كثيراً ما يبني الطموح صورا مشرفة في أذهاننا جميعا، ونسرح بخيالنا ونتوقع ما الذي سنكون عليه في المستقبل، وكلما سنحت الفرصة للتقدم طالما واجهنا صعوبات ومعوقات عدة، ولكن يبقى الأمل والطموح والسعي هم الطاقة التي لا يمكن نفادها؛ فواجه الكثير من الناس صعوبات في تحقيق أهدافهم؛ فمنهم من تقاعس عن تحقيقها ومنهم من واجه وتحدى بكل قوة تلك الصعوبات ليصل إلى هدفه.
ولم يتوقف العمر أمام ابن مركز أبوتيج في أسيوط، صاحب الـ15 عاما؛ فضرب ذاك الطفل أروع الأمثلة في الكفاح والطموح وما شابه من صفات حميدة ليعمل في مهنة "الخردة" المهنة الشاقة التي لا يقدر عليها إلا أقوياء البدن والبالغين القادرين، فرصدت بوابة "دار الهلال" كفاح ذلك الطفل المثير للجدل، في السطور التالية.
وعندما التقينا بالطفل محمد حسن سمير، قال: "بدأت في مهنة الخردة مع والدي منذ أن كنت طفلا صغيرا وكان عمري أنذاك 6 سنوات ولم يقف السن عائقا أمامي ولكن طموحي أن أكون مثل والدي تاجرا كبيرا فحاولت واجتهدت دون أن أفكر في أنني طفل أو أفكر في اللهو مع الأطفال أمثالي طوال الوقت".
وبصوت واثق هادئ مليء بالطموح، قال الطفل التاجر: "كنت أفصل بين العمل مع والدي وبين دراستي وبين اللهو مع الأطفال أمثالي، ولم يقف عملي في مهنة "الخردة" عائقا أمام دراستي أيضا ولكن لكل منهما وقت معين، مؤكدا أنه وصل للخامسة عشر من عمره وله في تلك المهنة 9 سنوات".
وأضاف أن حلمه وطموحه أن يكون تاجرا كبيرا مثل والده، وأيضا أن تكون قصته مشابهة لقصة "عبدالغفور البرعي"، فيحلم أن يكون غنيا ويسطر التاريخ قصة نجاحه كواحد من رواد التجارة والصناعة في مصر والعالم العربي، مشيرا إلى أنه منذ توقف المباني المخالفة وتطبيق قوانيها الرادعة تراجعت وتدنت تجارة الخردة.