الأربعاء 26 يونيو 2024

حسن خليل يكتب: مقدمة عالم بلا أسوار

حسن خليل

ثقافة6-8-2021 | 21:16

حسن خليل

عالم بلا أسوار، هو سلسلة مقالات عبارة عن نقد بسيط وصريح لكل ما يدور حولنا من المعاملات، نحاول فيها توضيح المشاعر الزائفة، والعلاقات الوهمية، والتى يخشى الكثير التحدث فيها جهارا، والتى تشمل كل النواحى الحياتية، الاجتماعية والثقافية وحتى الدينية، وغيرها، والتى قد تكون نفوسنا من أوهمتنا بأنها حقيقية، وصورت لنا أننا على الطريق الصحيح، إذا أردت أن تعرف في أي طريق أنت فلتدخل معنا عالمنا الذي بلا أسوار، ولكن قبلها لابد أن نتعرف معا على النفس وما هيتها، ثم نبدأ كتابنا عالم بلا أسوار.

مقدمة عالم بلا أسوار

تتحمل قيظ الصيف وبرد الشتاء، يسقط الخريف أوراقها، فتنبت فى الربيع بغيرها، فإذا ما اشتد الريح تمايلت لحماية أغصانها، يلقونها بالحجارة فتجود عليهم بثمارها، فإذا ما اشتد القيظ احتموا بوارف ظلالها، وإذا ما ابتغوا الدفء قطَّعوا أغصانها، وحرَّقوا فروعها، فأتت بخير منها أو مثلها، وإذا ما ابتغوا الخلود؛ خطوا أسماءهم على جذعها،  حتى الطير إذا ما ابتغت الأمن، بنت فيها أعشاشها،  وبرغم ذلك أنكروا عظيم فضلها، ولم يجودوا يوما برييها، فمدت فى الأرض جذورها، لتطلب الرى من ربها.

إنها الأشجار تظل رغم تغيرات الحياة صامدة، وعلى عطائها رغم الظلم ونكران الجميل ثابتة، وهكذا كانت حياتى، معطاءة مثمرة، برغم الجهد والبلاء، والقسوة والشقاء، فقد أعاننى الله بالصبر والمثابرة، فكنت كالأشجار أعيشها رغم قسوتها، أصارع؛ فتصرعنى الأقدار، ها وقد دنت من نهايتها، تمنيت أن تنتهى كما الأشجار، فالأشجار تموت واقفة.

 

وكما الأشجار حين تتخطى بارتفاعها الأسوار، وترقب النوافذ والشرفات، فتعرف الأسرار، ولكنها أبدا لا تهتك الأستار ولا تذيع الأسرار، سأتخطى أسوار النفس أنقب عن الأسرار، وأفندها ثم أسردها، رغم قناعتى بالصمت، وإنما قد حان الوقت لهدم الأسوار، وإذاعة الأسرار، دون هتك الأستار، فإنما هو عالمى قد ألجَمَتْه القيود دهرا، وأوقفته الأفكار قهرا، حتى صرت أسيرا بلا جدران، وقد حان الوقت لتحطيمها، لأحيا فى عالم بلا أسوار.

 

ولكنا لن نغوص فى أغوار النفس، وإنما فيما يطفوا منها على السطح، فأغوارها بعيدة، وأسرارها عميقة، قد تأخذنا إلى حيث تريد دون أن ندرى أنها السائق، وقد تأمرنا دون أن ندرى أنها القائد، وقد تكمن دون حراك، حتى نظن أنها ماتت، فإذا ما استكنا إليها هبت، فعادت أشد مما كانت، فإما نتقى عداوتها، وإما نصحبها فى رحلتها، وإن صحبناها، فهل نصحبها اختيارا أم نصحبها قهرا؟

يذكر أن حسن خليل سعد الله، كاتب ومؤلف مصري، يعمل رئيسًا لقسم الصارف الآلي في بنك التعمير والإسكان، وبرغم طبيعة عمله البعيدة عن موهبته، فإنه استطاع أن يوجه اهتمامه إليها بشكل كبير ومثمر، حتى حصل على ليسانس الدراسات العربية والإسلامية، ومن ثم الدراسات العليا والماجستير، في علوم الحديث الشريف من المعهد العالي للدراسات الصوفية.

 

الاكثر قراءة