قال الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن الإسلام يحث على المساواة بين الناس جميعا، ولا يفرق بين شخص وآخر إلا بالعمل الأفضلِ والصالح، مشيرا إلى أن الناس جميعا يقضون صلاتهم في صف واحد دون تفرقة بين هذا وذاك إلا بالتقوى، وهم في ظل القانون الإسلامي سواسيةٌ لا فرق بين غنى وفقير، ولا بين قوي وضعيف، ولا بين حاكم ومحكوم.
وأضاف عامر، أنه لا يوجد فرق بين إنسان وآخر إلا بالعمل الأفضل، موضحا أن الإسلام جاء لختم الأديان السماوية، ولحفظ ما سبقه من أديان، ولإصلاح ما أفسده الشر في نصوصها وشريعتها فهو بمثابة القائمِ عليها.
وأشار إلى أن القرآن الكريم مصداقًا لما أنزل قبله من كتب، وشهيدا على أنها حق من عند الله، وأمينا عليها حافظا لها، وحث على المشترك الإنساني، وحرم التفرقةَ والتمييز بين الناس اعتمادا على أصول واهية، وجعل التقوى والعملَ الصالح والعمل الأجود والأفضلَ هو معيار ومحك تعيين الأفضلية بين الناس. يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وأكد أن المشترك الإنساني في الإسلام يقوم على المساواة والاتحاد والتعاون والتسامح والود والتراحم، وانتشرت هذه التعاليم والمبادئ في كافة أرجاء المعمورة، فتأثرت بها عامةُ الحضاراتِ والثقافاتِ والأديان.
ولفت إلى أنه يجب على كليات جامعة الأزهر بالأقاليم أن تقوم بدورها تجاه المجتمعات المحيطة بها في مجال نشر صحيح الدين وسماحة الإسلام والسلوك القويم، ومحو الأمية الهجائية والرقمية، والتوعية بخطورة الزيادة السكانية، والإدمان والمخدرات.
وطالب عامر بأهمية تعريف الطلاب والدارسين والباحثين بالمنهج الأزهري تنظيرا وتطبيقا، الذي يقوم على التكامل بين العقيدة والشريعة والأخلاق، وأن المناهج الأخرى لا تلتفت إلى التزكية والأخلاق، وعندما تتوجه إلى جوانب العقيدة والشريعة فإنها تعتمد في فهمها للنصوص على الرأي المبني على التشدد.