ريم بسيوني، هي كاتبة وروائية مصرية، وأستاذة في الجامعة الامريكية، فازت بجائزة ساويرس الأدبية عن روايتها "الدكتورة هناء"، وجائزة أحسن عمل مترجم في الولايات المتحدة الأمريكية عن روايتها "بائع الفستق وجائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى للثقافة عن روايتها أولاد الناس ثلاثية المماليك" ، ولدت في 6 مارس من عام 1973 في محافظة الاسكندرية، حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة الإسكندرية، بعد تخرجها تم تعينها في نفس الجامعة، ولكنها قررت مواصلة دراستها في الخارج وحصلت على الماجيستير و الدكتوراه من جامعة أكسفورد في بريطانيا في "علم اللغويات"، ثم حصلت على الدكتوراه في "تحليل الخطاب السياسى" من جامعة أوكسفورد، وقامت بالتدريس في نفس الجامعة.
وأجرت "بوابة دار الهلال" حوارًا مع الكاتبة ريم بسيوني .. وإليكم نص الحوار :
متى اكتشفت موهبتك في الكتابة؟ وكيف قمت بإثقالها؟
بدأت الكتابة في سن الثانية عشر من عمري كتبت رواية اسمها أسابق الزمن وهي أول رواية أكتبها ورسمت لها الغلاف وكتبتها في كراسة، وكأنها كتاب مطبوع، وأحتفظ بها حتى الآن، وأثقلت موهبتي بالقراءة الكثيرة ودراسة الأدب الإنجليزي، ودراسة النقد، ودراسة الكتابة الإبداعية، ودرست أيضًا علم اللغويات فهو يتحدث عن اللغة والمجتمع، وبالنسبة لي ككاتبة علم اللغة والمجتمع مهم جدًا ، وهذا ساعدني بشكل كبير جدًا في الكتابة .
حدثينا عن أول رواية لكِ، وعن مدى تأثيرها على كتاباتك فيما بعد؟
أول رواية لي كانت رواية "أسابق الزمن"، هي رواية اجتماعية تنتهي نهاية مأساوية، وكانت تناقش بعض المشاكل المجتمعية في ذلك التوقيت، ولكن دعني أحدثك أكثر عن الرواية التاريخية التي كتبتها عن طارق بن زياد وأنا في سن السادسة عشر، لأنها كانت مؤثرة جدًا بالنسبة لي، استمريت في كتابتها حوالي أربعة سنوات وبسبب هذه الرواية قضيت معظم أيامي في الجامعة في قسم التاريخ أبحث في المراجع، وأثرت في أيضًا بعد سنين عندما كتبت رواية أولاد الناس .
لماذا تتجهين في كتاباتك إلى عصر المماليك؟
عصر المماليك من العصور المظلومة جدًا في الكتابة الإبداعية، وللأسف نحن نسيء فهمه لأننا لم ندرسه بالقدر الكافي، ولم نعرف الكثير عن انجازاته الكبيرة جدًا في أكثر من مجال، وأنا أرى أنه عصر يحتاج إلى كتابات كثيرة جدًا، رواية أولاد الناس تتحدث عن عصر المماليك، بينما سبيل الغارق الرواية الأخيرة تربط عصر المماليك بعصر آخر وهو الاحتلال البريطاني وافتتاح قناة السويس .
كم من الوقت استغرق كتابة رواية ثلاثية المماليك؟
استغرقت رواية أولاد الناس ثلاثة سنوات في كتابتها، وعامةً أي رواية تاريخية أكتبها تأخذ من وقت طويل في كتابتها، وبحث علمي طويل جدًا .
