تشهد الفترة الحالية طفرة غير مسبوقة في القضاء على العشوائيات والنهوض بالحياة والمجتمع، والدليل على ذلك هو القضاء على المناطق الخطرة وغير الآمنة كتل العقارب، وغيط العنب، وبطن البقرة، وعدد من المناطق التي كانت تمثل بؤرا خطرة وغير آمنة.
وفي هذا الصدد، قال المهندس خالد صديق المدير التنفيذي لصندوق التنمية الحضارية: "إن مهام التطوير التي يقوم بها الصندوق تشمل توفير حياة متكاملة للمواطن وليس الاقتصار على التطوير العمراني فقط، موضحًا أن التطوير يشمل أبعادًا اجتماعية ونفسية وبيئية واجتماعية وأمنية"، مضيفا: "الهم" كان ينحت في وجوه ساكني المناطق العشوائية وغير الآمنة، لكن تلك الملامح تغيرت وارتسمت البسمة على وجوههم بمجرد الانتقال إلى المشروعات الجديدة.
تحقيق العدالة الاجتماعية
وقال الدكتور محمود ربيع، خبير الإدارة العامة والمحلية، أن تطوير العشوائيات يعد من أخطر الملفات التي تم اقتحامها بشدة وحزم من الدولة؛ نظرا للصعوبات التي تواجهها الدولة في مواجهة هذه الأمور، لافتا أن التعامل في هذا الملف سابقا لم يحدث تغيرات جذرية للمشكلة، لكن اليوم تعمل الدولة على تنفيذ خطط تنموية شاملة بهدف القضاء علي هذه الظاهرة.
وأكد ربيع، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الفترة الحالية تشهد طفرة غير مسبوقة في القضاء على العشوائيات والنهوض بالحياة والمجتمع، والدليل على ذلك هو القضاء على المناطق الخطرة وغير الآمنة كتل العقارب، وغيط العنب، وبطن البقرة، وعدد من المناطق التي كانت تمثل بؤرا خطرة وغير آمنة.
وتابع خبير التنمية المحلية: أصبحت هذه الأماكن مطمعا للسكن فيها، وما يحدث في مصر حاليا يمثل الصيحة التي أطلقها الرئيس السيسي وقيام الحكومة بتنفيذ خطط ممنهجة كانت نتيجتها النهوض بحياة المواطن والبيئة الاجتماعية والثقافية.
وأشار ربيع، إلي أن مشروعات تطوير العشوائيات أعادت الكادحين إلي الحياة، كما أنها تخدم كافة فئات المجتمع، وتساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية ويترتب علي ذلك تحقيق الأمن والاستقرار داخل الدولة، مؤكدا أن الدولة المصرية شهدت خلال السنوات الماضية ثورة في مجال البناء والتعمير غير مسبوقة، ويرجع ذلك إلي توجيهات القيادة السياسية الحكيمة في بناء المدن الحديثة وتنفيذ مشروعات وطرق وكباري تربط كافة المحاور والمدن الرئيسية ببعضها.
وأكد خبير التنمية المحلية، أن جهود الدولة المصرية لم تقتصر علي بناء المدن السكنية وشبكة الطرق والكباري المحيطة فحسب، بل امتدت لتشمل تطبيق منظومة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي الذي ساهم في تقليل الخطأ البشري والقضاء على الصعوبات وتحسين الأداء داخل الهيئات الحكومية، وهو ما ينعكس على المزيد من التنمية وجذب الاستثمارات الأجنبية.
الحد من البطالة
وبدوره، قال الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية وتطوير العشوائيات، أن الحكومة المصرية تعمل على تنفيذ خطة تطوير المناطق العشوائية، والتي شكلت أحد التحديات الكبيرة في مجال الإسكان والعقارات، فبجانب إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، أو إسكان اجتماعي، أو مدن جديدة، تعمل الحكومة المصرية على تطوير المساكن القائمة بالفعل في مناطق صنف بعضها على أنها مناطق شديدة الخطورة لا تصلح للسكن، وتأمل الحكومة أن تستطيع القضاء على العشوائيات بحلول عام 2030.
وأوضح عرفة، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن تطوير العشوائيات وتوفير سكن ملائم للمواطنين يساهم في بناء الإنسان وتنميته، وهو الأمر الذي يقلل من معدلات الجرائم والحد من ارتفاع البطالة، بالإضافة إلي تنمية المواطن من الناحية السياسية والاجتماعية.
وأكد أستاذ الإدارة المحلية، أن تطوير المناطق العشوائية يساهم في تحسين الوضع البيئي للحفاظ على صحة المواطنين، بالإضافة إلي تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، لافتا أن ما تشهده القري المصرية من تطوير يستهدف تغيير حياة أهلي هذه المناطق.
وتابع عرفة: المناطق العشوائية كانت تمثل خطرًا على المجتمع بأسره، وذلك لارتفاع نسب البطالة بها، وتدني مستوى المعيشة، لافتا أن تطوير العشوائيات خطوة مهمة للمواطنين بالإضافة إلي تحسين الصورة الحضارية لمصر وهو ما ينعكس إيجابيا على مختلف القطاعات.
اقرأ أيضا:
استمرار نقل الأسر بالمنطقة داهمة الخطورة فى رأس غارب إلى «الروضة»
صندوق تطوير العشوائيات: الحياة لم تكن آدمية بمثلث ماسبيرو قبل 5 أعوام