السبت 1 يونيو 2024

بالفيديو.. الفراعنة يكتبون التاريخ في دور نصف النهائي بأمم أفريقيا

1-2-2017 | 15:42

يواجه المنتخب المصري نظيره منتحب بوركينا فاسو،اليوم، في إطار منافسات نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2017، التي تقام بالجابون، وعبر آخر بطولات حصدها الفراعنة، كانت دائما مباراة الدور نصف النهائي هي الأصعب والأجمل والأكثر إثارة، وتظل عالقة في ذاكرة عشاق الكرة المصرية، وفي الأغلب تكون تلك المباراة السبب الرئيسي لفوز المنتخب الوطني بالكأس .
في هذا التقرير سنقوم برحلة على متن سفينة الذكريات، نستعرض خلالها قصة 5 مباريات في دور نصف النهائي سيظل يحكى عنها التاريخ الكروي المصري.
صاروخ أبو زيد
في مارس عام 1986 نظمت مصر للمرة الثالثة بطولة أمم أفريقيا رقم 15 بعد أن استضافت البطولة مرتين عامي 1959 وتوجت بالبطولة، وعام 1974 واحتلت المركز الثالث.
وفي مباراة الافتتاح كانت الصدمة بالهزيمة من أمام منتخب السنغال المغمور 1-0 ولكن سرعان ما نجح الفراعنة في إعادة الأمور إلي نصابها والفوز في مباراتيه بنفس النتيجة على كل من موزمبيق وساحل العاج، ليتصدر المنتخب المجموعة، ويصطدم بمنتخب أسود الأطلسي المغربي في نصف النهائي، وبعد مباراة سجال بين الطرفين حاول فيها أسود الأطلسي استدراج المباراة إلى ضربات الجزاء ، احتسب الحكم في الدقيقة 78 خطأ على حدود منطقة الجزاء تكفل أفضل لاعبي منتخب مصر في البطولة طاهر أبو زيد بتنفيذها ليرسلها في الزاوية المستحلية في المرمى المغربي اهتزت لها مدينة القاهرة بأكملها من دوى الصراخ والفرحة بالهدف القاتل، ليتأهل الفراعنة إلى النهائي لأول مرة منذ 24 عاما، ويبقى هدف طاهر أبو زيد هو الذكرى الأهم لدى الجماهير المصرية في أمم أفريقيا 1986.


كعب إمام
دائما ما يكون مسجل الهدف هو العريس صاحب الفرحة والذي تحتفي به الجماهير، ولكن في مباراة مصر وبوركينا فاسو في نصف نهائي الكان عام 1998 كان الوضع مختلفا
سجل العميد حسام حسن الهدف الأول في الدقيقة 41 بعد أن تابع كرة سقطت من يد الحارس، وفي الشوط الثاني بينما كان أصحاب الأرض يبحثون عن إدراك التعادل قام الثنائي حازم إمام وطارق مصطفى بعمل وان تو جعلت إمام يدخل منطقة الجزاء في مواجهة المرمى، وفي الوقت الذي كان ينتظر الجميع ما الذي سيفعله الثعلب الصغير سواء بالتسديد أو المراوغة مرر الكرة إلى الخلف عن طريق الكعب إلى لاعب غير مراقب هو حسام حسن الذي سدد الكرة على يسار الحارس البوركيني محرزا هدف الاطمئنان للفراعنة والتأهل إلى المباراة النهائية.
وفي اليوم التالي تغنت الصحافة المصرية بكعب الثعلب الصغير الذي أصبح أشهر تمريرة حاسمة في تاريخ الكروي للمنتخب المصري، وحتى اليوم كلما يأتي هدف بنفس الطريقة يتذكر الجميع كرة حازم وحسام التي لن تمحى من الذاكرة على رغم من مرور 19 عاما على هذا الهدف التاريخي.


