تبقي فلسطين هي الجرح الغائرالذي ينزف في جسد الأمة وتبقي مصرهي درع الامة وحصنها تفرقت الفصائل وبقي القدس ينادي أين ولادي لقد ضاعت بلادي وأكل العدو قلبي وأحشائي.

 

وكشف المستشارغازي فخري، عضو المجلس الوطني الفلسطيني والملحق الثقافى السابق بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة، فى تصريحات لـ"دار الهلال" تطورات الأحداث فى فلسطين والأوضاع الداخلية للشعب الفلسطيني، وآخر ما وصلت إليه خطة إعادة الاعمار .

 

** متى ينتهى العدوان على غزة ؟

 

العدوان على غزة مادة متكررة طالما الإحتلال قائم على الأرض، وسيستمر الاحتلال وتستمر المقاومة حتى يتم طرد الاحتلال من كافة الأرضى الفلسطينية.

 

** برأيك.. ما سبب الحرب الأخيرة وهل توحدت الفصائل الفلسطينية مع الشعب؟

 

عندما تصاعد عدوان الاحتلال علينا بالقدس من إهانات وضرب واعتداء بمنتهى الوحشية وعملية مواجهات واعتقالات سواء بباب العمود والشيخ جراح، وما عانته آهالي الشيخ جراح وما زالوا يعانوا من ظلم الاحتلال واستمرار اعتداءات الاحتلال بهدف منع الصلاة فى المسجد الأقصى وإقامة الصلوات اليهودية حيث يجىء مئات المستوطينين لإقامة الصلوات اليهودية بساحات المسجد الأقصى، ومرافقة الجيش الإسرائيلي لهم، كل هذه العوامل جعلت الشعب الفلسطيني لا يريد أن يستمر بهذا الهوان وبالتالي توحدت كلمة الشعب الفلسطيني سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة أو المقاومة المسلحة أو عرب 48 وكان لهم مواقف حاسمة.

ولذلك تجمع الجميع فى معركة سيف القدس وتوجتها المقاومة بالصواريخ وتجمعت كل الفصائل ولم تتوقع دولة الاحتلال ولم تتوقع كم الصواريخ على المستوطنات ولم تتوقع كل هذا الزخم من عرب إسرائيل وخروجهم بكل هذا الكم الهائل سواء بالقدس أو الأراضى المحتلة بهذه الهبة الشعبية الكبيرة .

 

** ماذا يعنى لكم الموقف العربي الأخير فى معركة سيف القدس؟

 

نحن نؤمن أن فلسطين قضية العرب والمسلمين،  وبالتالي عندما تقف معنا الشعوب العربية والإسلامية نشعر بقوة الوحدة، وتحرير فلسطين فرض عين على كل العرب وعلى كل المسلمين وهذا يعطينا نوع من القوة والزخم .

 

فالشعب العربي دائما ما يقف مع الشعب الفلسطينى فى كل أزماته وخصوصا مصر ومعركة سيف القدس تذكرنا بالإنتفاضة الثانية عام 2000 فالشعب المصري وقف معنا من كل المحافظات المصرية وقاموا بعمل لجان لدعم المقاومة الفلسطينية وأمدونا بشاحنات من الأغذية والمستلزمات الطبية، وكنت أتسلم منهم هذه المساعدات فى العريش.

 

** ما حجم الخسائر التى خلفها العدوان الأخير على غزة؟

 

 العدوان الإسرائيلي الأخيرعلى قطاع غزة والضفة الغربية تسبب فى خسائر بشرية ومادية كبيرة، خلف العدوان  236 شهيدا من بينهم عشرات الأطفال وأكثر من 30 سيدة وأكثر من 6300 جريح مصابين بجروح متفاوتة .

