عبد المنعم الميقاتي.. أول ضابط طيّار في مصر.. وابنه يكشف سر هدايا الملك الذهبية (حوار)

إنشاء قوة جوية مصرية وطنية كان حلمًا يراود المصريين منذ زمن، إذ كانوا يتطلعون لوجود قوات جوية تواكب الجيوش الأخرى، خاصًة في ظل وقوع مصر تحت الاحتلال البريطاني، وبمبادرة من شباب قواتنا المسلحة آنذاك طالبوا بتعلم الطيران كخطوة أولى لتحقيق هدفهم في وجود قوات جوية مصرية، واستجابت بريطانيا لطلبهم؛ وتقدم الضباط الشباب لاختبارات قاسية، نجح فيها 5 فقط من بينهم الطيار عبد المنعم الميقاتي، أول طيار مصري حربي.

المهندس وليد عبد المنعم الميقاتي، الابن الأصغر للمرحوم اللواء طيار أركان حرب عبد المنعم محمود الميقاتي، يكشف في حوار لبوابة "دار الهلال"، كواليس حياة والده وتفاصيل تنشر لأول مرة، منذ تلقيه تعليم فنون الطيران في إنجلترا، وحتى تقلده العديد من المناصب خلال حياته، وإلى نص الحوار:

في البداية.. حدثنا عن نشأة اللواء طيار أركان حرب عبد المنعم الميقاتي؟

ولد عبد المنعم الميقاتي، أول طيار مصري حربي، 8 يوليو 1904، بمدينة رشيد محافظة البحيرة، لوالده المرحوم محمود عبد الفتاح الميقاتي، ووالدته المرحومة أنيسة المغربي، وتوفى في 5 إبريل 1982، عن عمر يناهز 78 عامًا، تزوج مرتين، وأنجب 3 أبناء، زوجته الأولى كانت بريطانية (أجنز بيل)، وأنجب منها الابن الأكبر، مهندس طيار رمزي الميقاتي، مقيم في المملكة المتحدة، وعمره نحو 80 عامًا، والابن الأوسط، المهندس المعماري باسل الميقاتي، المقيم في الولايات المتحدة، وعمره الآن 75 عامًا، ثم تزوج مرة أخرى وكنت ثمرة تلك الزيجة والابن الأصغر.

لماذا لقبت العائلة بالميقاتي؟

عُرفت عائلة الميقاتى برشيد من الأشراف، وتم تسميتهم بالميقاتى نسبة لرسالتهم فى التوقيت للصلاة، والآذان، والصيام بشهر رمضان، وكان لهم منزل مجاور لمسجد زغلول، وكانت عائلة الميقاتي مختصة بإقامة الشعائر، والصلوات بمسجد زغلول، وكان يرفع علم ملون على المئذنة إيذانًا بتوقيت الصلوات، وكانوا يقيمون ليلة بشهر رمضان تسمى "ليلة الميقاتي" لقراءة القرأن الكريم، والذكر.

كيف تم تعلم الوالد فنون الطيران؟

أولا تم انتخابه ضمن بعثة تعلم الطيران ضمن 5 طيارين بمدرسة الطيران بإنجلترا، مع المرحوم أحمد عبد الرازق، وأول شهداء القوات الجوية المصرية، المرحوم فؤاد حجاج، وعند عودته من إنجلترا استقبله الملك فؤاد الأول كأول طيار مصري، وأهداه وزميليه هدايا ذهبية.

تاريخ الميقاتي العسكري حافل بالإنجازات.. ما أبرز تلك الإنجازات؟

يحتاج التاريخ العسكري لعبد المنعم الميقاتي لمجلدات لسرده، ولكن من أبرز المحطات في تاريخه العسكري:

- تخرجه في الكلية الحربية في 1 يوليو 1927، وخدم بالجيش بالمنطقة الجنوبية - منقباد - بأسيوط ما يقرب من العامين.

- انتخب ضمن بعثة تعلم الطيران، وكان أقدم أفرادها، والتحق بكلية الطيران البريطاني، بابي صوير، في 9 أبريل 1929، وتخرج فيها 31 يناير 1930.

