السبت 4 مايو 2024

قصة آخر بورتريه رسمه مصطفى حسين للرئيس عبد الناصر!

مقالات10-8-2021 | 12:40

الفنان الراحل مصطفى حسين  أشهر من حمل الريشة في الصحافة العربية رسم بها قصته مع الرئيس جمال عبدالناصر في اعترافات نشرها الكاتب الصحفي الراحل  محمود صلاح رئيس تحرير أخبار الحوادث في 19 نوفمبر 2008، حوار نشره  خلال مرض مصطفى حسين بعد رفض صلاح زيارته في المستشفى لتمكن المرض منه، على حد وصفه هو يريد أن يرى مصطفى حسين القوي وليس الضعيف الذي  كانت تهتز الحوائط من خطوات أقدامه، وكانت هناك علاقة ود وحب وساهمت الكيمياء في  تقوية الحب الذي ملأ قلب كل منهما  للآخر.

سرد مصطفى حسين حكايته مع الرئيس جمال عبدالناصر في حواره لمحمود  صلاح  قائلا: أول مرة أرى الرئيس كنت طالبا في كلية الفنون الجميلة عام 1956 وطلب عبدالناصر أن يقابلنا، أخبرنا د. عبدالسلام الشريف عميد الكلية وكنت أتخيل أنني سوف أسلم عليه وربما ينادي بالاسم فانا كنت أطولهم، كنت الأكثر أناقة، مر الرئيس عبدالناصر دون أن أراه عندما وصل كان الهرج من الحراس وضاع حلمس في أسلم عليه .

وأثناء عملي في مجلة التحرير وطلب مني سامي دواد رئيس التحرير رسم بورتريه   في احتفالات الثورة لجمال عبدالناصر، ولأنني أحفظ تضاريس وجه  الرئيس جمال عبدالناصر، توجد هالة سوداء حول عيونه، ركزت عليها ولكن للأسف كانت الطباعة رديئة وظهرت بقعة سوداء وغضب عبدالناصر عندما رأي  المجلة.

بعد صدور العدد شعرت بوجود ارتباك كبير داخل المجلة واندهشت، لكن التزمت الصمت لأنني لم أجد تفسير لحالة الارتباك، همس لي زميل بانني السبب بسبب  بورتريه جمال عبدالناصر، عرفت أن رئيس التحرير رفدني .

 وخرجت حزينا وفي نقس الأسبوع تعرض الرئيس عبدالناصر لمؤامرة اغتيال وكنت في طريقي لمنزلي بالزيتون وكان هناك مقر يُحرق لجماعة الإخوان وقفت للمشاهدة ألقي القبض عليّ، وعندما دخلت على الضابط قلت له أنا رسام كاريكاتير أرسم في جريدة الثورة الصدفة أن أحد المدنيين أنقذني عرفني خلال زيارتي لقريب له في المحكمة ولولا الموظف لكنت من بين المتهمين بمحاولة اغتيال عبدالناصر.

 وتمر الأيام وكان الموقف الثالث الذي كاد يتسبب في أزمة دبلوماسية بين مصر والسعودية، كانت هناك حملة ضد تعدد الزوجات ورسمت كاريكاتير تم نشره قلت فيه أعرفك بإبراهيم متزوج من تسع نساء، ولم يأت في ذهني أن الرسول عليه الصلاة والسلام عدد زوجاته 9، في ذلك الوقت العلاقات بين عبدالناصر وملك السعودية متوترة، وكانت الحملة من الإعلام السعودي ضد الرئيس الراحل عبدالناصر.

 آخر بورتريه رسمه مصطفى حسين لجمال عبدالناصر ثاني يوم وفاته، أثناء دخوله أخبار اليوم وجد الكاتب الصحفي الراحل موسى صبري علي بابها يبكي، عرف أن جمال عبدالناصر مات، صعد ورسم البورتريه الأخير له، حول أطرافه توجد بقع  بللت حوافه البقعة هي دموعه حزنا على رحيل زعيم عشقه  شعبه.. رحم الله كل من جاء ذكرهم في سطوري.

Dr.Randa
Dr.Radwa