الأحد 16 يونيو 2024

طقوس إيطالية من الشمال إلى الجنوب من ثقافات الشعوب


عبير السيد

مقالات15-8-2021 | 21:53

عبير السيد

   "يالها من شمس جميلة في يوم ١٥ أغسطس".. هذه الجملة استخدمت للإشارة إلى عيد فيرا أغسطس، هذا العيد الذي يضفي الكثير من البهجة على هذا الجو الحار الغارق في شعاع الشمس وماء البحر وصوت الموج ورائحة الشواء.

عادات قديمة جدا، تركتها الأجيال، وهي تراث شعوب وحضارات لم تنشأ من فراغ بل كرمز للتواصل والتضامن الاجتماعي لإضفاء البهجة على الأسر العاملة والفقيرة، ونشأ هذا التقليد الشعبي كعيد روماني قديم، ومن ثم تجدد في عصر الفاشية ابتداء من عشرينيات القرن الماضي.. فمن خلال النقابات العمالية والجمعيات المساندة للعامل وأسرته تم تنظيم مئات الرحلات الشعبية في أغسطس عام 1931 بأسعار مخفضة جدا في يوم ١٣، ١٤، ١٥ أغسطس وكان العرض يوما واحدا  فقط  حيث أتاحت هذه المبادرة للأسر العاملة زيارة الشواطئ الإيطالية والمتاحف والتعرف على بلدهم في جولات شعبيه مبهجة مكنت الأسر الفقيرة من التمتع بالفن ورؤية بلدهم وأصبح لزاما على أصحاب العمل إعطاء إجازة ومكافأة مالية وبعض الهدايا والسلع الغذائية. 

وتم التنظيم لهذا اليوم شيء فشيء وخاصة الفنادق والمطاعم، وتم تنظيم المسابقات والألعاب الرياضية  لهذا على الشواطئ والجبال والحدائق المفتوحة واختلفت طقوس الطعام من مكان إلى آخر، وأصبح جزءا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية. 

في توسكانا بلدي الرائع يتم اعداد اطباق من المشويات على رأسها الحمام المشوي، إما في روما فيحتفل بالدجاج مع الفلفل الحار، وفي سيشيليا تعد أطباق مزينة بأوراق الليمون وزهور الياسمين، وفي مقاطعة بوليا حيث يتسيد الديك المحشي الموائد، تناولت السينما والأدب هذا اليوم بسخاء، الكثير من الأفلام تتحدث عن أغسطس بالإيجاب والسلب، فهناك فيلم اغسطس المهجور،  وروما المهجورة في فيرا أغسطس، حيث يستغل البعض فراغ المدينة من أهلها بعد أن خرجوا لقضاء فيرا اجوستوا على الشاطئ وربما إجازة طويلة لارتكاب بعض السرقات.. إلا أن هذا لم يمنع الإيطالين أبدا من قضاء فيرا اجوستوا والاستمتاع بالإجازات حتى مع ظهور فيرس كورونا، وأتمنى أن يكون هذا التقليد متاحا أيضا للأسر العاملة في بلدي مصر لما له من فوائد صحية ونفسية وأيضا لتنشيط السياحة الداخلية والانتماء الوطني.