خلاف ميدو وشحاتة وهدف عمرو زكي
في نصف نهائي الكان عام 2006 وعلى ملعب القاهرة الدولي، أقيمت مباراة حاسمة بين منتخب فراعنة مصر وأسود السنغال لتحديد الطرف الثاني لملاقاة منتخب كوت ديفوار في النهائي الحلم.
وانتهى الشوط الأول بتقدم رجال المدرب حسن شحاتة عن طريق أفضل لاعب في البطولة أحمد حسن عن طريق ضربة جزاء.
وفي الشوط الثاني ومن كرة عرضية باغت المهاجم السنغالي نيانج عبد الظاهر السقا وأفلت من مراقبته ليضع كرة رأسية في شباك الحضري ليعود التعادل الجديد متسيدا المباراة.
ومرت دقائق صعبة على الجماهير المصرية في ارض الملعب كان أسود التيرانجا أفضل من كل النواحي والأقرب لتسجيل هدف الفوز مما أجبر المعلم حسن شحاتة على التدخل وإجراء التغيير الأول بنزول المهاجم الشاب عمرو زكي بديلا للنجم الفريق ميدو لتشتعل الأجواء ويخرج ميدو عن النص ويعترض بشكل غير لائق على التبديل وتطور الأمر إلى اشتباك لفظي بين اللاعب والمدرب استدعت إلى تدخل قائد المنتخب حسام حسن لاحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم وتحدث كارثة داخل الملعب.
ولكن بعد ذلك الصدام بدقيقتين أرسل صانع الألعاب محمد أبو تريكة كرة عرضية على رأس البديل عمرو زكي ليطلق قذيفة برأسه مسجلا الهدف الثاني وسط فرحة هستيرية في المدرجات وفرحة غاضبة للمعلم حسن شحاتة الذي أشار للمدرجات على صحة تبديله، وبعد الهدف لم يتغير شيء وسيطر زملاء الحاج ضيوف على مجريات المباراة وتغاضى الحكم عن احتساب ركلة جزاء صحيحة لأسود التيرانجا لتنتهي المباراة بفوز الفراعنة.
وحتى يومنا هذا ظل صدام ميدو وشحاتة وهدف عمرو زكي الأبرز والأكثر تأثيرا في ذاكرة أمم أفريقيا 2006 حتى قام أحد الأعمال الفنية في تمثيل مشهد كوميدي عن تلك الواقعة.

المنتخب الذي لا يقهر
في أمم أفريقيا 2008 كان منتخب أفيال ساحل العاج هو المرشح الأقوى للفوز بالبطولة بعد ان ضم ترسانة من أفضل المحترفين في أوروبا بقيادة أفضل لاعب في أفريقيا ومهاجم تشيلسي ديديه دروجبا ولاعب برشلونة يحيى توريه.
ومع بداية البطولة دهس منتخب الأفيال جميع المنافسين في طريقه بداية من نسور نيجيريا وصولا لمنتخب غينيا الذي تم دهسه بخماسية تاريخية، خرج جميع الخبراء والنقاد يؤكدون أن المنتخب الإيفواري سيفوز باللقب بكل تأكيد وليس هنالك اي منتخب إفريقي سيقف أمامه.
وكان الخصم المقبل للأفيال هو منتخب الساجدين المصري في مباراة نصف النهائي على ملعب بابا يارا في غانا، لعب أفراد الجيل الذهبي للمنتخب المصري واحدة من المباريات الملحمية عبر التاريخ وسحقوا الأفيال برباعية كانت حديث العالم أجمع، حتى جعلت المدرب الاستثنائي جوزيه مورينيو يقول " إن المنتخب المصري يلعب أفضل كرة في القارة السمراء ويستحق التتويج بلقب البطولة" وكانت تلك المباراة بالتحديد بوابة احتراف عمرو زكي في الدوري الإنجليزي بعد ان أحرز هدفين وأيضا عصام الحضري الذي عمل أفضل تصدي في البطولة’ من رأسية دروجبا الأرضية بعد أن قام برد فعل خيالي جعل دروجبا يذهب إلى الشباك غير مصدق ما حدث، وبعد تلك المباراة أطلقت الصحف العالمية لقب منتخب الساجدين على المنتخب المصري بسب السجود بعد كل هدف .


الانتقام
في 18 نوفمبر 2009 وفي ملعب أم درمان في السودان، قضى عنتر يحيى على حلم واحد من أفضل أجيال الكرة المصرية والأفريقية في التأهل إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بعد أن تسبب هذا الهدف في تأهل منتخب محاربي الصحراء الجزائري إلى كأس العالم على حساب منتخب مصر.
وظل كل من في المنظومة الرياضية المصرية في انتظار مواجهة منتخب الجزائر مرة أخرى لرد الاعتبار وإثبات أحقية التأهل في كأس العالم، وهو ما تحقق في نصف نهائي الكان 2010 وجمعت مواجهة ثأرية بين منتخب مصر والجزائر، وفي تلك المباراة قدم لاعبو الفراعنة كل ما في جعبتهم وسيطروا على الملعب بالكامل وأذاقوا أفراد المنتخب الجزائري مرارة الهزيمة الثقيلة برباعية نظيفة وشهدت المباراة احتساب الحكم كوفي كودجا ضربة جزاء لـ عماد متعب وطرد 3 لاعبين من محاربي الصحراء من بينهم الحارس الشاوشي بطل موقعة أم درمان.
لتنطلق فرحة عارمة في جميع الأنحاء والشوارع في مصر بعد الثأر من الجزائر وإثبات أحقية التأهل إلى المونديال أمام العالم أجمع.
كانت الفرحة بالفوز على الجزائر في النصف النهائي أضعاف الفوز على غانا في المباراة النهائية، كانت تلك المباراة بمثابة التتويج لدى اللاعبين والجماهير في الشارع المصري.