يظل المسرح بكل مراحل التاريخ البشري أبو الفنون فهو بلا شك أقدمها، وسيظل أيقونة المقاومة المستمرة ووسيلة مهمة حرة لطرح الرؤى والأفكار لكل مشارك في رحلته وستبقى مكانته عالية شامخة في قلوب وعقول الملايين من البشر، وتبقى خشبات المسرح وكل فضاء مسرحي محرابًا للمسرحيين في مصر وعالمنا العربي والعالم كله.
ومع بوابة "دار الهلال" نلتقي كل يوم مع إحدى خشبات أبو الفنون والفضاءات المسرحية من مصر والوطن العربي والعالم لنحاول أن نتعرف على بعض من ملامح تاريخها المهم.
"مسرح دلفي" مهد الألعاب الأولمبية
يقع "مسرح دلفي "في أعلى التل بالقرب من معبد أبولو ،ودلفي حاليا مدينة في فوكيس في مقاطعة كينتريكي إلادا في اليونان، ويعود تاريخ بناء المسرح إلى القرن الرابع قبل الميلاد ، وتم إجراء العديد من التعديلات بعد ذلك في عقود مختلفة منها في الفترة الرومانية ، وقد تم بناء الطبقات السفلى من المقاعد خلال الفترات الهلنستية والرومانية.
ويتسع مسرح " دلفي " لـ " 5 آلاف " متفرجا ويضم 35 صفًا من المقاعد الحجرية ،وبهذا الحجم الكبير لمسرح دلفي يشكل واحد من أكبر المسارح الحجرية في العالم ، وكان الجمهور يستمتع ويسعد كثيرا بحضور المسرحيات والأمسيات الشعرية والحفلات الموسيقية خلال المهرجانات المختلفة التي كانت تجرى في دلفي بشكل دوري
شيد المسرح من الحجر الجيري، وتتبدل المسرح في بنائه للتابع العصور وتأثر كثيرا وبه بقايا متناثرة في جميع أنحاء" تيمينوس غير أن "دلفي" حتى أيامنا يعد من مناطق الجذب السياحية في اليونان
بني مسرح دلفي تحديدًا لاستضافة المسابقات الموسيقية والعروض في دورة الألعاب البيثية التي عقدت في دلفي لأول مرة عام 590 قبل الميلاد وهي التي تعد مهد الألعاب الأولمبية ، كما كانت تقدم العروض المثيرة بالمسرح.
وفي العصور القديمة كان مسرح "دلفي" يعد الموقع الأكثر أهمية في الديانة اليونانية القديمة، باعتباره المكان الرئيسى الذي يطل على المكان المقدس وحرم معبد أبولو ،و بني المسرح على تل مرتفع عن معبد أبولو ، وذلك بهدف أن يوفر مشهد رائع للحرم المقدس وما يحتويه من معابد والتماثيل والآثار في معبد أبولو .
تم تصميم وبناء مسرح " دلفي "من قبل الإغريق بصوتيات ممتازة، حيث أن نوعية الصوت التي كانت تسمع بالمسرح من الأعظم في مجال الأداء وارتدت الرصيف الثابت للأوركسترا والثديية لصرفها بالتساوي ووضوح الصوت لجميع الرواد للمسرح ، وأصبح التصميم القياسي للمسرح متميزًا ومناسبا للسمع والكلام دون إسقاطات أو استخدام أدوات وأجهزة للصوت ويصل الصوت بجودة عالية وبوضوح لكل الجمهور.