الأحد 5 مايو 2024

اللواء عاطف مفتاح: بدأت فكرة نقل المركب سرية وتمت بشكل علمي كبير

اللواء عاطف مفتاح

ثقافة10-8-2021 | 13:04

عبدالله مسعد

قال اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد الآن بمقر المتحف المصري الكبري للكشف عن عملية نقل مركب الملك خوفو الاولى ان يتراوح طول مركب خوفو الاولى ٤٢ متر تقريبا وارتفاعها يصل إلى ٨ متر، وعرضها في قاعة عرض مسطحة بجوار الاهرامات كان اخفاق في العرض ومن هنا كانت فكرة انشاء قاعة خاصة لمركب الملك خوفو الثانية.

 وولدت فكرة احضار مركب خوفو الأولى للمتحف الكبير، ومن هنا كان المتحف المستقل بجوار المتحف المصري الكبير والذي يضم المركب الأولى ومن المقرر أن يضم المركب الثانية بعد تجميعها وترميها.


 وأضاف مفتاح خلال المؤتمر الصحفي للاعلان عن تفاصيل نقل مركب الملك خوفو من متحفها بمنطقة الأهرامات لمقرها الدائم بالمتحف المصري الكبير، كانت هناك العديد من الأفكار حول نقل مركب خوفو الأولى، ولكن كان هناك فكرة بسيطة وعبقرية تمت بشكل علمي كبير جدا رغم المخاطرة الكبيرة جدا، ولكني قبلت هذا التحدي وهي عملية انتحارية ولكني صممت على إنجازها. 


حيث تم تمديد كمرات معدنية وصلت اسفل المركب حتى الأرض، وكان هناك تحدي في التعامل مع المركب دون لمسه، ثم تم بناء قضيب قطار لتسهيل عملية النقل والصور تثبت أن مقدمة المركب تقترب جدا من مقدمة المتحف القديم وبينهما تقريبا ٣٠ سم لا غير، وقد بدأت فكرة نقل المركب سرية ولم يتم الإعلان عنها إلى أن تأكدت تماما أن عملية النقل ممكنة. 


جدير بالذكر أنه في مساء الجمعة الماضية انطلقت عملية نقل مركب خوفو الأولى، التي عثر عليها عام ١٩٥٤، بالجهة الجنوبية لهرم خوفو، من داخل متحفها بمنطقة آثار الهرم، وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي تم استقدامها خصيصا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، لمكان عرضها الجديد بالمتحف المصري الكبير. 


واستغرقت عملية نقل مركب خوفو نحو ١٠ ساعات، حيث بلغ طول مسار المركب من موقعه الحالى بجوار الهرم الأكبر وحتى المتحف الكبير 7 - 8 كيلو مترات. وترجع فكرة نقل مركب خوفو للواء عاطف مفتاح المشرف العام علي مشروع المتحف الكبير والمنطقة المحيطة، الذي قام بعرض تلك الفكرة على الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 28 مايو 2019 ، والتي جاءت نتيجة أن مبنى المتحف القديم الخاص بالمركب- والذي تم إنشاؤه منذ ما يزيد على ربع قرن- قد ساعد في إخفاء الضلع الجنوبي للهرم الأكبر، كما أدى بشكل واضح إلى تشويه بصري للمنطقة الأثرية. 


ومن مسببات نقل مركب خوفو أيضا وجودها في مبنى يفتقر إلى أسلوب العرض المتحفي المتميز، والذي يليق بأهمية ومكانة هذا الأثر الفريد، فضلا عن كون المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة والخدمات التي تسمح باستقبال ذوي القدرات الخاصة. وكان اللواء عاطف مفتاح المشرف العام علي مشروع المتحف الكبير قد كشف عن تفاصيل عملية النقل، حيث أكد مراعاة جميع الأساليب العلمية الحديثة ووسائل الأمان في خطة نقل مركب خوفو، وأنه تم تنفيذ العديد من تجارب المحاكاة لعملية نقل المركب بنفس الأوزان والأحمال لضمان وصولها بأمان لمقرها النهائي بالمتحف الكبير. 


وصنعت مركب خوفو من خشب الأرز الذي كان يتم استيراده من لبنان، وعثر عليها محفوظة في حفرة مغطاة بنحو ٤١ كتلة من الحجر الجيري، ومفككة إلى نحو ٦٥٠٠ جزء رتبت مع بعضها البعض بعناية ليتيسر تجميعها، ووضعت معها أيضا المجاديف، والحبال، وجوانب المقاصير، والأساطين. وظل المركب تحت الترميم والتركيب حتى عام 1961 أي ظل لمدة سبع سنوات كاملة بعد العثور عليه على يد المرمم أحمد يوسف‏،‏ والذى نجح في أن يعيد تجميع مركب خوفو المكتشفة ثم استمرت عمليات الترميم ٢٠ عاما لمعالجة الأضرار الجديدة التي لحقت به حتى تم افتتاح المتحف المخصص لعرض المركب رسميًا في ‏6‏ مارس سنة 1982‏.