أثار رواد مواقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" حالة من الذعر والغضب الشديد، وذلك بعد جريمة قتل فتاة عشرينية المعروفة باسم "نجلاء" بعيادة طبيب عيون الكامن في مول بكفر الدوار، حيث تم إطلاق البعض عليها إعلاميا قتل فتاة المول من قبل إحدى صديقتها، التي لم يخلو صفحاتهم الرسمية من عبارات ومنشورات الحب والأخوة بينهن خلال فترة صداقتهن، الأمر الذي زاد من خوف الجميع متسائلين عن كيفية اختيار صديق صالح يحمل بداخله الخير لأصحابه.
وفي هذا السياق أكدت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، موضحة أنه يجب على الجميع النظر في من يصادق ويصاحب، فلينظر أحدكم من سيكون علامة عليه.
وتابعت الدار: أن حتى النبي صلى الله عليه وسلم حرص حرصا شديدا على أن يختار أصدقاءه، وعلمنا كيف يكون الوفاء والإخلاص في علاقة الأصدقاء، فمواقفه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ووفائه لهم، وحرصه عليهم أكثر من أن تحصيها كلمات. وأضافت: المرء على دين خليله، هو مثله، صلاحه يصيب منه، وفساده يكتوي بناره، "كحامل المسك ونافخ الكير..."، فهذا على مستوى الدنيا، أما على مستوى الآخرة يأتي القرآن ليؤكد معنى الصحبة حين يقول تعالى: "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا.." يقول أحد سادتنا رحمه الله: "يأبى الله تعالى أن يدخل عباده الجنة فرادى، وإنما كل صحبة تدخل الجنة سويا".
وناشدت الجميع قائلة: شبابنا بحاجة لفهم تلك المعادلة، معادلة الصاحب الساحب، معادلة الرفقة الصالحة "هم القوم لا يشقى جليسهم"، حيث قال الحسن البصري - رحمه الله - [ استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة ]، مؤكدة أن الصديق الوفي هو من يمشي بصديقه إلى الجنة، مستشهدة بقول ابن الجوزي رحمه الله : إن لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني فقولوا : يا ربنا عبدك فلان كان يذكرنا بك !!! ثم بكى رحمه الله رحمة واسعة. واختتمت قائلة: فاللهم إنا نسألك رفقة خيرٍ تعيننا على طاعتك، وأدِم اللهم علينا تآخينا فيك إلى يوم لقاك.