الأحد 2 يونيو 2024

خبير أمني أمريكي: ترامب لم يقدم في خطابه بالرياض الدوافع الحقيقية للتطرف

22-5-2017 | 08:17

كتبت: ميادة محمد 
في مقال للكاتب كوينتان ويكتوروفيتش مدير مجلس الأمن القومي الأمريكي السابق بصحيفة واشنطن بوست ،قال إن يوم الأحد في المملكة العربية السعودية شهد أول خطاب للرئيس ترامب خارج أمريكا ،حيث دعا إلى إقامة شراكات أقوى مع دول ذات الأغلبية المسلمة لتدمير  الإرهابيين من خلال العمل العسكري وتوفير المال اللازم لذلك ، ومكافحة الجاذبية الكاذبة لأيدولوجية التطرف


ورأي الكاتب أن تركيز ترامب على النظرية الراديكالية يفتقد الدوافع الحقيقية وراء انضمام الشباب إلى تنظيمات مثل داعش، موضحا أن الحديث عما أسماه الرئيس الأمريكي الإسلام الراديكالي كان من الممكن أن تكون له أهمية خلال الأيام الأولى لتنظيم القاعدة ، وخاصة بين القادة المتطرفين الذين قد يستبكون بل ويتقاتلون فينمابينهم حول معنى نصوص دينية معينة ، وهذا هو السبب في أن إدارة الرئيس جورج بوش في السابق كانت كثيرا ما تشير إلى أهمية النضال الأيديولوجي وحرب الأفكار، في السنوات الأولى بعد هجمات 11 سبتمبر ، على الولايات المتحدة


ولكن خلال العقد الماضي ،أصبح التركيز على الإسلام الراديكالي غير ذي صلة إلى حد كبير بالنسبة لمعظم الناس الذين يدعمون جماعات مثل تنظيم داعش. 


وأوضح الكاتب أن باحثين مثله أمضوا وقتا طويلا يتحدثون إلى أشخاص مختلفين، انتهوا منذ فترة قصيرة إلى أنه في حين أننا لا نستطيع تجاهل الفكر ، لا ينبغي لنا أن نركز كل مواردنا على مكافحة الإسلام الراديكالي.


وتساءل الكاتب ما الذي يدفع الشباب في الشرق الأوسط إلى التطرف؟ ورأى أن الجواب معقد، ولكن منذ السبعينيات، تشير الدراسة بعد الأخرى، إلى أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية وليس الدين والأيدولوجية تضع الأساس للعنف


وأوضح الكاتب أن الغالبية العظمى من الشباب في أماكن مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستقبلا اجتماعيا واقتصاديا قاتما ،حيث تبلغ نسبة البطالة بين الشباب في المنطقة نحو ٣٠٪.  ، ومن ترتفع هذه النسبة في الوقت الذي تكافح فيه اقتصادات هذه المناطق لخلق فرص عمل كافية لمواكبة انتفاضة سكاتية ديموغرافية ضخمة،ففي عام ٢٠٠٠.  قدر البنك الدولي أن تلك المناطق ستحتاج إلى خلق نحو ١٠٠.  مليون فرصة عمل جديدة لمواكبة ذلك..


وتأثير هذه الأزمة الاجتماعية والاقتصادية  وفقا للكاتب هو أكثر من مجرد فرص عمل وسبل العيش للشباب،فهو يمثل انهيارا أساسيا للعقد الاجتماعي في المنطقة ،فعلى مدى عبود وعدت الحكومات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالدعم الاجتماعي والاقتصادي والتعليم المجاني والإعانات والعمل في القطاع العام .


وبذلك يتوقع الشباب أن يكون لديهم وظائف وأن توفر الحكومات فرصا ومسارات لتأمين سبل العيش،لكن هذه التوقعات تنتهي بسبب الفساد والأزمات الاقتصادية وانخفاض فرص العمل في القطاع العام.
ويبدأ الشباب رحلة من الكفاح من أجل وظائف أو على الأقل الوظائف التي تتناسب مع مستوى تعليمهم ومهاراتهم ، ويواجه المثيون الزواج المتأخر والملل والشعور بالاستبعاد والظلم ،وبالتالي يفقدون الثقة في الحكومة ويعانون من الاحباط الشديد وخيبة الأمل، في انتزار قوة خارجة عن إرادتهم تقرر مستقبلهم.


وتغذي الجماعات مثل داعش خيبة الأمل هذه والشعور بالعجز لدى الشباب الئين يقعون فرائس بين يديها،وبالنظر إلى المجندين في تنظيم الدولة نجد أن تعليمهم فوق المتوسط ولكنهم عاطلين عن العمل وليس لديهم دراية كاملة ومتعمقة بالإسلام


وبالنسبة للكثيرين فإن نداء الجماعات المتكرفة ليس واجبا دينيا أو قناعة أو أيديولوجية، بل هو وعد بالتمكين واستعادة الكرامة والأمل.


ورأي الكاتب أن إدارة أوباما ستكون أكثر فعالية إذا استثمرت بشكل كبير في البرامج التي تعالج الدوافع الحقيقية للتطرف، من خلال تمكين الشباب وتوفير الفرص الاجتماعية والاقتصادية وإلهامهم الأمل في المستقبل


لكن خطاب ترامب تجاهل هذا الواقع ،وهو أن المسئولين الأمريكيين العاملين في مكافحة التطرف العنيف ،استقطعوا التمويلات الخاصة بالبرامج الاجتماعية والاقتصادية للدول النامية بحجة أن تشكل عبئا على ميزانيات وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية ،إلا أن قطع هذه البرامج سيضر بالأمن القومي الأمريكي


وانتهى الكاتب إلى أن ترامب كان يمكن أن يستخدم في خطابه استراتيجية أكثر جرأة تعالج دوافع التطرف  لحشد الحلفاء وراءها