تقع في مدينة المنصورة، وبالتحديد أكثر في منتصف شارع بورسعيد في الجهة المقابلة لشارع الثورة ، هناك تجد الدار التى كانت تقام على شاطئ النيل مباشرة ابتعدت مع مرور الزمن مسافة تقدر بنحو 500 متر، والدار التى كانت تقدر مساحتها بـ 576 مترًا، نتحدث اليوم في كنوزنا التاريخية عن دار ابن لقمان .
يعود تاريخ دار ابن لقمان إلى سنة 616هجريًا -1219ميلاديًا في مدينة المنصورة عندما أمر الملك الكامل بإحضار السفن محملة بالبلاط والحجر لتأسيسه مدينة المنصورة .
تعد دار ابن لقمان من الدور المصرية ذات الأهمية التاريخية، فقد شهدت بقايا جدران هذه الدار التي أنشأها القاضي فخر الدين بن لقمان نهاية أخر الحملات الصليبية التي غزو مصر في العصور الوسطى وهي الحملة الصليبية السابعة التي قادها لويس التاسع، ومن المحقق أن لويس التاسع أنزل في هذه الدار على الرغم مما ذكره ابن تغري بردي من أنه سجن بدار ابن لقمان بالقاهرة وهى الدار الكبيرة .
وتأتي الأهمية التاريخية لدار ابن لقمان من كونها شهدت نهاية الحروب الصليبية على الشرق العربي، حيث أعلن لويس التاسع ملك فرنسا أنه سيقود غزوة صليبية هائلة ، وأن هدفه هو الاستيلاء على مصر التي كانت تمثل العقبة الكبرى في طريق استرداده لبيت المقدس وتجمعت جيوش هذه الحملة في قبرص في ربيع عام 1248ميلاديًا وعلى رأسها الملك لويس التاسع نفسه ولكنها تأخرت هناك لمدة 8 شهور وصلت أثناءها أخبار الحملة إلى مصر عن طريق الإمبراطور فريدريك الثالث .
والمكان الحالى عبارة عن جزء بين الربع والثلث من وقف عبدالرحمن المغربى على ابنته فاطمة خاتون عام 1243هجريًا -1826ميلاديًا، وقد تصرفت فاطمة خاتون فى الباقي (الثلثين تقريباً) وأصبح ملكاً لأشخاص آخرين عن طريق الميراث أو الشراء .
وتتكون الدار من طابقين علي الطراز الإسلامي حيث نجد ان باب الدار عبارة عن باب كبير يصل طوله إلي ما يزيد عن مترين ومنقسم إلي باب آخر يحويه لايتجاوز طوله الاربعين سنتيمتر ويقال ان الباب الصغير إنشىء خصيصا في قلب هذا الباب لكي يدخل الملك لويس محني الظهر إلي الأسر .
ويتكون الطابق الأول من قسمين ، القسم الاول عبارة عن غرفتين تقع علي يمين الداخل بكل منهما كوة صغيرة كانت عبارة عن نافذة تطل علي الطريق ولكنها أغلقت منذ أمد طويل .
والطابق الثاني وهو علي يسار الداخل وكان مكون من غرفتين أيضا ولكن نظرا لتهدمهما فقد أعيد بنائهما علي هيئه صالة متسعة أتخذت متحف يؤرخ لتاريخ الحملات الصليبية حيث يوجد به صوره ضخمة تمثل معركة المنصورة أمام الصليبين وايضا تمثال نصفي لصلاح الدين الأيوبي وكذلك مجموعه من الاسلحة المستخدمه في هذا العصر من رماح وأسهم وخناجر ودروع .
ويتوسط الطابقين صحن كبير للدار به سلم خشبي يصعد للدور الثاني ، وهذا الدور يتكون من غرفة واحد وهي الغرفة التي أسر بها لويس التاسع وتتكون من أريكة خشبية وخزانة في الحائط ونافذة مطلة علي الخارج وكرسي ضخم ، وأهم ما يميز الغرفة هو تمثال بالحجم الطبيعي للملك لويس والاغلال في يده وخلفه الطواشي صبيح وهو حارس كان يقوم بحراستة.
وللدار الحالية مدخل صغير اتساعه 1.30 متر له باب خشبى كبير يتوسطه باب أصغر منه يطلق عليه خوخه, ويعلو المدخل نافذة صغيرة يغشيها خشب الخرط، ويلى المدخل ردهه مستطيلة 4.40 متر × 2.40 متر تقودنا إلى ممر 5.60 متر×2.40 متر له مدخل ذو عقد نصف دائري يؤدي إلى الحجرتين الموجودتين بالدور الأرضي .
وفى نهاية الممر يوجد سلم حجرى بدرابزين خشبى يقودنا على الغرفة العلوية، والتي استخدمت لأسر لويس التاسع، وهي تعلو الحجرتين السابق الاشارة لهما فى الدور الأرضى والحجرة مستطيلة 5 متر ×3 متر يوجد بها شباك كبير اتساعه 1.40 متر من الخشب الخرط كما يوجد بجدران الحجرة دواليب حائطية يغلق عليها ضلف خشبية .
والدار مبنية من الطوب الأحمر والمونة المثلثة ويبلغ سمك الجدران 0.80 متر وهي مسقوفة بسقف من براطيم وألواح خشبية .