أكد الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أنه تم منذ قليل السيطرة علي حريق محدود نشب بالحلفا والهيش الموجودة خلف منطقة انتظار السيارات بمنطقة آثار ميت رهينة بسبب شدة حرارة الجو ، وذلك دون وقوع أية خسائر في الآثار الموجودة بالمنطقة أو إصابات في الأرواح، حيث أن الحريق بعيد تمامًا عن المعالم الأثرية بالمنطقة.
يذكر أن منطقة ميت رهينة التي تقع بمحافظة الجيزة جنوب، عاصمة مصر الأولى، بعد أن وحّد الملك مينا "نعرمر" قطري الشمال والجنوب، لـ يختار نقطة التقاء الوادي بدلتا النيل، لتصبح المنطقة عاصمة مصر عصوراً طويلة، لموقعها المميز وقيمتها التاريخية، ومع مرور الزمن تعرّضت المدينة للإهمال، وتأثرت بعوامل كثيرة أدّت إلى فقدانها رونقها، بإعتبارها جزءاً من التاريخ المصري القديم.
وفي محاولة لإحياء المنطقة وإعادة وضعها على الخريطة السياحية، تلقت الحكومة المصرية مشروعاً لتطوير المدينة، حيث يتضمّن التطوير تحديد مسارات الزيارة لمنطقة المعابد بميت رهينة، وإقامة سوق سياحية لبيع الهدايا التذكارية، وإنشاء مركز للزوّار.
وعلى الرغم من أنّ العاصمة الأولى لمصر تضم آثاراً عديدة ومتنوعة، بعضها مُدرج بقائمة التراث العالمي لليونسكو، فإنّ المكان الوحيد المسموح بزيارته حاليّاً، بينما باقي المعابد مغلقة، أو في حاجة إلى الترميم، بسبب مشكلة المياه الجوفية التي تعانيها المنطقة.
ولا تزال منطقة ميت رهينة تزخر بكثير كبير من الأسرار وعديد من الإكتشافات الأثرية المختلفة، لقيمتها التاريخية الكبيرة على مدار عصور، حيث أن المجلس الأعلى للآثار قد كشف أخيراً عن تمثال لأحد كهنة الإله حتحور، وذلك في أثناء أعمال حفائر الإنقاذ التي بدأت منذ أواخر يوليو "تموز" داخل قطعة أرض يمتلكها أحد المواطنين في أثناء إقامة أحد المشروعات بالمنطقة، وأوضح "مصطفى وزيري" الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن التمثال مصنوع من كتلة واحدة من الجرانيت الأسود، حُفِر عليه من الخلف كتابات هيروغليفية، وإرتفاعه 95 سم، وعرضه 45 سم، مؤكداً أن أعمال الحفر مستمرة للكشف عن باقي قطع الأثار الموجودة.