الجمعة 3 مايو 2024

متاحف مصر.. متحف آثار الإسماعيلية.. 3800 قطعة أثرية تغطي مختلف المراحل التاريخية للحضارة

متحف آثار الإسماعيلية

ثقافة2-8-2021 | 21:05

عبدالله مسعد

يعد متحف الإسماعيلية القومي من أقدم المتاحف في مصر، شيده المهندسون العاملون في شركة قناة السويس العالمية للملاحة البحرية (هيئة قناة السويس حالياً)، ويتخذ المتحف شكل صرح معبد، ويتميز بعرض مجموعة متنوعة من القطع الأثرية الفريدة التي تم اكتشافها في منطقة إقليم قناة السويس وسيناء.

جاءت فكرة إنشاء المتحف القومي بالإسماعيلية بالتزامن مع حفر قناة السويس (١٨٥٩-١٨٦٩)، وكان الهدف من إنشائه إيجاد مكان للحفاظ على الآثار المكتشفة وعرضها بطريقة تسهل دراستها، وخلال عام ١٩٣٤ تم افتتاح المتحف رسمياً.

يضم المتحف حوالي ٣٨٠٠ قطعة أثرية تغطي مختلف المراحل التاريخية للحضارة المصرية، ومن أهم القطع المعروضة التي تم الكشف عنها بمحافظة الإسماعيلية تمثال من الجرانيت لأبي الهول من عصر الدولة الوسطى، وتابوت من الرخام لشخص يدعى "جد حور" يرجع إلى العصر البطلمي، بالإضافة إلى هريم من عصر الملك رمسيس الثاني تم الكشف عنه بمدينة القنطرة شرق خلال أعمال حفر قناة السويس.

فكرة إنشاء متحف للآثار بالإسماعيلية بدأت حينما قام "جان كليدا" بأعمال الحفر والتنقيب بإقليم القناة تحت إشراف عالم الآثار "ماسبيرو" مدير مصلحة الآثار المصرية آنذاك، وعندما تكدست المقتنيات الأثرية الناتجة عن أعمال الحفر ظهرت فكرة تخصيص مكان يضم تلك التحف والكنوز.

حينها قام "فرديناند دليسبس" برفع الأمر لإدارة شركة قناة السويس ومن ثم خاطب المسئولون "كليدا" لإعداد كتالوج يضم كافة المقتنيات الأثرية الناتجة عن أعمال التنقيب بالمنطقة مع وصف دقيق لكل قطعة وكذلك تحيد مكان وتاريخ العثور عليها، وفى عام 1885 تم وضع الآثار الضخمة الناتجة عن حفر قناة السويس والمناطق المتاخمة لها فى حديقة كبيرة أمام منزل "فرديناند دليسبس".

لتكون بمثابة متحف مفتوح. وفى عام 1910 قام كليدا بعرض بعض القطع المكتشفة فى فتارين بداخل مقر إقامته بالإسماعيلية وكانت تلك المقتنيات لها كتالوج خاص مدعما بالصور الفوتوغرافية ليكون بذلك متحف مؤقت لتلك الآثار وأصبح عدد الفتارين بداخل المبنى عام 1914 أربعة فتارين.

وعندما تكدست الآثار لدى كليدا رحبت شركة قناة السويس ومصلحة الآثار المصرية بفكرة إقامة المتحف، وقد كان أول متحف بمقر إقامة كليدا والذى يقع جنوب ميدان شامبليون الحالي، وبنهاية مايو 1912 أعلن وزير الأشغال العامة آنذاك إقامة مبنى يكون على أرض من أملاك شركة قناة السويس وتكون إدارته الداخلية وسبل الحفاظ والإنفاق عليه من قبل الشركة أيضا، وذلك تحت إشراف عام من مصلحة الآثار التابعة لوزارة الأشغال العامة وقتها.

يضم مجموعة من القطع الأثرية من عصور تاريخ مصر المختلفة بداية بالعصر المصرى القديم حتى عصر الوالي محمد علي و لوحة الفيسفاء :الموجودة بأرضية المتحف، والتى تتحدث عن الآلهة اليونانية القديمة، ومنها الآلهة التي هى نصف إنسان ونصف إله، وبآخرها نص مكتوب باليونانية يدعو الناس للخير والابتعاد عن كل ما هو شر، وهى اكتشفت سنة 1914 بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء.و تمثال لأبو الهول المصنوعة من الجرانيت الأسود للملك رمسيس الثاني استخرجت من تل المسخوطة أثناء تطهير ترعة الإسماعيلية

ويوجد لوحة دارا الأول (داريوس) و مصنوعة من الجرانيت الوردى وهى لوحة تذكارية بمناسبة إقامة قناة تربط بين البحر الأحمر وشمال خليج السويس وتتجه شمالاً لتمر فى البحيرات المرة ثم غرباً حيث وادى الطميلات كى تصل منه إلى البحر المتوسط وقد كتبت هذه اللوحة بأربع لغات قديمة المصرية القديمة والفارسية القديمة والأوكدية والبابلية (الخط المسمارى)، وتعد هذه اللوحة من أربع لوحات تذكارية أقيمت على طول القناة فى تل المسخوطة والشلوفة وكبريت والسويس.

بالاضافة الى تابوت من الرخام يظهر بالشكل الآدمى، يعود إلى العصر البطلمى ويخص شخص يدعى جد حور، والذى يعد نموذجا جيدا لامتزاج الفن المصرى القديم بالفن الإغريقى، وقد تم العثور عليه أثناء أعمال تطهير ترعة الإسماعيلية بتل المسخوطة عام 1983.

Dr.Randa
Dr.Radwa