حوار: أمانى عزت

قال الدكتور «طارق عكاشة» أستاذ الطب النفسي في حواره لـ«طبيبك الخاص»: إن مرض الزهايمر من الأمراض المزمنة، ويوجد 47 مليون مريض مصابون به على مستوي العالم وأن بحلول عام 2030 سيصل عدد المرضي المصابين بالزهايمر إلي 75 مليون مريض أكثرهم من الدول النامية.
● ما المقصود بمرض الزهايمر؟
- هو أحد أنواع الخرف أو «الدمنشيا» وسبب شهرته أنه يمثل 60% من الخرف، وتمت تسميته نسبة إلي العالم الألماني «ألويسيوس الزهايمر» مكتشف المرض عام 1806م، وهو عبارة عن خلل في الوظائف المعرفية للمريض وهي التركيز والذاكرة والإدراك.
● هل هناك مراحل للإصابة بالزهايمر؟
- هناك 3 مراحل يمر بها المريض، في الأولي: يصاب  بفقدان في الذاكرة القريبة و بطء في أداء الأعمال والكلام والمشي إضافة إلى أن المريض يجد صعوبة في إيجاد الكلمات للتعبير عن الحاجة التي يريدها وبعدها يدخل في المرحلة الثانية: التي تزداد فيها أعراض المرحلة الأولي، بالإضافة لبعض التطورات التي تظهر على شكل بعض الأعراض الاكتئابية  وبعض الأعراض الذهنية مثل الهلاوس والضلالات، وإدراك المريض للزمان والمكان يتأثر بشدة، وللأسف يكتشف معظم الأهل  المرض في المرحلة الثانية أما المرحلة الثالثة: فكل الأعراض السابقة تزيد ويصل المريض للمرحلة الطفولية  والتي يحتاج فيها  لشخص يقضي له حاجته سواء في الأكل والشرب  وتنتهي هذه المرحلة بالوفاة.
● ما المدة الزمنية التي تستغرقها كل مرحلة ؟
ــ المرض يستغرق من أول  إلي آخر مرحلة فترة تتراوح بين  6-9 سنوات.
● ما معدل الإصابة بالزهايمر؟
- حاليا هناك 47 مليون مريض على مستوي العالم مصابون بمرض الدمنشيا أو الخرف بصفة عامة ومن المتوقع بحلول سنة 2030 أن يصل  العدد إلى 75 مليون مريض وعلى عام 2050 سيصل إلي 132 مليون مريض على مستوي العالم.
● وما السبب وراء هذه الزيادة؟
- 70% من الزيادة ستكون في البلاد النامية بسبب زيادة تعداد السكان وارتفاع  الرعاية الصحية مما يؤديان إلي ارتفاع  متوسط عمر الفرد، وبالتالي  نسب الإصابة بأمراض الشيخوخة ففي الماضي كان متوسط العمر45-55 عاماً، ولكن متوسط العمر الآن في مصر 70 سنة للذكور و73 للإناث، وهذا يعني تزايدالإصابة بأمراض الشيخوخة والزهايمر خاصة.
● هل التقدم في العمر السبب الرئيس للإصابة بمرض الزهايمر؟
- نعم، لأن أكثر من 95% من الحالات تصاب به بعد سن 60 ونسبة قليلة جدا  تصاب قبل هذه السن، ومرض الزهايمر سببه له علاقة بمادة عصبية موصلة بالمخ تسمي «الأستيل كولين» فعندما تنقص هذه المادة يصاب الإنسان بالزهايمر، والسبب الثاني هو ترسب مادة بروتينية تسمي «بيتا أميرويد» على المخ مما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية.
● هل الزهايمر من الأمراض المزمنة التي ليس لها علاج؟
- نعم، هو من الأمراض المزمنة والعلاجات الموجودة في الوقت الحالي ليست شافية من المرض إنما وظيفتها أنها تبطئ من ظهور أعراضه  فعندما يأتي أهل المريض ويقولون إن حالة المريض كما هي هذا يعد نجاحا ، وكل العلاجات الموجودة تعمل على زيادة مادة «الأستيل كولين» لتحسين حالة الذاكرة.
● هل من الممكن  ظهور علاج شافي للزهايمر قريبا؟
ــ هناك تجارب كثيرة في الوقت الحالي تتم على الحيوانات لمنع ترسب المادة البروتينية،  فإذا تم السيطرة على هذه المادة نستطيع وقتها أن نعالج المرض وأظن أنه خلال السنوات العشر القادمة سنجد طفرة في علاج هذا المرض.
● من الأكثر إصابة بمرض الزهايمر النساء أم الرجال؟
- النساء.. فمن كل 3 مرضي هناك سيدتان مصابتان ورجل واحد، وهذا يرجع إلي عدة أسباب منها أن النساء أطول عمرا من الرجال فاحتمالية الإصابة لديهن عالية، لأن هناك عوامل تؤثر على عمر الرجال مثل التدخين والإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكر وأمراض القلب بالإضافة إلي أن النساء أكثر تعرضاً للإصابة بمرض الاكتئاب، والأبحاث أثبتت أن المصابين بالاكتئاب اللاتي لم يتم علاجهن يصبحن أكثر تعرضاً للإصابة بمرض الزهايمر في الكبر.
● هل يمكن الوقاية من مرض الزهايمر؟
لا توجد خطوات محددة للوقاية من الزهايمر إنما المحافظة على الصحة بشكل عام وتجنب الإصابة بالسمنة بالإضافة إلى استخدام الألعاب التي تعمل على تنشيط الذاكرة مثل الشطرنج والسودكو والقراءة.