السبت 1 يونيو 2024

حكاية دلال عبد العزيز مع الحمام والملوخية «الصفرا»

دلال عبد العزيز

فن7-8-2021 | 16:48

محمد أبو زيد

فنانة من طراز خاص، أحبت التمثيل ومنحته كل حياتها، وكأنها لا يجب أن تمتهن غيره، وقفت أمام الكبار وتركت بصمة في كل عمل شاركت به، تألقت في كل الأدوار، ولكن تقف مبهورا أمام "فطوم" الشريرة التي تحمل من القوة والجبروت في مسلسل "الناس في كفر عسكر"، والتي تألقت في تجسيد دور الشر، ودخلت طرفا في الصراع الكبير بين عائلتي "عوف" و"شلبي" حول الأرض والأصل والسلطة. 

من ضمن مشاهد المسلسل مشهد تأكل فيه دلال عبد العزيز "فطوم" كمية كبيرة من الحمام بينما تقف حنان شوقي "شوق" وهي مرعوبة من طريقة أكلها بنهم شديد، الفنان الراحل سميرغانم قال عن المشهد في برنامج "صاحبة السعادة" مع إسعاد يونس: "ناس كلموني عن مشهد لـ دلال وأدائها وهي بتاكل الحمام المحشي في مسلسل الناس في كفر عسكر وقالولي تاني يوم نفسنا  في الحمام". 

وبخفة دمه المعهودة قال: "دلال تاكل حلو آوي لكن ما تطبخش، ومرة عملت ملوخية صفرا، عملت استشارة واستعانت بأصدقائها ميرفت أمين وسألتها وبعدها راحت ناقلة على رجاء الجداوي ما شاء الله هي في الأكل هايلة وبعد كل الاستشارات دي بردو الملخوية طلعت صفرا". 

ولدت دلال عبد العزيز محمد في 17 يناير 1960، في ديرب نجم بمحافظة الشرقية، تخرجت في كلية الزراعة من جامعة الزقازيق، أحبت الفن وكانت وجهتها للقاهرة بحثا عن فرصة، ذهبت مع صديق والدها الذي يعمل في  مبنى التليفزيون، وهناك قابلت مكشفها الأول المخرج نور الدمرداش، ومعه قدمت أول أعمالها مسلسل "بنت الأيام" 1977، وافق والدها على عملها في الفن بشرط حصولها على البكالوريوس.

 وما إن حصلت عليه حتى شاركت مع "الدمرداش" في مسلسل "أصيلة" 1980، في طريقها تعرفت  على جورج سيدهم، ليقدّمها إلى أصدقاء العمر سمير غانم والضيف أحمد، وشاركت مع الثلاثي في مسرحية "أهلًا يا دكتور" 1981، فتحت لها السينما ذراعيها وشاركت في أول أفلامها "يا رب ولد" 1984 للمخرج محمد عبد العزيز، وفي نفس العام كررت التعاون مع سمير غانم في فيلم "حادي بادي"، وانطلقت مسيرتها.

وتوالت أعمالها للسينما لعل أبرزها "إنقاذ ما يمكن إنقاذه، سارق السيارات، بئر الخيانة، البوليس النسائي، المشاغبات في خطر، مبروك وبلبل، النوم في العسل"، ومع مطلع الألفية الجديدة قدمت عدة أفلام بارزة وشاركت الشباب في أفلامهم وجسدت دور الأم مع نجوم الصف الأول، "أم حسن" في "آسف على الإزعاج" 2008 مع أحمد حلمي.

و"أم مالك" في "العالمي" 2009 مع يوسف الشريف، و "أم حزلقوم" في "لا تراجع ولا استسلام" 2010 مع أحمد مكي، بينما قدمت دور "نرجس" شقيقة فتحي عبد الوهاب في "عصافير النيل" 2010، وشاركت مع محمد فراج في "القشاش" 2013، وكانت آخر أفلامها "أعز الولد" مع ميرفت أمين.

قدمت للتلفزيون العديد من المسلسلات في فترة التسعينات أبرزها "ألف ليلة وليلة، ليالي الحلمية، دموع صاحبة الجلالة، السيرة الهلالية، الصبر في الملاحات، في بيتنا رجل" ونالت جائزة أفضل ممثلة على دورها في مسلسل "سعد اليتيم".

في فترة الألفية شاركت في عدة مسلسلات مهمة وتركت خلفها بصمة في كل عمل لعل أبرز تلك الأعمال "للعدالة وجوه كثيرة" مع يحيي الفخراني، بينما خطفت الأنظار لها في مسلسل "حديث الصباح والمساء" في دور "نعمة"، وتوالت أعمالها "زمن عماد الدين، رياح الماضي"، كانت "دلال" على موعد مع تألق حقيقي يضاف إلي رصيدها السابق من التألق عندما قدمت واحد من أصعب أدوارها "فطوم" في "الناس في كفر عسكر" مع صلاح السعدني.

 لم تتوقف أعمالها للدراما إذ قدمت "رجل وامرأتان" مع فاروق الفيشاوي، و "حكايات المدندش"، و"دوران شبرا" و "عرفة البحر" مع نور الشريف، و "الهروب" مع كريم عبد العزيز، و "سابع جار" والذي حقق نجاحًا كبيرًا وأشاد جميع رواد السوشيال ميديا بدورها، وكان أخر أعمالها الدرامية "ملوك الجدعنة" الذي عرض في رمضان الماضي.

قدمت دلال عبد العزيز للمسرح عدة مسرحيات أبرزها "هالة حبيبتي، حب في التخشيبة، فخ السعادة الزوجية" ومع سمير غانم " أخويا هايص وأنا لايص" و"فارس وبني خيبان".

كان القاء الأول الذي جمع بينها وبين سمير غانم في مسرح " الهوسابير" عندما ذهبت "دلال" مع الراحل جورج سيدهم ليقدمها للمخرج حسن عبد السلام الذي كان يقوم بإخراج مسرحية "أهلا يا دكتور" وهناك قابلت سمير غانم وبدأت قصة الحب.

كللت قصة الحب الشهيرة في الوسط الفني عام 1984 بالزواج، وأنجبا"سمير" و"دلال" ابنتين، هما الفنانتين "دنيا، وإيمي"وظل كلا منهما يروي قصة الحب التي تخطت الـ 36 عامًا من الحب.