قصة حب جمعت بين سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ولورانس العرب عمر الشريف، بدأت باللقاء الأول في فيلمهما "صراع في الوادي" 1954، للمخرج يوسف شاهين، حين رفضت مشاركة شكري سرحان في دور البطولة، وبعد ذلك رشّح المخرج صديق دراسته "ميشال شلهوب"، الذي عُرف لاحقاً باسم عمر الشريف، لدور البطولة بدلاً من سرحان، ولم تعترض فاتن على شلهوب كونه وجهًا جديد في السينما، وبعد ذلك انطلق تصوير العمل الذي غير حياتهما.
وعلى رغم الشهرة التي حققتها قصة حبهما، إلا هناك بعض أعمالًا سينمائية جمع فيها الحب بينهما وما تزال محفورة في أذهان المشاهدين والمحبين لهما من الجمهور، ومن بين تلك الأعمال كان فيلم "سيدة القصر"1958، الذي تقدمه لكم بوابة دار الهلال في السهرة الأسبوعية "سهرتك مع دار الهلال".
تناول الفيلم قصة فتاة يتيمة تُدعى "سوسن" التي تجسدها فاتن حمامة، متوسطة الحال تسكن في شقة فوق سطوح أحد المنازل بالإيجار، وتبدأ شرارة الحب بينها وبين "عادل" الذي يجسد دوره عمر الشريف، بعد ذهابها إلى أحد المزادات لشراء كرسي جديد، بعد أن نصحها أحد جيرانها بأن تذهب إلى المزاد بسبب رخص أسعار البضائع التي تُباع به، وعند وصولها المزاد يلفت نظرها عادل الشاب الثري الذي كان يشتري كل البضائع التي يقع نظره عليها بأي سعر كانت، وهو الشئ الذي جعل سوسن تصاب بحالة من الدهشة، ومن ضمن الأشياء التي دفع فيها عادل الكثير من المال كانت لوحة محاكة يدوياً، مما دفع سوسن أن تعرض عليه أن ترسم له لوحة أجمل من التي اشتراها مقابل مبلغ ضئيل جداً، ويوافق عادل، ويعطيها عنوان بيته لتجلب له اللوحة بعد الانتهاء من صنعها.
وبعد إنجاز سوسن اللوحة في الميعاد المطلوب تذهب إليه في منزله وتعرض اللوحة عليه، ويعجب بها عادل ويحاول التودد والتقرب منها بعدة طرق ولكن يفشل في ذلك، مما يزيد إعجابه الشديد بها.
وبناءً على نصيحة مساعده "شفيق" الذي يقوم بدوره استيفان روستي، يذهب عادل إلى سوسن ليطلب يدها للزواج، وبعد التفكير توافق على طلبه، ويسافران بعدها لقضاء شهر العسل، ولكن بعد عودتها يعود الزوج إلى حياته القديمة برفقة مجموعة من أصدقائه الذين لا يطيقون زوجته، ويقضون معظم وقتهم في السهر ولعب القمار.
ما جعل الحياة بين عادل وسوسن تتوتر، خاصة بعد أن يشرع في بيع عزبة كان ورثها عن والده، ثم تتوالى الأحداث.
"سيدة القصر" عُرض في العام 1958 وشارك ببطولته: فاتن حمامة، عمر الشريف، عمر الحريري، استيفان روستي، زوزو ماضي، وفردوس محمد، تأليف حسين حلمي، وإخراج كمال الشيخ.