 

وحجم الخسائر المادية التى خلفها العدوان الأخير على غزة شملت قصف منازل وبيوت سكنية وصل مجموعها إلى أكثر من ٧٧٠ وحدة تم هدمهم كليا، فضلا عن تضرر ما لا يقل عن ٤٩٧٦ وحدة سكنية لأضرار بين متوسطة وجزئية جراء القصف المتواصل للعدوان وأيضا تم قصف  ٦٥ مقرا حكوميا ومنشأة عامة تنوعت بين مقرات شرطية وأمنية ومرافق خدماتية، وقد بلغت تقديرات الخسائر المباشرة ١٦ مليون دولار، وتم قصف عدة أبراج حدتتها إسرائيل بالاسم وهى أبراج سكنية، أهمهم برج مشتهى والجلاء والجوهر وهنادي والأندلس والشروق

 

** ما اقتراحاتكم لبناء مستقبل فلسطين السياسي؟

 

أطالب القيادات أن يعطوا أدواراً للشباب الفلسطينى فهم عماد الوطن ويستحقوا أن نعطيهم فرصة لكى يتحملوا مسئولية القضية وبالفعل هم قادرون على تحملها بما لديهم من قدرات ونضال وعزيمة وصبر وقوة، فهم مستقبل فلسطين القادم ونرى فيهم الأمل المنشود .

 

** ما هى الخطوات التى تمت فى إعادة إعمارغزة ؟

المبادرة المصرية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بدأت بإزالة الأنقاض والمخلفات من أجل إعادة الإعمار نتيجة الإعتداءات الأخيرة، وبدأت الشركات المصرية المتخصصة بالبنية التحتية وشركات المقاولات في تنفيذ عمليات إعادة الإعمار بغزة.

 

** كيف ترى المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة؟

 

 المبادرة المصرية لإعادة إعمارغزة بمثابة دعم مباشر لأمن واستقرارالقطاع المنكوب وترسيخ لأمن المنطقة، ويعد هذا جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومى العربي/ وهذا الموقف المصري المشرف يضاف إلى مواقف مصرالعديدة تجاه شعبنا الفلسطيني الذى يعانى من ممارسات الإحتلال الغير مشروعة .

وبمجرد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى عن "المبادرة المصرية" لإعادة إعمار قطاع غزة بمبلغ 500 مليون دولار ، شعر الشعب الفلسطينى بالقوة والدعم العربي وقال :"هذا ليس بجديد على مصر ودورها الريادى بالمنطقة،  فمصر دائما داعمة للعروبة منذ بداية التاريخ، فضلا عن الجهود المصرية الحثيثة التى بذلتها مصر من أجل وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وبين إسرائيل والتى تكللت بالنجاح بالوصول إلى اتفاق تهدئة في غزة، ووقف الاشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية بفضل الجهود المصرية الكبيرة. "

 

** بالرغم من مساعى القاهرة للتصالح بين الفصائل لكن لم يتم التوصل لنتيجة إلى الآن.. ما رأيك فى سبب تأخرها؟

 

كنا نأمل من اجتماعات القاهرة التى هدفت إلى وحدة الصف الفلسطيني لبناء دولتنا وعاصمتها القدس العربية ، وسعت القاهرة إلى تحقيق حلمنا فى الوحدة الوطنية  ولكن بعض الفصائل الفلسطينية خذلت الجميع لأنها لا تلتفت إلى إرادة الشعب الذي كان ينتظر بتفاؤل نتائج الاجتماعات، لتحقق مطالبه وأمله فى تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام التى أضعفت من قوتنا.

وأرى أن الفصائل لا تنظر لمطالب الشعب ولا تكترث لإرادة شعبنا ونشكر مصر على كافة الجهود التى بذلتها بهدف تحقيق وحدة الصف الفلسطينى .

** رسالتك إلى الفصائل الفلسطينية؟

 

أتمنى أن جميع الفصائل الفلسطينية تثمن وتنظرإلي كل ما قامت به مصر فى معركة شعبنا الأخيرة سيف القدس من وقف للعدوان، ومن دعم مصر غير المحدود لأهلنا من مواد غذائية والمعدات والأطقم الهندسية التى دخلت من أجل إعادة بناء غزة، وأن تستجيبوا لدعوة مصر من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام .