يقع حي الغورية في منطقة الجمالية ويعد من أهم الأحياء العريقة بالقاهرة، أسسه السلطان قانصوة الغوري، ويقربه شارع الجمالية الذي يحتضن الجامع الأزهر، ويفصله عن السوق ومنطقة خان الخليلي، وضريح مسجد سيدنا الحسين.

سُمي حي الغورية بهذا الاسم نسبة إلى السلطان "الغوري" وكان يعرف قديمًا باسم سوق الشربين حيث كانت به حوانيت لصناعة الخلع التي ينعم بها السلطان على رجال الدولة في المواسم والأعياد.

تضم الغورية أيضًا مجمعًا ضخمًا للآثار الإسلامية من عصور متعددة مثل العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي، فيحتوي على جامع الأقمر وباب الفتوح والمدرسة الكاملية وتكية السلحدار.

اشتهرت الغورية بنظام الوكالات كما يُعرف عنها، فبها وكالات كثيرة للبيع والشراء والاستبدال، وكما تحتوي أيضًا على كتب الأديب الكبير نجيب محفوظ  وثلاثيته الشهيرة: قصر الشوق، السكرية، بين القصرين، كما أن متحفه بالقرب منها، كما تحتوي الغورية أيضًا على أماكن شراء كثيرة أصبحت مع الوقت مباني أثرية مهمة، وتعد من أشهر هذه المباني فيه مبنى وكالة الغوري.

وشيد قانصوة الغوري في حي الغورية أشهر معالمها، وكالة الغوري، ومسجد الغوري، وقبة، وسبيل، وكُتّاب ومدرسة، وتقع مدرسة الغوري في نهاية شارع الغورية عند تقاطعه مع شارع الأزهر، وتأخذ شكل كتلة معمارية مميزة .

وتزال وكالة الغوري محتفظها بطابعها المعماري الأصلي كما كانت عليه، وهي عبارة عن صحن كبير، من حوله محلات متراصة في أربعة طوابق مخصصة لاستقبال التجار وبضائعهم، وهي الآن تابعة لوزارة الثقافة باعتبارها أثرًا مهمًا ومركزًا للفنون.

وتأتي مدرسة الغوري على شكل مستطيل المساحة، أرضيتها مفروشة بالرخام مزخرف بأشكال هندسية فائقة الجمال، ودقيقة الصنع.

وعن سبيل الغوري فيعد من أبرز ما تتميز به مجموعة السلطان قانصوة الغوري، نظرًا لأنه من طراز خاص، يضم ثلاث شبابيك جميعها تطل على شارع الأزهر وشارع المعز بدين الله الفاطمي.