الأحد 16 يونيو 2024

دراسة: الأطفال المولودين في فترة «كورونا» لديهم تقلص في النمو الإدراكي والمعرفي

طفل حديث الولادة

الهلال لايت 15-8-2021 | 20:17

داليا شافعي

توصلت دراسة في الولايات المتحدة أن الأطفال المولودين خلال فترة جائحة كورونا لديهم تقلص بشكل كبير في الأداء المعرفي واللفظي والحركي والإدراكي العام مقارنة بالأطفال المولودين من قبل.

وتشير صحيفة "الجاردين" البريطانية إلى أن السنوات الأولى من حياة الطفل تعد حاسمة في التطوير المعرفي والإدراكي، ولكن تسبب كوفيد-19 في إغلاق الأعمال والحضانات والمدارس ومساحات اللعب أدى إلى تغير حياة الأطفال إلى جانب ضغط الوالدين في عملهم على التوازن بين العمل ورعاية الأطفال.

ويقول رئيس الدراسة والأستاذ المشارك في طب الأطفال بجامعة براون، سين ديوني، "إن المحفزات المحدودة في المنزل والتفاعل القليل مع العالم الخارجي من الممكن أن يكون قد تسبب في تسجيل الأطفال لدرجات منخفضة بشكل صادم في الاختبارات المُصممة لتقييم التطور المعرفي".

وفي العقد الذي سبق الوباء، كان متوسط ​​درجة حاصل الذكاء في الاختبارات المعيارية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر وثلاث سنوات يقدر بحوالي 100، ولكن بالنسبة للأطفال الذين ولدوا أثناء الوباء، انخفض هذا الرقم إلى 78، وفقًا للتحليل ، والذي لم يراجع حتى الآن من قبل الأٌقران.

وقال ديوني: "الأمر ليس خفيًا بأي شكل من الأشكال. عادة لا ترى أشياء من هذا القبيل خارج الاضطرابات المعرفية الرئيسية"، وشملت الدراسة 672 طفلاً من ولاية رود آيلاند من بينهم 188 ولدوا بعد يوليو 2020، و308 ولدوا قبل يناير 2019، بينما ولد 176 بين يناير 2019 ومارس 2020. وُلد الأطفال الذين شملتهم الدراسة في مدتهم الكاملة ولم يكن لديهم إعاقات في النمو وكان معظمهم من البيض.

وتشير "الجارديان" أن الباحثين وجدوا أن الأطفال الذين ينتمون إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية أقل كان حالهم أسوأ في الاختبارات، وقال ديوني: "إن السبب الأكبر وراء انخفاض الدرجات هو على الأرجح قلة التحفيز والتفاعل في المنزل، يشعر الوالدان بالتوتر والارتباك كما انخفض التفاعل الذي يحصل عليه الطفل عادة بشكل كبير".

ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الدرجات المعرفية المنخفضة سيكون لها تأثير طويل المدى. ويشير ديوني إنه في السنوات القليلة الأولى من الحياة توضع أسس الإدراك مثلما يُبنى منزل، ومن الأسهل إضافة غرف عند بناء الأساس. ويقول: "تتقلص القدرة على تصحيح المسار كلما كبر الطفل".

وأضاف أنه بالنظر إلى أن هذه البيانات تأتي من جزء ثري نسبيًا من الولايات المتحدة، حيث الدعم الاجتماعي وإعانات البطالة سخية، فإن الخوف من إمكانية أن تكون الأمور أسوء في الأجزاء الفقيرة من البلاد والعالم.

وقال السير تيرينس ستيفنسون، أستاذ صحة الطفل في جامعة نوفيلد في كلية لندن الجامعية، إن البحث كان مثيرًا للاهتمام نظرًا لتطرق كثير من الأبحاث للتأثير على تعليم الأطفال في سن المدرسة، ولكن لم يظهر الكثير من الأبحاث على الرضع.

وذكر في حديثه لجريدة "الجاريان" إن العامل الرئيسي الذي يؤثر على هذه الدرجات المنخفضة عند الرضع كان على الأرجح الضغط على الآباء الذين واجهوا تحديات في كل من العمل وتوفير رعاية الأطفال اليقظة بدوام كامل.

وقال السير ستيفنسون: "ربما ليس من الغريب أن يكون الأطفال من الأسر الاجتماعية والاقتصادية الأدنى هم الأكثر تضررًا لأن هذا له صدى مع العديد من الآثار المالية والتوظيفية والصحية الأخرى للوباء".