- أرسل إلى إنجلترا للتخصص في تسليح الطيران بمدرسة، ايست تشيرش، التابعة لسلاح الطيران البريطاني، وتخرج منها 16 يناير 1931.

- التحق بمدرسة هنلو لدراسة مظلات النجاة، وتخرج فيها، وقفز بالمظلة في 21 مارس 1931.

- عاد إلي مصر، وخدم في سلاح الطيران المصري من يوليو عام 1931، حتى أبريل عام 1934، واشترك في هذه الفترة في إحضار أسراب سلاح الطيران المصري الأولى من إنجلترا إلى مصر 3 مرات.

- أرسل في بعثة إلى إنجلترا للتخصص في أعمال التعاون مع الجيش، وحصل علي شهادة التعاون من أولدسيرم في 25 يوليو عام 1935.

- التحق بأسراب التعاون البريطاني رقم 16 برتبة اليوزباشي طيار في 26 يوليو 1935 لمدة 3 أشهر، ثم عاد ليخدم في سلاح الطيران المصري بالأسراب الأولى على الحدود الليبية أثناء حرب إيطاليا مع الحبشة 1935/1936.

- من سنة 1937، حتى سنة 1940 خدم قائدًا للأسراب الأولى تعاون بالصحراء الغربية، والوحدات، والمنطقة الشمالية الساحلية، ومنطقة البحر الأحمر مؤديًا واجبات التعاون للقوات البرية، والبريطانية وحراسة القوافل ضد الغواصات.

- تم تعيينه قائدا لمحطة الماظة الجوية عام 1941.

- انتخب لحضور فرقة أركان حرب، وأمضى بدرجة "ب" في 1 يناير 1943.

- عين وهو برتبة قائد جناح، نائبًا لمدير سلاح الطيران المصري، ثم قائدا فنيًا لسلاح الطيران، وهو برتبة قائد لواء جوي، ثم برتبة قائد فرقة جوية، ثم برتبة قائد الأسطول الجوي (لواء طيار)، إلى أن أحيل للتقاعد في 9 سبتمبر 1952 بعد أن أمضى برتبته 3 سنوات بناءً على القانون الساري وقتها.

كان للميقاتي دور بالخدمة العامة، فما الذي قدمه في هذا المجال؟

خدم الميقاتي في حرب فلسطين عام 1948، وعين مديرًا للطيران بالشركة المصرية للطيران، والسفريات في سبتمبر 1953، إلى أن جاء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، فعين نائبا للحارس العام عليها، وعلى شركتي "ساير" و"كولي" إلى أن بيعت الأولى، وصفيت الثانية، وفي عام 1957 أصبح عضوًا لمجلس الأمة عن مدينة رشيد مسقط رأسه.

انتخب عضوًا مؤسسًا في نادي روتاري مصر الجديدة سنة 1954، بالإضافة إلى افتتاحه مكتب توكيلات شركات الطائرات في سبتمبر 1959، وعندما ألغى المرحوم، الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، التوكيلات الخاصة عام 1962، عين عبد المنعم الميقاتي مديرًا عامًا لإدارة التوكيلات بمؤسسة النقل الجوي لمدة 5 سنوات، وبعد أن احيل إلى المعاش للمرة الثانية في يوليو 1967 افتتح مكتبه الخاص ممثلًا لبعض الشركات الأجنبية.

حصل الميقاتي على عدد من النياشين تقديرًا لدوره البارز بمجال الطيران، فما هى؟

جنى عبد المنعم الميقاتي، رحمه الله، عددًا من النياشين، هى:

• نيشان النيل من الدرجة الخامسة، والرابعة، والثالثة.
• نجمة الملك فؤاد الأول العسكرية.
• ميدالية محمد علي.
• نوط الشرف السوري المذهب من الطبقة الأولى.
• الوسام الحربي السوري.
• نجمة فلسطين ومشبكها.

     مهندس وليد الميقاتي نجل اللواء عبد المنعم الميقاتي