الأحد 24 نوفمبر 2024

فن

السيناريست وليد يوسف يروي موقفًا إنسانيًا للفنانة فتحية طنطاوي

  • 4-8-2021 | 20:21

السيناريست وليد يوسف

طباعة
  • محمد أبو زيد

روى السيناريست وليد يوسف، موقفًا دارت أحداثه في 2006، يبرز مدى طيبة وإنسانية الفنانة فتحية طنطاوي، والتي رحلت عن عالمنا صباح اليوم بجلطة في القلب.

وكتب "يوسف" على صفحته الشخصية عبر "فيس بوك": "في عام 2006 كان بقالي عدة سنوات ما بشتغلش، وولادي كانوا معايا في نادي النقابة، واللي كان المتنفس الوحيد للأعضاء في ذلك الوقت، كنا كلنا أسرة واحدة تقريبًا وأولادنا أصدقاء بالتبعية".

وتابع: "المهم الولاد بذلوا مجهودا كبيرا في اللعب وكانوا جعانين، وأنا يادوب معايا تمن المشروبات، وكل شوية بابا إحنا جعانين وأنا أقولهم حاضر بعد شوية، وأتحجج بأي حجة، وعلى مقربة كانت ماما فتحية، كما كنا نناديها تتابع دون أن أدري".

وأضاف: "فوجئت بها تناديني لأجلس بجوارها، وعندما جلست قالت لي اقترب أكثر عايزة أقولك كلمة سر، ومن أسفل المنضدة التي نجلس إليها في القاعة فوجئت بها يدها ممدودة بـ 400 جنيه، وعندما حاولت فهم ما تحاول عمله، أقسمت أن آخذ المبلغ وأطلب للأولاد ما يريدون، وأنها لن تعتبر نفسها أمي إذا لم آخذ النقود، حتى ولو على سبيل السلفة".

واستكمل: "وزادت في القسم والإصرار لعدة دقائق حتى وافقت من منطلق السلف الذي أكرهه طوال عمري، المهم بعد هذا الموقف بشهر تقريبا، ربنا أكرمني وبيعت مسرحية أطفال وذهبت إليها على الفور لإعطائها النقود، ولأكثر من ساعتين ترفض وبإصرار شديد، باعتبارها جدة الأولاد، اعتبرهم عيدية، اعتبرني جبت بيهم لعب لأحفادي.. عيب مايصحش".

وأردف: "كانت فرحتها أني اشتغلت كبيرة لدرجة أن عينها دمعت من الفرحة لأن ابنها اتفك كربه فعلا، ولمرات عديدة تالية حاولت إعطائها النقود، وكانت دائمة الرفض، وفي 2015، اتقابلنا في الشارقة، هي وأبي الموسيقار علي سعد، وكنت أناديه بابا من فرط حنيته، وأخلاقه العالية، وبالمناسبة كانت علمت بوجودي في الإمارات من الفيسبوك، وأصرت أن نتقابل هناك وقد كان".

واختتم "سيف": "يومها ذكرتها بما فعلته معي، ضحكت بخجل شديد وقالت أنت مش عايز تنسى، يا ابني ده عمر فات، لكن المعروف والجميل لا ينسى.. الحب والمودة لا تنسى.. وأنتِ أيضا شخصية لن تنسى، سأظل أذكرك وأذكر فضلك وقت الشدة ما حييت، مكانك الجنة بلا شك، فالراحمون يرحمهم الله.. وداعا ماما فتحية أو إلي اللقاء قريب لو أراد الله".

يذكر أن الفنانة فتحية طنطاوي رحلت عن عالمنا اليوم إثر تعرضها لجلطة في القلب، واشتهرت "طنطاوي" بتقديم دور الأم في أعمالها الفنية.

أبرزها أدوارها كان  دور "أم عبدالحكم" محمود البزاوي في فيلم "الطوق والأسورة" 1986، وتألقت في دور "أم سعيد" محمد شرف في فيلم "دم الغزال" 2005، ودور "رتيبة أم دياب" الذي جسد دوره الفنان علي عبد الرحيم في مسلسل "درب الطيب".

وأجادت فتحية طنطاوي أداء دور الأم على الشاشة وتقديمه ببراعة وأيضا في الحياة؛ إذ عكفت على تربية أولادها في رحلة كفاح بدأتها مع رفيق دربها الملحن علي سعد، والذي قدم عددا كبيرا من الموسيقى التصويرية والألحان وتأليف الموسيقى في عدد من الأعمال أبرزها سينمائيا فيلمي "طالع النخل، وقهوة المواردي" وفي الدراما عدة مسلسلات منها "أوراق مصرية، الحفار، الفجالة".

وكونت فتحية طنطاوي، عائلة فنية ولديها 4 أبناء، الدكتورة أماني سعد، وكيل المعهد العالي للموسيقى الكونسرفتوار، والملحن محمد سعد، والفنانة دينا سعد، والمهندس "أشرف"، وابنة شقيقتها هي عازفة تمباني موكب المومياوات رضوى البحيري، كان ما يميز فتحية طنطاوي هي طيبة قلبها والحنية الشديدة على أولادها بشهادة المقربين منها.

ولدت فتحية طنطاوي في 12 أغسطس 1943 بمدينة السويس، ودرست في دار معلمات السويس بقسم الموسيقى، وعملت في بداية حياتها مدرسة موسيقى، بجانب مشاركتها في أعمال مسرحية في قصور ثقافة السويس، استقر بها الحال في القاهرة ودرست في المعهد العالي للفنون المسرحية.

بدأت مشوارها من خلال المسرح القومي ومسرح الطليعة، ومن أبرز مسرحياتها "انتهى الدرس يا غبي" مع محمد صبحي، وانطلقت ناحية التليفزيون في أدوار ثانوية في عدد من المسلسلات والسهرات التليفزيونية،  ومن أبرز مسلسلاتها "الشهد والدموع، الكف والوهم والحب، البخيل وأنا، ألف ليلة وليلة، الكومي، يحيا العدل، الليل وأخره، ريا وسكينة".

نجحت في تقديم دور السيدة الشعبية في غالبية أعمالها وما بين دور الأم و"الدادة" قدمت العديد من الأعمال فهي "أم دكروري" في "صرخة أنثى"، و"أم السعد" في "سلسال الدم"، وكانت آخر أعمالها الدرامية مسلسل "أبو جبل" مع مصطفى شعبان.

قدمت فتحية طنطاوي للسينما عدد كبير من الأفلام أبرزها "الطوق والأسورة، درب البهلوان"، وقدمت دور المعلمة "سنية"في فيلم "السجينة 67"، وشاركت في دور صغير في فيلم "أضحك الصورة تطلع حلوة".

مطلع الألفية شاركت "طنطاوي" في فيلم "مذكرات مراهقة" في دور "ناظرة المدرسة"، وبعده في فيلم "ديل السمكة"، وتألقت في فيلم "دم الغزال".

الاكثر قراءة