الخميس 16 مايو 2024

دلال عبد العزيز وسمير غانم.. بكره الضحكة تعود

دلال عبد العزيز وسمير غانم

فن7-8-2021 | 17:48

محمد أبو زيد

بينما كانت تمكث الفنانة دلال عبد العزيز في المستشفى، لم يجرؤ أحد على إخبارها بوفاة حبيب العمر الفنان سمير غانم، وعُلقت ورقة على باب غرفتها تحوي كلمات مؤثرة "المريضة لا تعلم أي شيء عن زوجها اللهم أتم شفاءها على خير"، ربما كان قلبها قد أحس بوفاته وتتمنى في داخلها أن تكون قد أخطأت، ربما كانت عيناها تتعلق باب غرفة العناية أملا في أن يدخل يوما ليطمئن عليها، كانت الأيام تمر بطيئة وصعبة ما بين المرض والفراق حتى كتب القدر كلمته لينهي فراق الأحباب ويجمعهما بعد 79 يومًا مرت على وفاة رفيق الدرب وحبيب العمر الفنان سمير غانم.

طوال 36 عامًا لم يفترق فيها سمير ودلال، كونا ثنائيًا ناجحًا في الفن والحياة، حتى في البرامج كان يصحبها معه وكانا روحًا واحدة في جسدين، تضحك على خفة ظله والمواقف التي يحكيها عنها منها من يكون من ارتجاله ومنها ما حدث بالفعل، لم يفشل مرة سمير غانم في رسم الضحكة على وجه دلال حتى في أعتى المواقف تراجيديا وأشدها تأثرا؛ ففي تكريمه الأول بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته 39 وقبل حصوله على جائزة فاتن حمامة التقديرية صعد على المسرح يتوسط ابنتيه "دنيا وإيمي"، وبينما يمسك بجائزته ويقوم بحركاته المضحكة كانت دلال عبد العزيز تضحك وفي نفس الوقت تمسح دموع الفرح بتكريم شريك العمر والفن.

كان سمير ينتهز الفرصة في البرامج التي يتحدث خلالها عن دلال، وقال عنها في أحد اللقاءات: "هى كريمة وريفية من الزقازيق، وبنت ناس متواضعة وقمر، هي البيت كله أسندت لها إدارة البيت وحياتي كلها وتنظيمها واكتشفت إن ربنا بيحبنى بسببها"، كانت دلال بمجرد ذكر اسمه تلمع عيونها؛ فهي التي أحبته وطاردته حتى الزواج منها، ولم تبالي بتحذيرات عدد من الفنانين منهم عبدالمنعم مدبولي، ومحمود المليجي، ومحمود مرسي، والمخرج يحيى العلمي، وصديقه جورج سيدهم بأن سمير غانم لا يفكر في الزواج.

 لم تيأس وظلت تطارده، بينما كان يحاول سمير غانم إقناعها بأنه يكبرها بنحو 23 عامًا، ولكنها كانت لديها إصرار على الزواج منه، وطلبت وساطة الفنان الكبير فريد شوقي ليقنع سمير غانم بالزواج منها، ليقول له فريد شوقي: "مش عايز تتجوزها ليه ما هي زي القشطة؟"، ليرد عليه سمير غانم بخفة ظله "خلاص هتجوزها علشان خاطرك أنت"، وبعد قصة حب دامت 4 سنوات من حبها له تحقق مرادها وتزوجته.

عاش سمير غانم ودلال عبد العزيز سنوات من الحب لم تبددها الأيام وكأنهما قلبا واحدا وروحا واحدة حتى عندما أصابهم فيروس كورونا لم يفرق بينهما، ومن مفارقة القدر أن يتوفى سمير ودلال بنفس تداعيات المرض، ربما كان القدر أشد رحمة بـ دلال التي لم تتحمل المرض وفراق سمير وضحكته التي غابت ولكن "بكرة الضحكة تعود" ليتقابلا في النهاية في مشهد لا يقل حبا عن مشهد البداية عندما شاهدته دلال لأول مرة على مسرح " الهوسابير"، لتكتمل الضحكة التي كانت تطلقها دلال بمجرد أن يبدأ سمير في الكلام وتراه أمامها.