في الكتابات التاريخية يوجد الكثير من المعلومات المتناقدة .. ألم تخشِ الانتقادات عند اختيارك هذا النوع من الكتابة؟
طبعًا التاريخ يوجد به معلومات كثيرة متناقضة ، ولكن المعلومات المتناقضة موجودة أيضًا بكثرة في الكتب العلمية التي نقرأها، ومن الناحية العلمية في مجال دراستي وهو مجال اللغة والمجتمع أجريت العديد من الأبحاث العلمية ، فهذا ساعدني كثيرًا في أن أعبر عن هذا التناقض، أترك القارئ هو من يحدد، فمن الممكن أن نظهر الشخصية بنفس التناقض الموجود في كتب التاريخ، فمثلاً شخصية السلطان برقوق في رواية أولاد الناس الحكاية الثانية "قاضي قوص" نجد أن شخصية السلطان برقوق بها الخير والشر، ويوجد بها بعض التناقضات من التدين والصوفية إلى الطمع في الحكم، إلى أنه يحب ذاته، ويحترم الشيوخ، ويحترم العلم، فهو له تناقضات موجودة في كتب التاريخ، ولكن الكاتب يجب أن يعبر عنها ، لاأن النفس الإنسانية كلها تناقضات .
حدثينا عن روايتك الأخيرة «سبيل الغارق»، ومن أين جاءت فكرة ترجمتها؟
رواية سبيل الغارق تتحدث عن الغرب من ناحية المحتل، فتلقي الضوء على المحتل الغربي ونظرته للمصريين في وقت الاحتلال البريطاني لمصر، وتتحدث أيضًا عن ثورة عرابي ، وعن التعليم وبداية نضال المرأة للحصول على حقها في التعليم ، فهذه كلها قضايا تعالجها رواية سبيل الغارق، وتتحدث أيضًا عن الطريق البحري وهو طريق سياسي يتصارع عليه العديد من الدول، وهو ايضًا الطريق إلى الرضا، وتتحدث عن قناة السويس وأنها مجرى مائي استراتيجي سيغير خريطة العالم، وتربط الرواية بين طريق رأس الرجاء الصالح وقناة السويس، ورواية سبيل الغارق هي أول رواية مترجمة ستنشر مع دار ديوان وهي دار مصرية، ولكنها ليست أول رواية مترجمة لي من رواياتي، فيوجد لدي قبل هذه الرواية 4 روايات مترجمة منهم 3 فازوا بجوائز، لذلك أعتقد أنه يوجد لي اسم بالخارج يجعل الناس ترغب في ترجمة أعمالي.
هل الشخصيات في رواياتك حقيقية أم من وحي الخيال؟
رواياتي يكون بها مزج بين الخيال والحقيقة فهي ليست كتب تاريخية، فهي رواية لابد أن يكون بها مزج بين الخيال والحقيقة، الأحداث التاريخية والأحداث الخيالية .
هل يمكننا مقارنة روايتك التاريخية بروايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس؟
أتمنى طبعًا أن أقارن بنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس فلي الشرف أن أقارن بهم، وأتمنى أن أقدم كتابات تعيش مع الناس ، كما قدموا هم للناس، وشرف لي أن يكون لدي جائزة تحمل اسم نجيب محفوظ .
لمن من الكُـتّاب تحبي أن تقرأين؟
أحب أن أقرأ الشعر العربي القديم ، وكتب التراث العربية القديمة، وأحاول أن أتابع كل ماهو جديد على الساحة الأدبية من روايات، وقصص قصيرة، وأحب القراءة للعديد من الكُـتّاب، ولا استطيع ذكر كاتب بعينه .
كيف كانت تجربتك مع دور النشر المصرية؟
يوجد العديد من دور النشر الرائعة والجادة، وتجربتي الشخصية رائعة مع دار النشر التي أتعامل معها .
ما رأيك في الكتابات في العصر الحديث وهل يمكن مقارنتها بالكتابات القديمة؟
أنا دائمًا أقول أنه يوجد حاليا صحوة أدبية كبيرة جدًا في مصر من كتاب مبدعين، ودور نشر جادة تقدم أعمال رائعة، والعصر الحالي هو عصر الرواية وعصر القراءة، ويوجد لدينا العديد من القراء المهتمين بشكل كبير بالقراءة والكتابة .
ما هي نصيحتك لمن يريدون للبدء في كتابة روايتهم الأولى وشباب الكُـتّاب؟
أنصح من يحبون الكتابة بالقراءة الكثيرة المستمرة في المجال الذي يهتمون به، وفي كل المجالات بشكل عام .