الأربعاء 15 مايو 2024

أبو بكر عزت.. بطل لمرة واحدة وقصته الحزينة مع الإسعاف وبائع الورد

أبو بكر عزت

فن8-8-2021 | 02:00

محمد أبو زيد

فنان من طراز خاص جمع بين خفة الظل وبراعة الأداء في أدواره، تاريخ طويل ما بين السينما والتليفزيون والمسرح بيته الأول، لم يكن يعنيه الدور الثاني بقدر أن يترك خلفه بصمة في كل عمل يظهر به، قادر بسلاسة أداءه أن يخطف  الكاميرا التي تنجذب نحوه وتحب وجهه، يتمتع بقبول كبير يجبرك تحب أن تراه على الشاشة، هو "الأسطى عمارة" في "أرابيسك" الذي لم يهجر ورشة "حسن النعماني" مع باقي "الصنايعية"، وهو "محمود علوان" النصاب في "المرأة والساطور"، و"الدكتور عبد النور" في "ضد الحكومة"، هو صاحب كل الأدوار الفنان القدير أبو بكر عزت.

ولد أبوبكر عزت في 8 أغسطس عام 1933 في حي السيدة زينب بالقاهرة، درس بالمدرسة الخديوية وتخرج في قسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ومن مسرح الجامعة كانت بدايته لينطلق منها ممثلا ومخرجا لبعض المـسرحيات، حصل على بكالوريوس المعهد العالي للتمثيل 1955، وفي المعهد العالي الصحي عمل مدرس لمادة علم النفس لفترة، عقب تخرجه بدأت رحلته الفنية وانضم إلى فرقة المسرح الحر، ومن بعده إلي مسرح "الريحاني" ومسرح التليفزيون.

لم يكن الطريق نحو السينما مفروشا بالورود لدى أبو بكر عزت وقدم في بداية مشواره أدوارا ثانوية، وكانت البداية في السينما بـفيلم "أنا بريئة" 1959 للمخرج حسام الدين مصطفى، وبالتزامن حقق نجاحا كبيرا في المسرح عندما قدم مسرحيتي"بين القصرين" 1960، وفي العام التالي مسرحية "المفتش العام"، وبعدها توالت أعماله في السينما وشارك في عدة أفلام أبرزها "زوج في أجازة، هارب من الزواج"، بينما كانت المساحة أكبر في فيلم "30 يوم في السجن" للمخرج نيازي مصطفى، الحياة حلوة، معبودة الجماهير، ميرامار، زوج في اجازة".

تألق "عزت" على خشبة المسرح من خلال مسرحية "الدبور" 1964 من إخراج عبد المنعم مدبولي، ومسرحية "اليجامة الحمرا" 1967 للمخرج كمال ياسين، وشارك بعدها في عدة مسرحيات أبرزها "سكة السلامة، الدخول بالملابس الرسمية، العالمة باشا، سنة مع الشغل اللذيذ"، بينما في السينما شارك في العديد من الأفلامه في أدوار مساعدة أبرزها "ميرامار، النظارة السوداء، الحياة حلوة، ميرامار، سوق الحريم، أفواه وأرانب، انقذوا هذه العائلة، الاحتياط واجب، فوزية البرجوازية، إلى من يهمة الأمر، المطارد، القانون لا يعرف عائشة، دموع صاحبة الجلالة".

تألق مع الفنان أحمد زكي في فيلم "الهروب"، ولفت إليه الأنظار بقوة عندما قدم دور "الدكتور عبد النور" في "ضد الحكومة"، سنوات طويلة قضاها أبو بكر عزت يعمل في الأدوار المساعدة في السينما حتى جاءت اللحظة التي قرر فيها المخرج سعيد مرزوق منحه أول بطولة مطلقة مع نبيلة عبيد في فيلم "المرأة والساطور" 1997 في دور "محمود علوان" ليقتنص به جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي  1997.

وصلت شهرة أبو بكر عزت، في التلفيزيون للقمة وقدم عدد من المسلسلات المهمة منها "رأفت الهجان، حلم الجنوبي، السقوط في بئر سبع، بنت أفنديا، رأفت الهجان، زيزينا"، وقدم واحد من أجمل أدوره في "أرابيسك" للمخرج جمال عبد الحميد، وحصل على جائزة مهرجان أفلام التلفزيون عن دوره في سهرة تلفزيونية بعنوان "استقالة عالمة ذرة"، وعن دوره في مسلسلي "لا"، و"الشاهد الوحيد" حصل على جائزة من جامعة الدول العربية، وتم تكريم أسمه حتى بعد رحيله، وبلغ رصيد أبوبكر عزت الفني ما بين المسرح والسينما والتلفزيون ما يقرب من 250 عملا.

 تزوج أبو بكر عزت من الكاتبة كوثر هيكل التي لها عدة أعمال أشهرها "العذراء والشعر الأبيض، حبيبي دائما، على ورق سوليفان" وكان آخر أدواره للتليفزيون مسلسل "على نار هادئة" 2005 وهو من تأليف زوجته،  وأنجب منها ابنتان هما "أمل" والكاتبة  سماح أبو بكر عزت وأستمرت الزيجة 41 عامًا.

في يوم 27 فبراير 2006 كان يوافق عيد زواج أبو بكر عزت والكاتبة كوثرهيكل، وطلب"عزت" باقة ورود من إحدى المحلات ليهديه لزوجته، وفجأة بشعر بالتعب فاستدعت له زوجته سيارة الإسعاف التي وصلت في نفس وصول بائع الورد، وتوفي في نفس اليوم داخل المستشفى بأزمة قلبية عن عمر ناهز الـ 73 عامًا، وتم تكريم اسمه في مهرجان الأسكندرية السينمائي الدولي في نفس عام وفاته، رحل أبو بكر عزت وترك خلفه أعمالا شاهدة على موهبته. 

 

Dr.Radwa
Egypt Air