الإثنين 1 يوليو 2024

«قصة حب» تنتهي في قسم شرطة

21-5-2017 | 20:45

 بدلًا من أن تُكرس أوقاتها في تلقى العلم لتصل لطريق النور والمعرفة، تحول اتجاهها لطريق آخر وانكبت على شاشة الكمبيوتر تبحث وتتمحص لتتعرف على شاب يكون فتى أحلامها الذي تتمناه تسمرت عيناها كما لو كان خيط يجذبها عندما وقعت على صورة لأحد الشباب الذي بدا وسيما متأنقًا.

تبادلا كلمات الإعجاب وغاصوا في بحر الكلمات المعسول، وفي فترة قصيرة كان كل منهم يعلم أدق تفاصيل حياة الآخر، ليخبرها بمكان سكنه وهي كذلك، كانت دقات قلبها تزداد اضطرابا عندما يمطرها الحبيب بكلمات الغزل، وترتعد فرائصها، حتى اتخذت قرارها.

أسدل الليل ستائره، وخرجت الفتاة من بيت أهلها تحت جناح الظلام، واستقلت الميكروباص، تراود مخيلتها صور الحبيب بينما عيناها الصغيرتين ترمقان الطريق ولم تعلم ماذا يخبئ لهما القدر من عقاب ليكون درسا لن تنساها طول حياتها، وفور وصولها لشقته ارتعدت أنامله، وتبدلت ملامح وجهه، وعلاها غضب شديد صاحبه علامات استفهام وتساؤلات تبحث عن إجابة لسبب حضورها. 

وقعت على رأسه المفاجأة كالصاعقة، عندما طلبت منه استضافتها بعد هروبها من منزل أهلها، هب الشاب مذعورًا، وتغير ميزان دقات قلبه، وتزاحمت التساؤلات في رأسه؟ ماذا يفعل فإذا نجا من عقاب أهلها فانه لن ينجو من عقاب القانون، حيث إنها قاصر.

هداه تفكيره وبذكاء طلب منها الخروج معه، وما إن وصل إلى قسم شرطة الأزبكية صاح على حراسه وقام بتسليمها لرجال الشرطة لإعادتها إلى أهلها.

وأمام العميد محمود القاضي مأمور قسم شرطة الأزبكية تناثرت حبات العرق فوق وجهها من شدة الخجل والخوف من عقاب الأهل، وبخبرة رجل الشرطة هادئ من روعها وطمأنها، واتصل بعائلتها وسلّمها لهم.

البداية عندما تلقى اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة إخطارا من العميد محمود القاضي مأمور قسم شرطة الأزبكية، بحضور طالب جامعي وبصحبته فتاة إلى القسم وقرر انه تعرف عليها عن طريق "فيسبوك" منذ فترة، وأنها جاءت إليه بمحل سكنه بدائرة القسم، وعقب علمه بقيامها بالهرب من منزل أسرتها قام بالحضور إلى القسم، تم تحرير محضر بالواقعة ، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.