السبت 11 مايو 2024

قاطعوا "رامز جلال"

22-5-2017 | 13:27

بقلم : سحر الجعارة

لازالت تداعيات الأزمة التى أثارها الإعلامى "طونى خليفة" ،بسبب التحايل عليه للظهور فى برنامج مقالب "رامز جلال"، مستمرة، مهما حاول "خليفة" اختزالها فى أخلاقيات الصداقة التى تربطه بالإعلامى "نيشان"، وقبول الأخير دور "الواسطة" أو القناع الذى يتخفى وراءه "رامز".

ربما أعطى "طونى" لرامز أكبر مقلب فى حياته الفنية، وربما روج إلى برنامجه - دون قصد- رغم نفور العديد من النجوم من الظهور فى مشهد "مشين" أو مخجل يفتعله "رامز" بحبكة درامية ، وتقنية فنية عالية، وإنتاج يتجاوز الملايين من الدولارات.

كنت قد كتبت العام الماضى ، فى نفس المكان، مقالا بعنوان " رامز مفترس النجوم" ، قلت فيه : إنه لا يوجد أى مبرر أخلاقى أو إنسانى لقبول نوعية "السخافات" التى يقدمها "رامز جلال" ، تحت مسمى برامج كوميدية، ولا يوجد أى إغراء مادى يدعو النجم ، حتى لو كان مغمورا)، لقبول ظهوره وهو فى حالة رعب أو استهزاء، واستدرار تعاطف الجمهورمعه وابتزاز ضحكه أو قبول وقاحته وشتائمه البذيئة ردا على "مقلب رامز".

ثم جاء الفيديو الذى صوره "طونى خليفة" ليؤكد ما ذكرته من قبل، سواء من حيث إهدار مكانة نجوم نحترمهم وتحويلهم إلى "أراجوزات" تمشى على الحبال أو تنام "نوم العازب".. أو من حيث وضع المشاهير على حافة الموت، لابتزاز ضحك الجمهور الذى يتحول إلى "إعلانات" تغطى تكلفة البرنامج الباهظة.

ويبقى السؤال الذى لن نمل من طرحه: هل هذه البرامج مفبركة بالكامل، وما يحدث على الشاشة هو "سيناريو" تم تنفيذه بالتراضى بين الضيف والبرنامج، ورضخ النجم فيه لقوة "الدولار؟.. أم أنها مشاهد تتم بـ "الخديعة" فهل التسلية والترفيه تتم بالخديعة؟!.

الغريب فى موسم رمضان لهذا العام هو ظهور "نيشان" كواجهة للبرنامج، وقد إعتذر "نيشان" بعدما كشفه "طونى" وطلب حذف مشاهده من البرنامج، وهذه تكلفة إنتاجية ضخمة قد تعد درسا للقائمين على مثل هذه النوعية من البرامج.

بحسب "خليفة" فإن نيشان "استُخدم" لاستدراج أناس يثقون به واصفاً إياه بـ (حصان طروادة الذي تسلل من خلاله لإقناع مقربين إليه بالمشاركة في البرنامج المذكور).

لكن موقع مجلة "سيدتي" ذكر أنه حصل على "الصورة الكاملة" من موقع تصوير البرنامج، وأنّ التصوير يتمّ بالفعل ولا صحة لما تردد عن توقفه بعد تصريحات "خليفة"، مشيراً إلى وجود قائمة تضم 50 من المشاهير للمشاركة في التصوير لمواجهة أي اعتذار مفاجئ أو حالة مرضية طارئة تمنع التسجيل أو اكتشاف النجم مبكراً لطبيعة المقلب أو رفضه إذاعة الحلقة!.

الإعلامي "نيشان" كان قد اعتذر عن السفر الى "الكويت" للتسجيل مع النجمة "أحلام" لمرضى والدته، ومؤخرا نشر صورة جديدة عبر حسابه على موقع "إنستجرام" ظهر خلالها أكثر تفاؤلاً، وكتب عليها : (اليُسر هو الأصل في الحياة، أمّا العُسر فهو مؤقّت وزائل .. تفاءل دائمًا بحدوث أشياء جميلة وسعيدة فثقتك بالله لا تأتي إلا بالخير).

إنها برامج "سيئة السمعة" ، تطل علينا فى شهر رمضان تحديدا، الذى تتحول فيه الشاشة الى "مفرمة" تنهش عقل المشاهد ، وتعيش على فضائح النجوم !.

وإذا كان "رامز" يفترس ضيوفه بوحشية دون مراعاة لسن النجم أو صحته أو حتى مكانته وسمعته.. ويتلقى فى المقابل الشتائم والضرب المبرح.. فإننى لا أعفى المتفرج من المسئولية!.

نحن نقبل هذا المستوى المتدنى من الترفيه، ونتابع - بكل سادية- مشاهد "إهانة الرمز" وتحويله إلى دمية يقذف بها "رامز" فى البحر أو يشعل فيها النيران أو يحبسها فى مقبرة فرعونية.

صحيح أن قناة MBC الجهة المنتجة لمقالب رامز، تحتكر عرض برامجه، لكن الجمهور العربى هو المستهدف، وهو الذى يجلس فى شماتة ويستمتع بعملية "اغتيال معنوى" للنجم، تتحول فى النهاية الى حصيلة ضخمة من الإعلانات.

اعتذار النجوم عن عدم مشاركة "رامز" فى تلك المهزلة، والتهديد باللجوء للقضاء من ضيوفه ، لن يوقفا عملية نشر العنف والتحريض على "احتقار" المشاهير .. الجمهور وحده هو صاحب هذه السلطة ، وهو الذى يملك مقاطعة برامجه .. لكن الغالبية العظمى للأسف مستمتعة بجرعة "الرعب" التى يتلقونها .. وكأنها تنفث عن "غضب ما" مكبوت بداخلهم!.

    Dr.Radwa
    Egypt Air