تمكن الغواص الأمريكي من أصول كمبودية، جوردن ويندل، صاحب الـ22 عاما من تمثيل أمريكا في الألعاب الأولمبية ليكون أول غواص أمريكي من أصول كمبودية في الأولمبياد. ولدى جوردن قصة ملهمة عن تحوله من طفل فقير يعيش في ملجأ بالعاصمة الكمبودية إلى غواص يحلق في سماء الأولمبياد.
وسيمثل جوردن ويندل الطالب في جامعة تكساس الولايات المتحدة للمرة الأولى يوم الجمعة في مسابقات الـ10 أمتار، وتبنى أسطورة الغوص الأمريكية، جيرج لوجانيز، ويندل حين كان يتيمًا يبلغ من العمر 18 شهرًا.
ويقول ويندل في لقاء على يوتيوب إن نموه لم يكن سهلًا أبدًا، فقد تعرض للتنمر عدد من المرات بسبب لون بشرته المختلف كما إنه كان دائم التفكير في أسباب عدم شبهه بأبيه، لذلك أصبح ويندل الآن من دعاة مكافحة التنمر.
وكتب ويندل وأبوه كتابًا عن حياتهم الواقعية تحت اسم "ليس يتيمًا بعد الآن: القصة الحقيقية لولد: الجزء الأول"، ونُشِر الكتاب في عام 2011. وفي الكتاب يحكي جيرج عن قصة تبنيه لابنه جوردن وكيفية تعرض الابن للمضايقة كونه لا يملك أمًا ولا يشبه أباه.
وتعود رحلة أسطورة الغوص الأمريكي، جيرج لوجانيز، مع التبني إلى فترة تقاعده من البحرية الأمريكية وبدأه العمل في مجال الرعاية الصحية، حيث كان يعاني من صعوبة تبني طفل وهو رجل وحيد في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بعدما علم جيرج عن تمكن رجل وحيد من تبني طفل من كمبوديا قرر التوجه لملجأ للأطفال في العاصمة الكمبودية "بنوم بنه".
ويقول جيرج لموقع "ذي ويك إن آسيا": "المرة الأولى التي رأيت فيها جوردن كانت عن طريق صورة فوتوغرافية بعثت بها وكالة التبني لي، ووقعت في حبه منذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناي عليه وقطعت عهدًا بإن أرعاه وأمده بكل الفرص كي يطارد أحلامه حتى تصبح حقيقة".
وكان جوردن حين ذهب إليه أبيه المستقبلي في الملجأ يرتدي ملابس رثّة أكبر من اللازم ويعاني من سوء التغذية والجرب وإلى جانب التهابات أخرى، وأعاده جيرج معه إلى فلوريدا وعالج وضعه الصحيّ الذي كان مزريًا.
وبدأ جوردن ويندل في وضع عينيه نصب الأولمبياد منذ كان في العاشرة من عمره، وبعد عامين كان من أصغر الغواصين الذين تأهلوا للمراحل النهائية في أولمبياد الولايات المتحدة.
ويذكر ويندل أن أباه هو أكبر داعم له، فدائمًا ما يكون حاضرًا في التصفيات والنهائيات ووجوده يشعره في أي المنافسات بالهدوء.
واكسبت موهبة ويندل الاستثنائية في الغوص الابن لقب "لوجانيز الصغير". وعُرِف عن أبيه عودته المفاجئة في أولمبياد سيؤول 1988 حين كان يعاني من ارتجاج في المخ بعد اصطدام رأسه بمنصة الوثب خلال التصفيات ولكن على الرغم من ذلك حصد الميدالية الذهبية في غطس المنط ومنصة الغطس.
كما حظيت رحلة ويندل الملهمة باهتمام بين الناس في كمبوديا، حيث مسقط رأسه هناك. ففي عام 2016 عاد ويندل إلى بلده الأصلي في جنوب شرق آسيا للمرة الأولى واستُقبِل بحفاوة وكان من بين مستقبليه أحد الوزراء الكمبوديين. كما يظهر اعتزاز ويندل بأصوله من خلال الوشم الذي يرسمه أعلى ذراعه لعلم كمبوديا، ويشجعه الكثير من الشباب في بلده الأصليّ.
ويؤكد جوردن ويندل أن نجاحه في أن يكون أولمبيًا واحدة من الخطوات الكبيرة في حياته لكي يجعل من يرفع من شأن اسمه، وبالتالي يستطيع تحقيق التغيير.