من مرة.
اقرأ أيضا:
مساعد وزير الخارجية الأسبق: نجاح جهود وزير خارجية الجزائر مرتبط بوجود إرادة سياسية لدى إثيوبيا
وزير الخارجية الجزائري: مصر قدمت الكثير للجزائر من أجل استرجاع الحرية والاستقلال